حسن البصري:
حدثنا أولا عن بداياتك مع أولمبيك خريبكة..
يرجع الفضل في تألقي مع أولمبيك خريبكة للمدرب عبد الخالق اللوزاني رحمه الله، وهو الذي تابعني في فئة الأمل قبل أن يضمني للفريق الأول. وكما يعلم الخريبكيون فإنه في منتصف الثمانينات اعتزل الحبيب كويم، وتم البحث عن بديل من الشبان لكن في نفس الوقت تم انتداب اللاعب كبير العماري وهو ابن لفقيه بن صالح، ولكنني كنت بمثابة بديل جاهز. وبعد مجيء المدرب سيباستيان كو يوري سنة 1989 التحق العديد من اللاعبين الشبان بالفريق الأول، منهم محمد فيدادي، العربي حبابي وعبد ربه بالفريق الأول، وطبعا كان من الضروري أن أجلس على كرسي البدلاء قبل أن تتاح لي فرصة العمر.
ما أول راتب تسلمته من النادي؟
أتذكر أن المدرب اللوزاني طلب مني الحضور لمكتب إدريس بنهيمة الذي كان رئيسا للفريق ومسؤولا في نفس الوقت بإدارة الفوسفاط. في الاجتماع قدمني المدرب للرئيس وقال له: هذا لاعب واعد ينتظره مستقبل كبير في كرة القدم، وطلب منه تخصيص تعويض شهري لي فوافق الرئيس، لكن التعويض أو الراتب لم يكن يتجاوز 300 درهم في الشهر. بالنسبة لي كلاعب لم يبلغ العشرين من عمره، فإن المنحة كانت مغرية، وقبل أن أغادر المكتب قال لي بنهيمة بالحرف «هذا تعويض تحفيزي سنرفعه حين تكتسب رسميتك»، وطبعا فرحت باللقاء وقررت ن أرفع هذا المبلغ.
هل وجدت صعوبة في الاندماج مع الفريق الأول؟
إذا أردت الاندماج مع الفريق الأول عليك أن تكون موهوبا أولا وأن يساندك المدرب ثانيا ونجوم الفريق. بالنسبة لي كان اللاعبون القدامى يؤازرونني ويدعمون جهودي، وأنا أيضا كنت مقاتلا على رقعة الملعب، وكان لي شرف التواجد ضمن التشكيلة التي لعبت نهاية كأس العرش وكنت ضمن التشكيلة التي عاشت واقعة ضياع اللقب أو ما يعرف بحكاية سيبوس. لكن للأمانة فإن اللوزاني هو صانع النجوم ومكون الأجيال، وهو من أقحمني ضمن التشكيلة الرسمية بمعية العربي حبابي وفيدادي الصغير دفعة واحدة، ثم تلقيت دعوة الانضمام للمنتخب المغربي للكبار في عهد عبد الخالق اللوزاني سنة 1993 لأنه يعرف إمكانياتي.
من هم المدربون الذين أثروا في مسارك الكروي؟
بفضل مجموعة من المدربين صقلت موهبتي وتحولت إلى عنصر أساسي في الفريق الخريبكي، وهذه فرصة لأترحم على من مات منهم وأتمنى الصحة والعافية لمن لازال على قيد الحياة، للوزاني وبليندة ومديح وفاريا والميلاني وأسماء عديدة ساهمت في صقل موهبتي أنا مدين لهم جميعا، لكن بصدق يبقى اللوزاني الأكثر تأثيرا في مسيرتي الكروية.
كيف جاء احترافك بنادي الوحدة السعودي؟
كان من المنتظر أن أحترف أنا والعربي حبابي، لكن هذا الأخير فضل الدوري التونسي، كان ذلك سنة 1998. ولعل الفضل في هذه التجربة الاحترافية يرجع للمدرب الراحل عبد الله بليندة، الذي أقنعني بالتوقيع للفريق السعودي وكان معي في الفريق اللاعب بنذهيبة الذي ارتبط بنهضة سطات.
هذا الفريق له تاريخ مع اللاعبين المغاربة..
فريق الوحدة يوجد في مدينة مكة المكرمة، وكان أول لاعب مغربي ينضم إليه هو بيتشو وتلاه بكار كما دربه في تلك الفترة المدرب أحمد صبري، ولعب في صفوفه مجموعة من اللاعبين المغاربة على امتداد مساره، كالركبي ورفيق وعبد ربه وبنذهيبة. لكن التجربة الاحترافية لم تستمر طويلا وانتهت بنهاية التعاقد مع بليندة.
لكن بليندة سيأخذك معه لفاس في تجربة خارج خريبكة، كيف أقنعك بذلك؟
احترافي في الوحدة لا يجب أن يفهمه الناس على أنه ثراء، فالعقد كان عاديا جدا والصفقة باهتة ولم أتوصل سوى بعشرة في المئة من القيمة المالية للتعاقد، لأن المستفيد الأكبر كان هو النادي الخريبكي، ثم إن التجربة الاحترافية في السعودية كانت فريق الوحدة الذي لا يقدم منحا كبيرة للاعبيه على غرار الهلال أو النصر أو الأهلي أو الاتحاد، التجربة الاحترافية لم تدم طويلا لسوء الحظ. كل ما نلته من هذه التجربة هو عشرة ملايين سنتيم، ماذا ستجدي بالنسبة للاعب لديه عائلة وعليه التزامات مع والدي ووالدتي وأشقائي؟ والناس يعتقدون أنك ثري لمجرد احترافك في السعودية. كنت أعتزم العودة إلى فريقي الأم لكن مدربي في الوحدة عبد الله بليندة اقترح علي التوقيع لوداد فاس حين ارتبط به فوافقت على طلبه.
ما لا يعرفه الكثيرون أن الزرقاوي هو أول لاعب مغربي يحترف في جزيرة مالطا، حدثنا عن هذه التجربة..
فعلا كانت لي تجربة احترافية في مالطا، لكنها لم تكتمل لأنها كانت قصيرة، لعبت في بولونيا مع بطل هذا البلد، ولعبت مباراة الإياب أيضا، ثم قررت وقف مساري في هذه الجزيرة.
كيف جاءت فكرة الهجرة السرية إلى إيطاليا؟
بعد أن شعرت بأن الكرة لم تنصفني قررت الهجرة السرية إلى إيطاليا، هناك أوقفت مسيرتي الكروية لأن الكرة لن تطعمني، وقضيت سبع سنوات كاملة في الغربة. التقيت مع عدد من اللاعبين الذين كانوا مهاجرين، أبرزهم الحدومي الذي لعب معي في أولمبيك خريبكة، لقد كنت مجبرا على العمل في أي مهنة وبأي راتب.. المهم أن أضمن قوت يومي.