في الخليج كنت تتقاضى أضعاف ما حصلت عليه في المغرب..
كما قلت لك سابقا، فإن النسبة الضئيلة من القيمة المالية للعقد المبرم مع اتحاد جدة أو غيره من الفرق لا يلبي كل طلبات لاعب لديه أعباء عائلية. أنا من تحمل عبء أكثر من عائلة وأنا المعيل الوحيد لأسرتي، لذا كان المحصول المالي يوزع هنا وهناك، وكان من الطبيعي أن أتعرض لمؤامرة استهدفتني كي لا أظل نجما.
من تآمر عليك؟
لا داعي لذكر أسمائهم، الوداديون الحقيقيون يعرفونهم حق المعرفة، لقد حاولوا استعمالي كأداة للنيل من الزاكي وإبعاده عن الوداد، مستغلين علاقتي الجيدة به، كان بمثابة أخي الأكبر وكنت أتردد على بيته وأتمرن في إحدى قاعاته. حين خاصمت النتائج بادو الزاكي، وهو يشرف على تدريب الوداد، ولازمته التعادلات داخل وخارج الميدان، حصل احتقان في ملعب الوداد خلال إحدى الحصص وحج الجمهور وطالب بإبعاد الزاكي، قلت لهم إذا أقيل المدرب سأغادر الوداد، قلت هذا الكلام وأنا عميد للفريق، كنت أومن به كمدرب يحمل مشروعا، قال لي متزعمو التمرد «ادخل سوق راسك العلالي أنت لاعب فقط»، لكنني تزعمت حركة ضد إقالته.
هل كان هذا التدخل في شأن يهم المسيرين غلطة منك، لأنك لاعب فقط؟
أنا لم أكن لاعبا فقط، كنت عميدا للفريق وكنت ملما بتفاصيل العقد الذي يربط الزاكي بالوداد، العقد واضح إذا أقالوه عليهم أداء مستحقات العقد كله، وإذا استقال لن يأخذ درهما من صندوق الوداد، لهذا فكر بعض المسيرين ومن يدور في فلكهم في استخدام العلالي كورقة لتنفيذ مخطط إقالة بادو. لهذا فوجئت بزيارتهم لي في شقتي، تناولنا وجبة «بسطيلة» وليس «رفيسة» كما هو متداول بين الناس. لم أكن على بينة من المخطط، حملوا معهم لائحة وشرعوا في جمع التوقيعات للإطاحة بالمدرب، من خلال ملتمس للمكتب بالتدخل لإبعاد الزاكي وفيه إشارة لخططه الدفاعية ورفض لصرامته، كان الهدف الدفع بالمدرب نحو الاستقالة، قلت لهم إن التعادلات تفرض علينا نحن اللاعبين مضاعفة الجهد.
لكن الزاكي حل ضيفا على برنامج تلفزيوني واتهمك بتزعم حركة تمرد ضده أنت وبعض المسيرين..
قال الزاكي إن العلالي تمرد ضدي، لقد كنا أزيد من 26 لاعبا في ضيافتي، لكن لماذا أنا وحدي؟ تحملت هذا الاتهام لمدة طويلة، لقد كنت مستهدفا ووصل بهم الأمر إلى حد اللجوء إلى السحر والشعوذة لإنهاء مساري الكروي.
كيف؟
كشف أحد الأشخاص عما تعرضت له من سحر، كان هدفهم تدميري، والنتيجة أنني عشت سنة ونصف تحت مفعوله، أقضي الليل كله في سيارتي قرب سيدي عثمان، لا أنام في بيتي وفي اليوم الموالي أعود إلى شقتي وأختلق أعذارا لزوجتي. أحمد الله لأن بعض الرقاة من أصدقائي انتشلوني من هذه المحنة وحملوني إلى المسجد وقاموا بما يعرف بالاستفراغ واكتشفوا ما دبر لي لكي أنتهي. الحمد لله جاء الشفاء من الله وانتهت كوابيسي المزعجة.
هل التقيت بالزاكي بعد طول جفاء ووضحتما اللبس الذي عمر طويلا؟
نعم التقينا في مركز محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، حيث كنت أخضع لدورة تدريبية في تكوين المدربين، وهناك تبادلنا أطراف الحديث وعلمت أنه فهم خيوط المؤامرة ومدبريها الحقيقيين، والزمن كشاف.
من أغلاطك أن تعلن انضمامك للرجاء وأنت على ذمة الوداد..
كم عدد اللاعبين الوداديين الذين انضموا للرجاء؟ يضيق المجال لسرد أسمائهم. وكم عدد الرجاويين الذين وقعوا للوداد؟ رقم كبير طبعا.. أسماء عديدة بيتشو جواد بكار أنيني الغرشي عزمي القدميري فوهامي واللائحة طويلة، إذن لماذا العلالي وحده ممنوع من الانتقال للرجاء؟ أنا لم أحمل قميص الرجاء أما الآخرون فقد لعبوا، بينما بيتشو وغيره لعبوا وسجلوا. السؤال المطروح هو لماذا عبر العلالي عن رغبته في الرحيل عن الوداد؟ لماذا يعيش تحت ضغط ديون تثقل كاهله؟
من أخطائك أيضا الهجوم على حكم وأنت محلل رياضي تروج للروح الرياضية..
كنت مدربا لفريق في الهواة اسمه نهضة الزمامرة، في زمن لم يكن فيه ذكر لتقنية «الفار»، الحكم اعتدى على فريقي وكان من الطبيعي أن أحتج، في «الرياضية» قلت رأيي بكل صراحة، لكن التصريح امتد إليه المقص. الحكم لم يكن موفقا علما أنه جاء إلى الزمامرة مرفوقا بالفريق الخصم.
هل أخطأت حين كنت تشارك إحدى المجموعات الغنائية سهراتها وأنت لاعب مطلوب منك تفادي السهر؟
تقصد مجموعة «مسناوة»، إنهم أصدقائي منذ ربع قرن، حين كنت في سيدي عثمان تعرفت على الشاعر عبد الله زريقة وعمر السيد، تعرفت على «مسناوة» وأنا برفقة الصحافي طلال في إحدى المقاهي، كان عبد الواحد وأطاسي خال دنيا وحميد باطما، لا نفترق إنهم يعشقون «الطاس»، لكننا لا نسهر، نقضي أياما في مهرجانات «التبوريدة»، الأهم هو أن يتم تقييمي على أدائي في الملعب، علما أنني لم أتناول في حياتي خمرا أو مخدرات.
حضور لاعب في مهرجانات ضمن مجموعة غنائية شعبية غير مقبول..
لو عكسنا الآية وتعلق الأمر بفنان «الراب» عمر سهيلي المعروف بـ«ديزي دروس»، لقالوا هذا فنان من حقه عشق الوداد والذهاب إلى الملعب ومشاركة الفريق خرجاته، لكن اللاعب لا يحق له ممارسة الفن، مع كل الحب والتقدير الذي أكنه لهذا الفنان الذي يعد من أصدقائي.