قرار في محله
قررت الجامعة الملكية لكرة القدم عدم مشاركة منتخب أقل من 23 سنة في «الشان» المنظم بالجزائر في حال عدم توفر خط جوي مباشر نحو مدينة قسنطينة لنقل الوفد المغربي.
من حق بلدنا أن يضع شروطا واقعية ومعقولة، قبل أي مشاركة بالجزائر. إنه قرار في محله، فصبر المغرب نفد من الممارسات اللامسؤولة لجيراننا. ولهذا جاء وقت الصرامة مع نظام تجاوز الأعراف الدولية في المجال الدبلوماسي والرياضي والأكاديمي، في تعامله مع عدة مناسبات نظمت بالجزائر وفي مقدمتها الاعتداء على اللاعبين أقل من 17 سنة إلى جانب طرد الصحافيين سواء الرياضيين أو الذين أرادوا تغطية ألعاب البحر الأبيض المتوسط، بل حتى القمة العربية التي فشلت قبل بدايتها تميزت بخرق كل تقاليد اللباقة واللياقة الدبلوماسية تجاه الوفد المغربي.
لذلك فالسلطات الجزائرية قامت بمعاملة غير رياضية في لقاءات سابقة تجاه الوفود المغربية، ولن يسمح هذه المرة للمسؤولين الرياضيين بالاطمئنان إلى عدم تكرار ما جرى في السابق، وفي الوقت نفسه لن نتقبل، تحت ذرائع المشاركة في بطولة قارية، استمرار الاعتداءات المتكررة على لاعبينا والحط من كرامتهم. كما أن الجزائر لم تعط، في مناسبات رياضية متكررة أقيمت على أراضيها، الإشارات الإيجابية للتراجع عن خط العدوانية في التعامل مع الوفد المغربي، ولم يتم احترام البروتوكولات المتعلقة بالتظاهرات الرياضية الدولية، ولم يسمح لأنديتنا ومنتخباتنا بالتوجه للبلد المنظم عبر خط نقل جوي مباشر.
وفي غياب ضمانات لفتح الحدود المباشرة وإصرار على إهانة واستفزاز كل من له علاقة بالوفد المغربي، وعدم التوفر على أدنى شروط الاستضافة، سيكون من المغامرة القبول بالمشاركة في هذه البطولة القارية، ونظن أن الجامعة لن تدفع المنتخب المحلي إلى الجحيم.
ولا ننسى أن مسؤولية حماية الوفد المغربي ليست حصرية على السلطات الرياضية المغربية، بل هي مسؤولية الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم التي ينبغي أن تلعب دورها كاملا في الحد من عدوانية الدولة المنظمة لتظاهرة باسمها، وإلا فما الحاجة لها أصلا.