شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمعمدن

قوارب الموت تتحول نحو شواطئ بوزنيقة والهرهورة 

قتيلان وعشرات الموقوفين واستنفار لتوقيف منظمي الرحلات

 

الأخبار

مرة أخرى، تزهق قوارب الموت أرواح ضحايا جدد بشاطئ بوزنيقة، حيث أكدت مصادر مطلعة أن عناصر البحرية الملكية باشرت، ليلة الاثنين- الثلاثاء، تدخلا بطوليا في عرض البحر بتنسيق مع مصالح الدرك الملكي بالنفود الترابي الممتد بين الهرهورة وبوزنيقة، وذلك من أجل إنقاذ عشرات المرشحين الذين علقوا وسط البحر جراء عطب تقني أصاب قاربين بكل من شاطئي سيدي العابد بالهرهورة وبوزنيقة.

وتتحدث الحصيلة المؤقتة عن قتيلين ومفقودين وفارين وعشرات الموقوفين الذين تم وضعهم رهن إشارة البحث الذي تنجزه سريتا تمارة وبوزنيقة، تحت إشراف النيابات العامة المختصة بهذه المناطق.

وتفيد المعطيات الأولية في هذا الملف بأن مصالح الدرك الملكي بالهرهورة توصلت، قبيل منتصف ليلة الاثنين الماضي، بنداء استغاثة من داخل البحر من أجل التدخل لإنقاذ حوالي 11 شخصا كانوا على متن قارب، بينهم سيدة وابنها الصغير، تم تحديد موقعه على بعد خمسة كيلومترات في عرض البحر في الجهة المقابلة لشاطئ سيدي العابد، وبعد التنسيق مع مصالح البحرية الملكية باشرت هذه الأخيرة تدخلها بشكل مستعجل في حدود الثانية من بعد منتصف ليلة الاثنين الماضي، ونجحت في إنقاذ المرشحين من موت محقق بعد ساعة من الزمن، حيث تم اقتياد المرشحين إلى مقر المركز الترابي للدرك بتمارة الشاطئ ومنها إلى مقر سرية الدرك بتمارة، من أجل إخضاعهم للأبحاث الأولية حول ملابسات الرحلة التي كادت أن تنتهي بمأساة.

وأكدت التحريات الأولية أن المرشحين الموقوفين صرحوا بأن قاربا آخر كان يرافقهم خلال الرحلة نفسها، ونجح 20 مرشحا كانوا على متنه في الفرار من قبضة الدرك، حيث فطنوا لوضعية الاستنفار المحيطة بمواقع التدخل الأمني، ليطلقوا سيقانهم للريح مستغلين التوقيت الليلي، وتوافر إمكانات جغرافية ومناخية مساعدة على الهروب والتواري عن أنظار الأجهزة الأمنية التي انتشرت بعين المكان بشكل مكثف إلى حدود صباح أول أمس الثلاثاء.

في الجهة المقابلة ببوزنيقة، التي شهدت هي الأخرى استنفارا أمنيا مضاعفا في التوقيت نفسه، لم ترحم أمواج البحر قاربا كان يقل حوالي 20 مرشحا، بينهم سيدة وابنها الرضيع، حيث تعرض لعطل مفاجئ انتهى بغرقه ومصرع شابين، على الفور، فيما نجحت عناصر البحرية الملكية في إنقاذ باقي المرشحين الذين أحيطوا بالعناية الطبية اللازمة، قبل اقتيادهم إلى مقر سرية الدرك ببوزنيقة من أجل إخضاعهم للأبحاث الأولية اللازمة، ومحاولة الإحاطة بالخيوط الأولى الممهدة لتحديد هوية منظمي هذه العمليات الإجرامية التي استهدفت تهجير عشرات الأشخاص عبر ثلاث رحلات سرية، تعكف فرق البحث على تحديد منطلقها وملابساتها.

وأمام هذه الحصيلة المفجعة التي تنضم لحصيلة القتلى المترتبة عن عمليات الهجرة السرية التي تم تسجيلها بالمنطقة خلال شهر دجنبر الماضي، دقت فعاليات مهتمة ناقوس الخطر من جديد على أسباب تنامي ظاهرة «الحريك»  بالشريط الساحلي الرابط بين الهرهورة وبوزنيقة تحديدا، مرورا بشواطئ الصخيرات التي تحوم حولها شبهات مضاعفة خاصة بالنقطة البحرية الغوازي المحادية لمواقع وإقامات حساسة، فضلا عن شاطئ سيدي العابد الذي يلزم أن يتحرك القائمون عليه من أجل مواجهة تحركات مشبوهة لشبكات الهجرة السرية بشكل استباقي.

وعبرت المصادر ذاتها عن استغرابها لتنظيم وانطلاق ثلاث رحلات لتهجير حوالي 40 شابا دفعة واحدة، وانحدارهم من مناطق مختلفة بالمملكة أهمها الغرب والشاوية والدار البيضاء وتمارة وسلا والصخيرات وبوزنيقة، ما يؤشر على أن العمليات الثلاث سبقتها استعدادات كبيرة مرتبطة بالتفاوض مع المرشحين وإيوائهم بمواقع قريبة من نقط الانطلاق ثم نقلهم إلى الشواطئ المعنية، وتهييء القوارب المشبوهة التي حملتهم إلى عرض البحر في اتجاه أوروبا، وهي العمليات التي تكلف المرشحين ملايين الدراهم، ثم تكلفهم لاحقا أرواحهم في ظل الظروف الجوية واللوجستيكية الخطيرة التي تخاض بها هذه الرحلات السرية، في غياب تام لمنظمي هذه العمليات الذين يبقون خارج الضبط والمراقبة.

ورغم عديد الاعتقالات التي تم تسجيلها في الآونة الأخيرة في صفوف بارونات الهجرة السرية خاصة ببوزنيقة والصخيرات، وحجز قوارب خاصة بالهجرة السرية ومداهمة ورشات سرية لصنع وإصلاح قوارب خشبية ومطاطية، إلا أن محاصرة الظاهرة بشواطئ عمالة الصخيرات تمارة وبوزنيقة تبقى بعيدة المنال، في ظل تزايد جاذبية هذه المنطقة والتراخي الأمني الذي تشهده بعض المواقع، خاصة الشواطئ المقابلة لمنطقة الغوازي بالصخيرات والموجودة على خط التماس بين شاطئي الصخيرات وبوزنيقة التي بلغ عدد المرشحين الذين قضوا بها غرقا حوالي سبعة أشخاص، فضلا عن مفقودين محتملين.

وكانت سريتا الصخيرات وبوزنيقة أحالتا، أخيرا، عشرات المتهمين في قضايا الاتجار في البشر والهجرة السرية على النيابات العامة المختصة بمحاكم الرباط والبيضاء، في انتظار إيقاف متهمين جدد متورطين في الأحداث الأخيرة التي هزت منطقتي الصخيرات وسيدي العابد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى