شوف تشوف

الرئيسيةتقارير

ضياع مساحات شاسعة من الصبار بطانطان

غياب المراقبة يهدد بهلاك نوع مقاوم للحشرة القرمزية

طانطان: محمد سليماني

ما أن استبشر سكان مناطق متعددة بإقليم طانطان بنجاح عمليات تخليف وإحياء حقول الصبار، بعدما دمرتها الحشرة القرمزية خلال السنوات الأخيرة، والبدء في غرس مساحات شاسعة من الصبار، حتى تصاعدت إلى العلن أخيرا مخاوف أخرى من هلاك هذه الحقول من جديد.

واستنادا إلى المعطيات، فبعدما باشرت وزارة الفلاحة، عبر مندوبيتها الإقليمية وإحدى المقاولات الخاصة، غرس مساحات شاسعة من الحقول بنبتة الصبار المقاوم للحشرة القرمزية، حتى لاحظ ملاك هذه الحقول أن أغلب المغروسات لم يستمر نموها كثيرا، إذ إن مساحات شاسعة من الحقول المغروسة هلكت وماتت النباتات المغروسة. وأوضحت مصادر متطابقة أن هلاك هذه الحقول من جديد يعود إلى غياب التتبع والمراقبة، إضافة إلى عدم سقي المغروسات بشكل منتظم حتى تتمكن من تثبيت جذورها في عمق التربة. وما زاد من مخاوف الملاك الأصليين أن هذه الحقول المغروسة مهددة بالضياع، وذلك بسبب غياب تساقطات مطرية من شأنها أن تساعد على نمو الشتلات المغروسة، ما يهدد مشروع التخليف برمته.

وحسب المعلومات، فإن عمليات غرس حقول الصبار وتخليفه بجهة كلميم واد نون، تم في إطار مشاريع الفلاحة التضامنية المدرجة ضمن استراتيجية الجيل الأخضر 2020/2023، وذلك بعدما أهلكت الحشرة القرمزية مساحات شاسعة من حقول الصبار المنتشر بكثرة في أقاليم سيدي إفني، وكلميم وطانطان.

وكانت الحشرة القرمزية قضت على حوالي 88 ألف هكتار من حقول الصبار بجهة كلميم، والتي تشكل موردا ماليا وحيدا لمئات الأسر بأقاليم سيدي إفني وكلميم وطانطان، ذلك أن عشرات التعاونيات، التي ينضوي تحتها مئات المنتجين لفاكهة الصبار، توقفت عن العمل منذ مدة بسبب انعدام هذه الفاكهة التي قضت عليها الحشرة القرمزية، الأمر الذي أصبحت له تداعيات وخيمة على السكان.

وانطلقت منذ أشهر عمليات إحياء وغرس مساحات الصبار التي دمرتها الحشرة القرمزية بمختلف أقاليم جهة كلميم – واد نون، حيث تم سنة 2022 الشروع في غرس 2700 هكتار من الصبار، وتمت برمجة غرس حوالي 6000 هكتار سنة 2023 بمختلف أقاليم الجهة.

وفي سياق محاربة هذه الآفة والقضاء عليها، تمت على صعيد جهة كلميم- واد نون، منذ تاريخ رصد البؤرة الأولى للحشرة القرمزية بالجهة في 30 يوليوز 2018، معالجة ما يناهز 23718 هكتارا من الصبار المصاب، ومعالجة ما يقارب 3627 هكتارا من الصبار بالطائرات، وقلع وتدمير حوالي 1580 هكتارا من الصبار الموبوء، كما تم توزيع 20626 لترا من المبيدات الحشرية لفائدة 3173 فلاحا في إطار اتفاقيات شراكة ما بين المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ومجموعة من التنظيمات الفلاحية، ذلك أن عدد المبيدات المرخصة حاليا ضد هذه الآفة يبلغ 9 مبيدات، كما تم توزيع 569 آلية لرش المبيدات، و310 آليات لتقليم الأشجار و86 حاوية للمياه، إضافة إلى تنظيم وتنشيط 731 يوما تحسيسيا لفائدة 3700 مستفيد، وتعقيم 11042 صندوقا و129 شاحنة للحد من انتشار الحشرة القرمزية.

واستنادا إلى المعطيات، فإنه، بالنظر للنتائج المحصل عليها في برامج البحث العلمي، تم إنشاء عدة مشاتل لإكثار الأصناف الثمانية المقاومة للحشرة القرمزية، وذلك بهدف إنتاج شتائل لاستعمالها في إعادة زرع المساحات التي دمرتها هذه الحشرة بعدة مناطق من المملكة، ومن بينها جهة كلميم- واد نون، وذلك في إطار مشاريع الفلاحة التضامنية للجيل الأخضر، كما وضعت الوزارة برنامجا من أجل غرس 44 ألف هكتار من الصبار المقاوم للحشرة القرمزية على مدى ثماني سنوات، باستثمار مالي يصل إلى 120 مليار سنتيم، ومن شأن هذا العمل خلق فرص شغل جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى