شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

فلسطين بين لعبة الأجندات

 

واهم من يعتقد أن التصعيد المفاجئ والخطير الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية هذه الأيام هو مجرد خلاف بين حركة حماس وإسرائيل ولدته عمليات فدائية أو أحداث دموية، وواهم أكثر من يعتبر أن القضية الفلسطينية مجرد قضية تحرر إنساني أو قضية قومية أو حتى دينية تتطلب حلا عادلا ومقبولا من الطرفين، بل هي ورقة استثمار جيواستراتيجية وساحة مواتية للحرب بالوكالة بين أقطاب دولية لا يمكنها التخلي عن هذه القضية ليس لأنها قضية عادلة، بل لاعتبارات تتعلق بمصالحها الاقتصادية والأمنية، بل هناك دول لكي تبقى أنظمتها السياسية على قيد الحياة ليس لها من بدائل سوى استمرار أجواء التوتر والتصعيد وانسداد المنافذ نحو الحل.

إن ما يجعل القضية الفلسطينية عصية على الحل رغم وجود بعض النوايا الحسنة، هو تحويلها إلى لعبة بين الأجندات المعلنة وغير المعلنة، ومعادلة حاسمة في الصراع على إدارة النفوذ العالمي، إذ أن الأهمية الاستراتيجية والأمنية للقضية الفلسطينية، وأهميتها السياسية والجغرافية في موازين القوى، جعلتها ساحة لتنافس قوى متعددة، من الأطراف المحلية إلى الدول المتدخلة التي باتت لاعباً رئيساً في تحديد مصير هذا الصراع.

والحقيقة التي لا يمكن نكرانها أن القضية الفلسطينية اتخذت بعدا في معادلة النفوذ والهيمنة، والتنافس الأمريكي – الروسي، والإيراني- المصري، والقطري الإماراتي مما يرفع من خطورة تداعيات ما يجري، حيث لا يمكن التكهن بتطورات القضية الفلسطينية، والخيارات التي ستلجأ إليها القوى الكبرى لتعزيز نفوذها ومن ثم حسمها، بيد أن هذا التنافس الإقليمي والدولي في القضية الفلسطينية يعمق من حالة الصراع بدل الحل، ومن ثم يقوض أكثر فأكثر لغة التفاوض لفائدة صوت السلاح، حيث تصبح شعارات طوفان الأقصى والسيوف الحديدية التي أنتجتها الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل، ليست في الواقع سوى تكبير لصوت القوى المتحكمة وتمثيل لأجندتها السياسية العابرة للقارات والقضايا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى