النعمان اليعلاوي
احتج العشرات من طلبة الطب والصيدلة، أول أمس الخميس، بالعاصمة الرباط، ردا على تصريحات مشتركة لعبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وخالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، التي توعدا فيها المقاطعين للامتحانات بـ«الأصفار»، مؤكدين خلالها تشبثهما بتقليص مدة التكوين من 7 إلى 6 سنوات.
ورفع المحتجون بشارع محمد الخامس شعارات غاضبة تطالب آيت الطالب وميراوي بالاستجابة لمطالب طلبة الطب بشكل مستعجل، خاصة ما يتعلق بتقليص أعداد الوافدين على كليات الطب والصيدلة، والاحتفاظ بسبع سنوات مدة لتكوين أطباء المستقبل.
في هذا السياق، قال ياسر عكيف، عضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب، إن مطالب الطلبة الأطباء تتمثل في أربعة مطالب، وهي عدم خفض زمن الدراسة (700 ساعة)، بعد القرار الذي اتخذته الحكومة بتقليص سنوات الدراسة من 7 إلى 6 سنوات، وكذا وضع نص واضح بالنسبة إلى السلك الثالث، وإعادة النظر في مسألة زيادة أعداد الطلبة الوافدين في ظل عدم توفر البنية التحتية الكفيلة بضمان التكوين في ظروف جيدة، إضافة إلى مطالب تهم الجانب الاجتماعي للطلبة. مشيرا إلى رفض الطلبة القاطع لتقليص عدد سنوات التكوين، لما له من آثار سلبية على جودة تكوين أطباء الغد، موضحا في تصريح لـ«الأخبار»، أن من المطالب الاجتماعية للطلبة الرفع من قيمة التعويض عن المهام. وأبرز أن «طالب الطب والصيدلة ما زال يتقاضى 21 درهما في اليوم، فهل ينفقها في النقل العمومي، أم القيام بأبحاث، أم لشراء وجبة غداء؟ علما أن التداريب الميدانية غالبا ما تكون في مستشفيات خارج مدن الطلبة، وهو ما يشكل عبئا اجتماعيا كبيرا على جيوب الطلبة»، مضيفا أن «الطلبة يعبرون عن رفضهم القاطع للزيادة في عدد الوافدين الجدد، نظرا إلى الاكتظاظ المهول الذي تشهده المدرجات والمصالح الاستشفائية، مقابل توسيع أراضي التداريب الاستشفائية، مع وجوب التأطير من طرف الأساتذة».
من جانب آخر، شدد عكيف على «وجوب تنزيل رؤية واضحة حول السلك الثالث، فقد تم تنزيل قرار تقليص سنوات التكوين من سنتين، دون إشراك الطلبة والأساتذة الباحثين، ودون تنزيل دفتر الضوابط البيداغوجية والترسانة القانونية لهذا السلك»، مؤكدا أنه قد «تمت مقاطعة الامتحانات في جل الكليات العمومية بنسبة مائة في المائة، كما تم تنظيم وقفات احتجاجية عديدة أمام البرلمان ومسيرة قوبلت بالقمع، لكن أمام تطبيق سياسة الآذان الصماء واللامبالاة من طرف الوزارتين الوصيتين. كما تم عقد اجتماع معنا في وزارة الصحة، وسبقه بلاغ للوزارتين الوصيتين أكدتا فيه أنه قد تم الاتفاق على عدد من النقاط، في حين أن الواقع غير ذلك، وهو ما أوضحناه في بيان أصدرناه تفاعلا مع بلاغ الوزارتين».