الدار البيضاء: مصطفى عفيف
كشفت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن الأحداث الإجرامية التي عرفها سوق بيع الأغنام بمنطقة الحي الحسني بالدار البيضاء، يوم الخميس الماضي، ألقت بظلالها على مسؤولي الشأن المحلي، بعدما توصلت مصالح عمالة مقاطعة الحي الحسني ببرقية من المصالح المركزية تطالبها بإعداد تقرير مفصل حول هذه الأحداث، وذلك من أجل تحديد المسؤولية. وهي البرقية التي جعلت عددا من المسؤولين يضعون أيديهم على قلوبهم مخافة أن تطولهم العقوبات التي ستترتب عن التقرير الداخلي الذي أعدته الإدارة الترابية بعمالة مقاطعة الحي الحسني حول ما وصف بالانفلات الأمني الخطير الذي عرفته «رحبة» بيع الأغنام ترامنا مع عيد الأضحى.
وبحسب المصادر، فإن هذه الأحداث دفعت مصالح المديرية العامة للأمن الوطني لإيفاد لجنة من مصالحها على مستوى ولاية الأمن من أجل التحري في هذه الأحداث، وهو البحث الذي تم خلاله أخذ أقوال بعض الأمنيين لتحديد الجوانب القانونية التي أغفلها المسؤولون الأمنيون في عملية توفير الأمن داخل وخارج الرحبة.
وكانت هذه الأحداث قد دفعت مصالح منطقة أمن الحي الحسني بالدار البيضاء إلى فتح تحقيق مكن من ضبط عشرين شخصا، من بينهم ثمانية قاصرين، وذلك للاشتباه في تورطهم في أعمال العنف والسرقة والرشق بالحجارة التي شهدها سوق لبيع الأغنام بمنطقة «أزماط» بمنطقة مدارية بالمدينة.
وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن عناصر الأمن الوطني المكلفة بتأمين فضاء بيع الأضاحي كانت قد تدخلت بشكل فوري بعد تسجيل هذه الأفعال الإجرامية المقرونة بتبادل الرشق بالحجارة بين عدد من المواطنين وبعض تجار الأغنام بنفس السوق، لأسباب تجري الأبحاث والتحريات لتحديد طبيعتها وخلفياتها، وذلك قبل أن تسفر التدخلات الأمنية عن ضبط مجموعة من المتورطين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية وإعادة فرض النظام العام بالسوق المذكور.
وأضاف البلاغ أنه تم إخضاع المشتبه فيهم لبحث تمهيدي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد الظروف والملابسات المحيطة بارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.
يذكر أن الأحداث الإجرامية التي عرفها سوق بيع الأغنام بمنطقة الحي الحسني بالدار البيضاء، يوم الخميس الماضي، تحولت إلى مادة دسمة استغلتها قنوات عالمية مثل قناة «بي بي سي عربي»، بعد إقدام عشرات المواطنين على سرقة الأكباش باستعمال العنف وتحت التهديد، متسببين في إحداث الفوضى ورشق بائعي الأغنام بالحجارة، قبل أن يتحول المكان إلى ما يشبه ساحة حرب بين الطرفين تم فيها تبادل الرشق بالحجارة، بداعي أن أسعار البيع كانت مرتفعة جدا، الأمر الذي اضطر معه الكسابة إلى الفرار بشاحناتهم لإنقاذ حياتهم وإنقاذ ما تبقى من ماشيتهم قبل أن تتدخل عناصر الأمن التي أوقفت عددا من المشتبه فيهم وعملت على إخضاعهم للتحقيق بتعليمات من النيابة العامة.