عقدة اسمها المغرب
منذ سنوات، تدفع الجزائر بكامل جهودها وأموالها ودبلوماسيتها من أجل إقحام المغرب في مشاكلها الداخلية وكوارثها الديبلوماسية مع الدول، فما أن ينتهي نظام الكابرانات من اتهام المغرب في قضية ما دون دليل حتى ينتقل لاتهامات جديدة. والمتتبع للهوس القهري للنظام الجزائري ببلدنا يقف عند لائحة طويلة من الاتهامات الرخيصة والمضحكة التي رمى بها نظام عاجز في حق المغرب، فاتهمنا بإشعال حرائق تيزي وزو وإدخال المخدرات لإفساد الشباب الجزائري ودعم حركة الرشاد والماك، وحتى عدم تأهل المنتخب للمونديال تم إرجاعه لفوزي لقجع، بل ذهب خيال إعلام دولة الكابرانات هذا الأسبوع إلى اتهام المغرب بالوقوف وراء عملية ترحيل الحقوقية الجزائرية والصحافية أميرة بوراوي من تونس.
بالرغم من تأكيد ملك المغرب في خطاب رسمي أن المغرب لن يكون مصدر شر وأن ما يمس أمن الجزائر يمس أمن المغرب، والعكس صحيح، إلا أن مساعي النظام الجزائري في اتهام بلدنا وإقحامه في كل صغيرة أو كبيرة مستمرّة بلا هوادة.
إن إقحام المغرب في كل المشاكل التي يصنعها نظام فاشل والادعاء بأن المغرب تسبب في أذى للجزائر الغاية منه واضحة وهي التغطية عن الفشل في مواجهة المغرب ديبلوماسيا وتعويض العجز في شرعية النظام، فهو يعرف أن الشعب الجزائري صار يدرك ما يريده النظام ويعرف أن قوله إن النظام الجزائري ليست لديه أطماع في المغرب كذب، لأن العالم كله صار يدرك ما يفعله نظام الكابرانات في المس بالاستقرار بشمال إفريقيا.
والحقيقة أن الجزائر، التي فشلت في كل شيء، تحتاج لإمطار المغرب بوابل من الاتهامات لكي تضمن لنظام الكابرانات الاستمرار، لكنها، في الوقت نفسه، تجد نفسها في كل جولة مهزومة أمام أنظار العالم. لا أحد يعلم إلى أين سيذهب هذا الوسواس القهري لنظام الكابرانات ببلدنا؟ لكن المؤكد أننا أصبحنا أمام دولة مريضة بمرض عضال اسمه المغرب.
لم يعد خافيا الآن أن نظام الكابرانات نقل صراعاته من منابر الديبلوماسية واللعب النظيف إلى ميادين الاتهامات المغرضة، ولم يعد خافيا أن تهجم الجزائر على المملكة المغربية ليس جديداً، إذ أصبح من مهام نظام تبون وإعلامه التهجم على وحدتنا بمناسبة ومن دون مناسبة.
الخلاصة أن المحاولات الجزائرية لإدخال المغرب في عدّة ملفات من دون أي أدلة، تكشف فشلها في ثني المغرب عن مواصلة تقدمه الديبلوماسي وفرض نفسه كرقم صعب في المحيط الإقليمي.