شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

عالم بدون حواسيب؟ 

 

 

يونس جنوحي

منذ الزيارة التي نظمها نخبة من السياسيين الأمريكيين إلى جزيرة «تايوان»، والتي شكلت أقصى تعبير أمريكي عن موقف البيت الأبيض، والترقب يسود بخصوص وضع المنطقة إقليميا واقتصاديا.

الانتخابات الأخيرة في «تايوان» مع بداية العام الحالي، والتي أدت إلى وصول «لاي تشينغ» -وهو معروف أيضا باسم ويليام لاي- إلى الرئاسة، وضعت الصين في موقف دفاعي في سياساتها تجاه أراضي جزيرة «تايوان». أو على الأقل هذا ما أكدته وكالات دولية في انتظار ما سوف تؤول إليه الأمور في المنطقة لاحقا.

ففي الوقت الذي كان فيه سكان «تايوان» مشغولين بأخبار استطلاعات الرأي والتمهيد للانتخابات مع نهاية العام الماضي، أقدمت الصين على خطوة «استباقية» وصفتها بعض التقارير الدولية بأنها «وضع عدواني لتخويف شعب «تايوان» حتى لا يصوت لصالح لاي». فقد حركت الصين أسطولها البحري وأرسلت سفنا حربية إلى سواحل «تايوان»، ونُشرت أخبار عن تحليق طائرات حربية صينية في سماء الجزيرة.

وتحدثت الصحافة الدولية عن «بالونات تجسس» أطلقتها الصين فوق «تايوان».

الأمريكيون وبعدهم المنتظم الدولي، بدؤوا يتعاملون مع الرئيس والحكومة المُنتخبة، وهو ما جعل الصين حسب محللين دوليين، أمام خيار وحيد وهو فتح المفاوضات بشأن مذكرة تصالحية مع هذه البلدان لضمان عدم انزلاق «تايوان» بعيدا عن بكين في المستقبل.

ماذا يعني خروج «تايوان» من بين يدي بيكين للعالم؟

هذا يعني أن الصناعات الذكية سوف تعرف تغيرا كبيرا عبر العالم. سوق الهواتف الذكية قد يتضرر، وسوق السيارات الكهربائية والسيارات التي تعتمد على تكنولوجيا القيادة الذاتية والمحركات التي تعمل بنظام إلكتروني وليس ميكانيكيا قد تعاني من صعوبات من شأنها رفع أسعار السيارات بشكل غير مسبوق.

«تايوان» هي التي تؤمن أغلب حصص حاجة العالم من الرقائق الذكية التي تشكل قلب كل هذه الصناعات المتطورة. وحتى سوق الحواسيب وصناعة الصواريخ والصناعات العسكرية والفضائية، تنفرد «تايوان» بصناعة وتطوير أغلب الرقائق المستعملة في صناعة حواسيبها.

بعد إعلان نتائج الانتخابات في «تايوان»، صرح النائب الأمريكي عن الحزب الجمهوري، «ماريو دياز بالارت»، وقال متحدثا باسم الأمريكيين جميعا: «نحن فخورون بشعب «تايوان».

هذا التعبير الصادر عن مسؤول أمريكي مُنتخب، يعكس إلى أي مدى تقف الولايات المتحدة الأمريكية في وجه الصين عندما يتعلق الأمر بجزيرة «تايوان».

الرئيس التايواني الجديد صرح للصحافة وقال إنه يريد الاحتفاظ بعلاقة متقدمة مع دول العالم الغربي دون سيطرة صينية.

لقد ولى عهد الحروب التي تندلع من أجل البترول أو القمح، أو حتى من أجل الموارد المائية. مُحرك الحروب القادمة منذ الآن لن يكون سوى سوق الرقائق الذكية والبرمجيات.

عطب بسيط في خوادم شركة «ميتا» التي تُدير «فايسبوك» حول العالم، أصاب العالم حرفيا بالشلل، وتملك الرعب ملايين المواطنين عبر العالم فقط لأن هواتفهم لم تنجح في ولوج الموقع، وهو العطب الذي استمر لدقائق قليلة. فماذا سيقع لو استيقظ العالم يوما ما ولم يجد لشركة «ميتا» أي أثر؟ أو ماذا سوف يحل بالعالم لو أن أنظمة هذه الشركة قد أصيبت بالشلل التام؟

«تايوان»، على لسان سفيرها المتعمد في الولايات المتحدة الأمريكية، عبرت عن مضيها قدما في خطوات حماية حدودها وأنها بصدد الزيادة في تمويل الميزانية الدفاعية وتمديد مدة الخدمة العسكرية الإلزامية من أربعة أشهر إلى سنة واحدة. وهو ما يعني أن «تايوان»، ولأول مرة في تاريخها، تلوح بإمكانية استعمال الأسلحة التي كانت تعمل لأكثر من عشرين سنة على صناعة مكونات حواسيبها فقط.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى