الدكتورة نسرين الزياني طبيبة عامة وأخصائية في الفحص بالصدى
قرحة المعدة من بين المشاكل الصحية الأكثر شيوعا، والتي قد تختلف حدتها من شخص لآخر، فهناك من يعاني منها ومن أعراضها بشكل جلي، في حين هناك فئة أخرى تشتكي منها بشكل طفيف، الأمر الذي يجعلها لا تعير المشكلة الكثير من الاهتمام، في الوقت الذي من الممكن أن تترتب عنها الكثير من المشاكل الصحية الوخيمة، التي قد تصل لحد الإصابة بسرطان المريء، لتقريبكم أكثر من هذه المشكلة الصحية كان لنا هذا الحوار الطبي مع الدكتورة نسرين الزياني طبيبة عامة وأخصائية في الفحص بالصدى.
كيف يمكنك أن تعرفي لنا بطريقة مبسطة مشكلة حرقة المعدة؟
حرقة المعدة هي عبارة عن رجوع الإفرازات المعدية المتواجدة بالمعدة والتي يتمثل دورها في تمكين الجسم من عماية الهضم إلى المريء، وبسبب عدم قدرة جدار المريء على تحمل درجة حموضة هذه الافرازات، يقع التهاب في المريء، مما يسبب في آلام معدية.
فيم تتجلى أسباب هذه المشكلة الصحية؟
بالنسبة لأسباب حرقة المعدة، فغالبا ما تكون متعلقة بخلل في عمل العضلة التي يتمثل دورها في منع رجوع هذه الإفرازات الحمضية من المعدة إلى المريء، وتسمى هذه العضلة ب
Sphincter œsophagieninferieur
وفي حالات أخرى من الممكن أن تكون هذه الحرقة ناتجة عن سبب خلقي يتمثل في فتق على مستوى المعدة، أو ما يسمى ب
Herniehiatale ، عندما يصعد الجزء العلوي الذي يتواجد عادة في البطن إلى الجزء الأسفل للصدر.
هل للتغذية والجوع علاقة بحرقة المعدة؟
في حالة حرقة المعدة فإن المريض يعاني أكثر من هذه المشكلة بعد تناوله للوجبات الغذائية أو خلال النوم.
كيف يتم التشخيص؟
يكون التشخيص بداية الأمر سريريا بحيث يجري الطبيب حوارا مع المريض، بحيث يقربه من نوع الآلام التي يشعر بها، حتى يتم التعرف على نوع المرض، وبالتالي يتم اختيار العلاج المناسب، وفي حال عدم تحسن هذه الأعراض، نوجه المريض عند الطبيب الأخصائي ليقوم بفحص المعدة بواسطة المنظار، بحيث يتم البحث عن الالتهابات عن طريق أخذ عينات التي تمكن من التعرف عن قرب حالة كل من المريء والمعدة. من الممكن أن يتم هذا الفحص بشكل عادي، كما من الممكن أن تستمر معاناة المريض مما يجعلنا في بعض الحالات نطلب فحوصات أخرى تمكن من قياس نسبة الحموضة في المعدة.
ما هي عواقب إهمال علاج الحموضة؟
تتمثل هذه العواقب في احتمال تطور الحرقة إلى مرض مزمن قد يعاني منه المريض دائما، كما أن تعرض البلعوم إلى الإفرازات الحمضية بشكل مستمر قد يسبب في التهاب المريء
L’Oesophagite ، أو قرحة المعدة
L’ulcèregastrique
الأمر الذي قد يتسبب في تقيؤ مع نزيف دموي، كذلك من بين المشاكل الخطيرة التي قد تتسبب بها قرحة المعدة هناك تضيق البلعوم
La Sténosepeptique
مما يؤدي إلى صعوبة في بلع الأغذية، كما يمكن أن يتطور الأمر إلى سرطان المريء لا سمح الله.
كيف يتم العلاج؟
هناك العلاج الذي يكون فقط من خلال الدواء، عن طريق أخذ حبوب مضادات الحموضة أو مضادات آلام المعدة، كما يمكن اللجوء إلى العلاج الجراحي في بعض الحالات الخطيرة كالفتق HerniehiataleL’
ما هي النصائح التي بإمكانك تقديمها لقرائنا بخصوص هذا الموضوع؟
النصائح الوقائية أهم بكثير من العلاج، من الضروري اتباع بعد النصائح لتفادي تفاقم حدة حرقة المعدة، لابد أولا من الامتناع عن التدخين، ومحاولة الحفاظ قدر المستطاع على الوزن المثالي، لأن الوزن الزائد من العوامل المهمة المؤهلة لقرحة المعدة. كما أن هناك بعض الأغذية التي تزيد من حدة القرحة، مثل القهوة، الشكولاتة، الأغذية الحارة، الأغذية الغنية بالدهون، المشروبات الغازية، الطماطم، البصل، وبالتالي من الضروري تفادي الوجبات الثقيلة والدسمة قدر المستطاع وخاصة قبل التوجه للنوم.
ننصح المريض أيضا بأن يتناول الأكل بتأني، عليه أخذ الوقت الكافي في المضغ وأن يتجنب تناول كميات كبيرة من الطعام، دون أن ننسى أن التوتر يعد أيضا من أهم أسباب الإصابة بحرقة المعدة، واللباس الضيق كذلك.
وللخفض من حدة الحرقة الليلية ننصح برفع رأس السرير قبل التوجه للنوم، هناك أيضا مجموعة من الأدوية المؤهلة للإصابة بحرقة المعدة، كمضادات الالتهاب خاصة منها الخاصة بالمفاصل والأسبرين التي ننصح بتفاديها قدر المستطاع.