حسن البصري:
ما قصة خلافك مع المدرب الإسباني كاريدو؟
عندما جاء كاريدو للرجاء عاملني معاملة جيدة، كان يعتمد علي في تصوراته التقنية، لكن سرعان ما غير سلوكه تجاهي دون أن أعرف السبب. وحين غادر الفريق اعترف لأحد الأصدقاء الرجاويين بالخطأ الذي ارتكبه في حقي، علما أن المشكل كان بيني ورئيس الفريق سعيد حسبان لكن المدرب تآمر علي بدوره.
حين أصبح حسبان رئيسا للرجاء الرياضي بدأت خلافات بينكما، هل سببها مادي محض؟
سببها مادي أولا وإنساني ثانيا، لقد كنت أنتظر تسديد متأخرات مالية على ذمة الفريق، عبارة عن أشطر المنح المخصصة لي، لكن الرئيس قلص من هذه المبالغ وأشعرني بأن الوضع المالي سيجعلني أتقاضى نسبة قليلة من مستحقاتي، ولأنني رفضت مقترحاته لحل الأزمة المالية بتقليص حجم المبالغ المستحقة ورواتب العاملين في الملعب والمؤطرين، فقد قرر الانتقام مني.
لكن الرئيس عقد جلسة للتفاوض معك حول مستحقاتك المالية، ماذا جرى في هذه الجلسة؟
دعاني الرئيس لجلسة تفاوض كانت فرصة لأكشف له عن رغبتي في الاستمرار مع الفريق بالرغم من العروض التي توصلت بها، كما تعرف على حجم المستحقات المالية التي لم أتوصل بها رغم أن العديد من اللاعبين توصلوا بجزء من هذه المستحقات. للأسف اقترح علي الرئيس مبلغا بسيطا جدا ومن خلال تفحصي لمستحقات اللاعبين في اللائحة تبين لي أنني الأضعف تعويضا، شعرت بـ«الحكرة».
ما المبلغ المالي الذي كان على ذمة الرجاء آنذاك؟
360 مليون سنتيم، عبارة عن أشطر من منح التوقيع المتراكمة منذ التحاقي بالفريق.
ماذا كان رد فعل الرئيس حين رفضت التسوية المالية؟
أكيد غضب من موقفي، ولكنه حرض المدرب الإسباني وطلب منه إقصائي من اللائحة بدعوى أنني مصاب.
ما كان رد فعلك؟
قررت الانسحاب في صمت، لكنني تلقيت مكالمة هاتفية من عصام الراقي ألح علي فيها بالعودة إلى صفوف الفريق لأن المدرب يريدني أن أكون حاضرا في معسكر تحضيري في مدينة إفران. فعلا وبعد تفكير عميق قررت العودة، وخلال المعسكر كان المدرب كاريدو يطرح علي كل يوم سؤالا غريبا حول وضعيتي الصحية، فأجيبه بأنني بخير، وفي أعقاب كل مباراة إعدادية كان يجدد السؤال لاسيما وأن مستواي كان جيدا، فاضطر لإخباري بكون الرئيس أوهمه بأنني مصاب إصابة مزمنة وطلب منه إسقاط اسمي من اللائحة الرسمية، والحال أن إصابتي كانت في الجيب وليس في القدم.
هل فهم المدرب أن مطالبتك بمستحقاتك المالية وراء غضبة الرئيس؟
نعم فهم الأمر متأخرا، لأن الوحيد الذي يجب أن يقرر في ما إذا كنت مصابا أم لا هو طبيب الفريق وليس الرئيس. لهذا أشركني كاريدو في المباريات الودية الإعدادية وكنت متألقا، لكن هذا لم يمنعني من مطالبة المكتب المسير بمستحقاتي، لأنه كانت لدي التزامات مع أبناك وكنت مطالبا بتأجيل ديوني وإعادة جدولتها، ما اضطرني للمطالبة بحقوقي، من هنا بدأت المشاكل.
لكن المدرب الإسباني سيغير موقفه منك تحت ضغط الرئيس..
أنا لا أعلم من أين كانت تأتيني النكبات، كان من الصعب على لاعب مثلي التركيز على المباريات، ولو كنت أعلم أن كل هذه المشاكل تنتظرني لما جددت تعاقدي مع الرجاء. كان علي أن أبحث عن وجهة أخرى وأوقع لفريق آخر، أعترف بهذا الخطأ، خاصة أن العديد من العروض طرقت بابي ورفضتها حبا في الرجاء الرياضي وجماهيره التي كانت تربطني بها علاقة تفوق الوصف. لقد كنت في قمة عطائي لكن المشاكل مع المدرب والرئيس ظلت تؤرقني.
ما العروض التي توصلت بها؟
عروض عديدة، لكن أبرزها كانت من الرباط، أذكر عرضا للفتح الرباطي وآخر للجيش الملكي. لقد طلب مني تغيير الأجواء لكنني رفضت حبا في الرجاء، وهذه إحدى غلطاتي.
الرجاء، في عهد كاريدو، عانى من غياب ظهير أيسر، ورغم ذلك كان مصرا على وضعك خارج مفكرته التقنية، كيف تفسر هذا التناقض؟
فعلا عانيت الكثير وأنا أحاول أن أفهم هذا السلوك، كنت أتساءل كيف يصر هذا المدرب الإسباني على إشراك لاعبين يلعبون في مراكز أخرى، ويمنحهم دور الدفاع الأيسر ضدا على رغباتهم، فقط كي لا يقحمني في التشكيلة لأنه مجرد منفذ لقرارات الرئيس حسبان. لكن حين يكون مضطرا للاستعانة بي كان يقوم بذلك، كما حصل في نهائي كأس العرش أمام الدفاع الحسني الجديدي حين أشركني في المباراة ولعبت 120 دقيقة بأداء جيد، بعد هذه المباراة أسقطني من لائحته مرة أخرى، دون أن أفهم ما يحصل حولي.
هل طلبت من المدرب توضيحات حول هذا الإقصاء؟
لم أكن أرغب في فتح قنوات التواصل مع هذا المدرب، لكنه استفزني مرات عديدة حين كان يطلب مني قبل كل حصة تدريبية الركض حول الملعب وعدم المشاركة في الحصص التكتيكية والتقنية، حينها قررت أن أتحدث معه في الموضوع، غير أنني اكتشفت أن هدفه هو استفزازي كي تكون لي ردة فعل وعلى ضوئها سأعرض على مجلس تأديبي يحدد عقوبات مالية ضدي ويقلص حجم مستحقاتي العالقة لدى النادي. ما ذنبي إذا طالبت بحقوقي؟ ولا يجب على رئيس أن يقول لي إن العقد الذي وقعته مع بودريقة يجب أن يعاد النظر فيه، علما أنني وقعت مع الرجاء الرياضي. لقد شعرت فعلا بـ«الحكرة».
لكن المدرب وعد اللاعبين بالتوسط لدى الرئيس لحل المشكل المالي؟
بعد الانتهاء من معسكر إفران، انتقلنا لمعسكر آخر في أكادير، هناك اجتمع بنا المدرب الإسباني وقال لنا بالحرف: «أنا من سأفاوض الرئيس على مستحقاتكم المالية، ولو اقتضى الأمر أسددها من مالي»، غير أنه تبين أن هذا كلام للاستهلاك فقط.