فاس: محمد الزوهري
بعد رحلة عمر طويلة، وجدت سيدة عجوز نفسها – أخيرا – تقيم وحيدة داخل حجرة مهجورة بسطح بناية سكنية بحي «لابيطا ظهر الخميس» بمدينة فاس، قبل أن تبادر فعاليات مدنية محلية إلى نقلها إلى دار المسنين «باب الخوخة»، أملا في أن تجد حضنا دافئا يؤويها وينسيها قساوة العذاب الذي عانت ويلاته على امتداد سنوات طويلة من الجفاء والنكران.
الأمر يتعلق بـ«مي فاطمة» التي ما كانت لتتخيل الوضع المهين الذي آلت إليه، وهي التي عاشت في كنف أسرة مستقرة ووضع اجتماعي مريح طوال مرحلة مهمة من حياتها، بعدما كانت متزوجة من محامٍ معروف بمدينة فاس، وأنجبت منه ولدا أصبح في ما بعد طبيبا له عيادة خاصة بفاس ثم خارج أرض الوطن.