عشر سنوات من اللاشيء
زينب بنموسى
على بعد أيام قليلة تفصلنا عن انتخابات 2021، تعود للذاكرة أبرز وعود الحزب الحاكم الذي، رغم الحضيض الذي يسبح فيه-ونحن معه كمواطنين، لا زال أعضاؤه يحتفظون بأمل ضائع مبني على الفراغ مثله مثل وعود الحزب وبرنامجه الانتخابي والتصور العام الذي بني عليه هذا البرنامج: “بناء مجتمع متوازن ومستقر ومتضامن ومزدهر، قوامه طبقة وسطى واسعة مع نظام تضامني يحقق العيش الكريم لفقرائه ويوفر الأمان وشروط الفعالية والمسؤولية الاجتماعية لأغنيائه”.
عشر سنوات مرت منذ الولاية الأولى، عشر سنوات من هدر الزمن السياسي، حتى أن أعتى الانتقادات تربط بين أطروحة وخطاب الحزب الإسلامي بسلوكه السياسي المثير للجدل خلال التدبير الحكومي، مما جعله محط انتقاد داخلي وخارجي، لخيانته لهويته، كما انتهت أسطورة وأطروحة الإصلاح من داخل المؤسسات التي أسس عليها الحزب مشاركته السياسية، عشر سنوات لا المجتمع توازن واستقر، لا تضامن ولا ازدهر، ولا طبقته الوسطى توسعت، ولا حتى العيش الكريم والأمان تم توفيرهما لطبقته الفقيرة، عشر سنوات من الفشل توسعت فيها ثروة قياديي الحزب، ازدهرت فيها مداخيلهم، وتم ضمان “عيشة ديالle luxe ” لهم دون غيرهم.
عشر سنوات طبعتها الرشوة والريع، تراجع التعليم، فساد الصحة، تقهقر القدرة الشرائية للمواطن، تضخم القروض، وتضاعف الحراكات الاجتماعية، وفشل ذريع في تنزيل الدستور… عشر سنوات لا ضوء أمل فيها غير ذلك الذي اشتعل فـ”الكونط بونكير” ديال الوزراء والبرلمانيين، ومازالوا يعتقدون، رغم كل هذا، أنهم سيظفرون بالثالثة، وأن الشعب المغربي سيصدقهم ويقتنع بوعودهم مرة أخرى.
الأغرب من الفشل، والأمل المفقود الذي لا زال مختبئا في صدور أبناء البيجيدي، هو وقاحة أعضائه خصوصا القياديين منهم، و”وجههم الصحيح” الذي يدفعهم للخروج في الحملة الانتخابية مدافعين عن مستقبلهم بماضيهم الأسود، و”محزمين” بالحصيلة الحكومية التي لا تحمل في طياتها إلا الفشل: دراسة رسمية صادرة عن المرصد الوطني للتنمية البشرية، التابع لرئاسة الحكومة، بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «اليونيسف»، تفيد بوجود فئة تشكل أزيد من 28% من الشباب المغاربة شبوا خلال الولايتين الحكوميين للعدالة والتنمية لا يتابعون دراستهم، لا يملكون أي شهادة ولا يمارسون أي عمل؛ برامج اقتصادية لفائدة الشباب أطلقها الملك شخصيا مثل برنامج “انطلاقة”، لكن تصدى لها الحزب بمرجعيته الإسلامية حتى تم إفشالها، احتلال المغرب المرتبة 86 من 180 في مؤشر إدراك الرشوة سنة 2021 متراجعا بست مراتب عن سنة 2019، ملفات فساد تضم أسماء بارزة في الحزب، طبعا دون الحديث عن «الشبهات» والعلاقات الغرامية التي صارت شغل أعضاء العدالة والتنمية الشاغل بدل أن يركزوا على تنفيذ برنامجهم الانتخابي، والتراجع الحقوقي الذي شهده الوطن في عهدهم. فأي نجاح ذلك الذي يتحدث عنه الأمين العام سعد الدين العثماني لي المغاربة ما كايعرفوش صوتو حتى كيف داير بقوة السكات، في اللقاءات الحزبية؟ أي نجاح وأزمة كورونا لا زالت عقبة يعاني المواطنون من تداعيتها ما عارفين حتى إمتى يدخلو ولا يخرجو ولا يديرو التلقيح ولا عدد الحالات ولا مؤشر الاستقرار؟؟؟ لو كنتم حزبا محترما لما انتظرتم هزيمة مشابهة لهذه التي منيتم بها في الانتخابات المهنية، كون مشيتو بوحدكم بكرامتكم، واعتذرتو لنا عن عشر سنوات من التدبير السيئ والعبث التسييري.