تطوان: حسن الخضراوي
كشف مصدر خاص أن ملفات البناء العشوائي بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، أصبحت على صفيح ساخن، حيث تقوم مصالح وزارة الداخلية المعنية بدراسة تقارير ضد قائدة بعمالة المضيق، فضلا عن قرارات تأديبية في حق أعوان سلطة بمدن متعددة بالشمال، وذلك تنزيلا لتعليمات عبد الوافي لفتيت بمحاربة العشوائية في التعمير، والصرامة في منع رخص البناء الانفرادية، والتسويات الغامضة لمشاريع مخالفة مثل ملف تسوية غامضة بمرتيل، تسبب في إعفاء مسؤولين بالجماعة وقسم التعمير بالعمالة.
واستنادا إلى المصدر نفسه، فإن العديد من رؤساء الجماعات بتطوان تورطوا في منح رخص بناء انفرادية، استعملها الحاصلون عليها في تشييد بنايات ومشاريع عقارية معدة للبيع، كما هو الشأن بالنسبة لواد لو وغيرها من الجماعات الموجودة بالساحل الشمالي، وهو الشيء الذي أعدت بشأنه السلطات المحلية تقارير مفصلة رفعتها إلى العمالة، وقام العامل بمقاضاة الرؤساء المعنيين لدى المحكمة الإدارية بالعاصمة الرباط، حيث تم القضاء بإسقاط كافة القرارات ابتدائيا، في انتظار استكمال إجراءات التبليغ ومباشرة مسطرة العزل من المنصب السياسي.
وحسب المصدر ذاته، فإن السلطات المختصة بمدن الشمال عملت كذلك على ضبط مخالفات تعميرية بالجملة، وإعداد تقارير بشأنها ومحاضر موجهة إلى النيابة العامة المختصة بابتدائية تطوان، فضلا عن رصد ملفات تتعلق بتراخيص انفرادية وقعها رؤساء جماعات قروية، وتسليم السكن خارج القانون ودون التوفر على أبسط المعايير المرتبطة بالبنيات التحتية، حيث غياب الطرق والكهرباء العمومية وشبكة التطهير السائل.
وذكرت مصادر مطلعة أن ملفات البناء العشوائي، وتوقيع رخص بناء انفرادية، أصبحت تؤرق رؤساء جماعات معنيين، حيث تمكن بعضهم من الترشح للانتخابات والفوز بمناصب بالمؤسسة التشريعية أو على رأس مجالس جماعية وإقليمية، لكن ذلك لا يمنع من تفعيل المساطر القانونية في حقهم، وإمكانية عزلهم من المنصب، تفعيلا لربط المسؤولية بالمحاسبة.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن السلطات المختصة بجهة الشمال سبق وشنت حملة واسعة على البناء العشوائي، الذي تم خلال فترة الانتخابات، حيث تم هدم بنايات غير مرخصة، وإنجاز محاضر مخالفات تعميرية بأحياء راقية وتوجيهها إلى النيابة العامة المختصة، فضلا عن إصدار قرارات تأديبية في حق أعوان سلطة، وتنبيه رؤساء جماعات ترابية إلى احترام دوريات وزارة الداخلية، في موضوع منع تراخيص البناء الانفرادية.
