صفقة عسكرية خاسرة
في خطوة من الخطوات الفاشلة لضرب المصالح المغربية، دشن رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، الأسبوع الماضي، مع نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، مشروع إنجاز المنطقة الحرّة للتبادل التجاري، والتي يُفترض أن تكون همزة وصل بين الجزائر وبلدان غرب إفريقيا، وذلك بهدف منافسة معبر الكركرات الذي أصبح يزعج حكام الجزائر.
الجميع يدرك أن سعي الجزائر لخلق منطقة تجارة حرة ليس لأغراض اقتصادية بقدر ما هو محاولة سياسية وديبلوماسية يائسة تسعى لعزل المغرب عن محيطه الإقليمي، خصوصا مع تصاعد نفوذ المغرب في المنطقة ومضيه بثبات على طريق تعزيز موقعه كبوابة على القارة الإفريقية.
لقد فشل العسكر الجزائري، في بداية الأمر، في تحقيق هدفه العسكري قبل أربع سنوات بعد محاولة يائسة من صنيعته البوليساريو لوضع اليد على معبر الكركرات، واليوم تحاول الجهات العسكرية نفسها فتح معبر تندوف بعد فشلها عسكريا في ضرب معبر الكركرات الذي افتتحه المغرب قبل عدة سنوات على حدوده الجنوبية مع موريتانيا وخنقه اقتصاديا ووضع حدا لشراكاته مع دول إفريقيا جنوب الصحراء التي ما لبثت تتطور سنة تلو أخرى، لكن هذا المخطط سيكون مصيره الفشل كما فشلت كل عمليات استفزاز وضرب مصالح المغرب التي أصبحت عقيدة جزائرية.
مشكلة الجزائر أنها لا تصنع مصالحها ولا تخطط لتنمية بلدها وفق مخططات استراتيجية، بل تخلق بدائل مضادة على كل مبادرة أو مقترح طموح يقترحه المغرب. لذلك فالمغرب يصنع الأحداث بإرادته والجزائر تتبعها بغير إرادتها، والمؤسف أنها تفعل ذلك بطريقة بشعة وسريالية.
إن مشروع طريق تندوف صفقة عسكرية خاسرة محكوم عليه بالفشل شأنها شأن عدد من المشاريع الوهمية التي يسوق لها النظام العسكري، لأنه محكوم برؤية خبيثة من نظام لم يعد يحظى بالمصداقية. فلا يمكن للشركات، التي تغامر برؤوس أموالها، أن تترك معبر الكركرات الآمن الذي يمثل شرايين حياة لربط المغرب، ليس فقط بعمقه الإفريقي، ولكن بالعالم، وتعول على طريق مليء بالمخاطر الأمنية والتهديدات الإرهابية.