شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

عشت أياما صعبة بعدما أسقط المدرب اسمي من لائحة المشاركين في مونديال الأندية

مانسيناكش ياسين الصالحي (لاعب دولي سابق)

حسن البصري:

طبيب الرجاء قال إنك تعاني مشكل عدم انتظام نبضات القلب؟

هذه واقعة عشتها مع الرجاء في بدايتي مع الفريق الأول، فخلال فترة الاختبارات الأولية لبداية الموسم الكروي، أخبرني أحد المسؤولين أنني أعاني من مشاكل على مستوى نبضات القلب، وطلب مني مغادرة معسكر أكادير، وفعلا تم إبعادي إلى حين التأكد من بعض الفحوصات الطبية لأحد الأطباء الاختصاصيين في أمراض القلب والشرايين، والذي حذر من وجود خلل ما في عمل ووظيفة القلب، الشيء الذي أحالني على العيادات المتخصصة في أمراض القلب وما صاحب ذلك من قلق وتأثيرات نفسية كادت أن تقضي على كل أمل في الحياة، ولولا أفراد عائلتي وإصراري على تأكيد سلامتي الجسدية لانقطعت عن ممارسة كرة القدم.

 

ألهذا انتقلت معارا إلى الراسينغ البيضاوي؟

قبل الإعارة منحني طبيب الرجاء أحزمة تتضمن عدادا لقياس نبضات القلب وطلب مني أن أضعها على صدري طيلة الـ24 ساعة دون انقطاع، وحين انتهت المدة وأعدت الأحزمة للطبيب وجد أنني سليم، لكنه استغرب من جديد واتهمني بوضع الأحزمة على قلب شخص سليم كما ادعى، ما زاد في غضبي. وبتوصية من أصدقائي اخترت تغيير الأجواء والعودة إلى الملاعب، فتمت إعارتي، خلال فترة الانتقالات الشتوية، إلى الراسينغ البيضاوي، وكان الهدف تكذيب ادعاءات الطبيب الذي كتب تقريرا لإدارة الرجاء عرضته على المدرب الفرنسي إيف شاي، أكد فيه أنه من المستحيل ممارسة الكرة على المستوى العالي. كان ردي بسيطا حيث طالبت إدارة النادي بمنحي أوراقي حتى أوقع لفريق آخر لأفاجأ في الأخير بإعارتي.

 

هل أخضعك مسؤولو فريق «الراك» لفحص طبي دقيق على مستوى القلب؟

طبعا، شاع خبر إصابتي بمرض على مستوى القلب، وتداولته الصحافة دون أن تحصل ولو على تقرير طبي من مختبر معتمد. قال لي رئيس الفريق، عبد الحق رزق الله: «سنقطع الشك باليقين»، فعرضني على الدكتور الكولونيل السياح بالمستشفى العسكري. هذا الأخير أخضعني لفحوصات دقيقة بأجهزة متطورة، وقال إن قلبي سليم مائة في المائة وبإمكاني المشاركة في الماراطونات الدولية دون أي تخوف.

أكيد أنك قررت أن تبين لطبيب الرجاء أن قلبك سليم..

رغم التحاقي المتأخر بالفريق إلا أنه تم اعتمادي لاعبا أساسيا من طرف الإطارين الوطنيين عبد الحق رزق الله ومحمد أبو الهدى، الذي سبق أن كان مشرفا ومديرا تقنيا على مدرسة الرجاء خلفا لفتحي جمال، ويعرف حق المعرفة مؤهلاتي البدنية والتقنية، فقد سجلت ستة أهداف حاسمة رغم قلة تنافسيتي، بمعنى أن الراسينغ البيضاوي كان بيتي الثاني الذي استعدت فيه كل مقوماتي إلى جانب ثلة من الزملاء الذين يتقنون اللعب القصير. أتذكر أنه، وبمجرد ما أعطاني الأب ماندوزا القميص رقم 17، وعدت نفسي بأن أسجل سبعة عشر هدفا وإضافة أهداف أخرى على شرف أحد أقاربي، سعد الذي وقف إلى جانبي خلال تلك الفترة العصيبة من حياتي ولم يكن يتوانى في الرفع من معنوياتي. توجت هدافا للقسم الثاني، كان ذلك بمثابة رد ميداني على الجهاز الطبي للرجاء وكل الذين خلقوا إشاعة كوني أعاني من مشاكل في القلب، لهذا شاءت الأقدار أن يلتمس مني مسؤولو الرجاء العودة إلى القلعة الخضراء لحمل قميص الرجاء، لقد خرجت من الباب الصغير وعدت من الباب الكبير بترحيب واحتفاء.

 

لماذا عدت إلى الرجاء بعد أن غادرته مرفوضا؟

لسبب بسيط هو أنني كنت دوما أحلم بحمل قميصه وأحفظ أسماء لاعبيه عن ظهر قلب منذ نعومة أظافري، الأكثر من ذلك أن عددا كبيرا من لاعبي فريق الاتحاد البيضاوي هم عشاق الفريق الأخضر، بحيث أنك إذا سألت أي رياضي أو أي شاب يسكن الحي المحمدي عن فريقه المفضل بعد الاتحاد، يجيبك، دون أدنى تردد، فريق الرجاء الرياضي الذي يذكرهم بأمجاد الطاس في أزهى مراحله. اختياري لم يأت بطريقة اعتباطية، بل عن قناعة وحب.

 

هل لعبت تحت الضغط؟

نعم حين عدت إلى الرجاء وجدت نفسي ألعب تحت الضغط، بل كان الضغط مضاعفا، ألعب في فريق الكبار مع نجوم كنت أشجعهم، وأسعى لتأكيد سلامتي وأحقيتي بحمل قميص الرجاء دون مشاكل. كنت أعلم أن بعض مسؤولي هذا الفريق، سامحهم الله، «حكَروني»، بل ودبروا لي مكيدة كي أغادر الفريق بتقرير طبي مفتعل كان علي أن أعرضه على الخبرة الطبية، لكنني فكرت في اسم الرجاء.

 

ستعيش ضربة موجعة أخرى حين سقط اسمك من لائحة الرجاء المشارك في مونديال الأندية، كيف تعاملت مع هذه المشكلة؟

بعد معاناتي مع تقرير الطبيب، جاء دور المدرب الذي أدخلني بدوره في دوامة من القلق، حين أسقط اسمي من لائحة لاعبي الرجاء المشاركين في مونديال الأندية الذي أقيم في المغرب. صحيح أنني كنت مصابا لكن عودتي إلى الميادين كانت وشيكة، ما أغضبني هو ما قدمته من تضحيات كبيرة لنفوز باللقب، كنت أضطر لخوض مباريات عديدة وأنا مصاب بل كنت أخفي إصابتي، فقط، لأرضي جماهيرنا. أي لاعب يحلم بالمشاركة في كأس العالم، لكني تفاجأت بعدم إدراج اسمي ضمن لائحة اللاعبين المشاركين في هذا المحفل الكروي الذي لا يتكرر كثيرا.

 

كيف كان موقف الرئيس بودريقة آنذاك؟

الرئيس بودريقة هو من أشعرني هاتفيا بعدم إدراج اسمي في اللائحة، لكنه طلب مني التريث وعدم التفاعل السلبي مع هذا القرار، وأنه سيقوم، إلى جانب بعض الفعاليات الرجاوية، بإقناع المدرب بضم اسمي للائحة النهائية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى