شوف تشوف

الرئيسيةسياسيةوطنية

شعلة لا تنطفئ

 

يخلد المغرب يوم 20 غشت ذكرى وطنية خالدة، فهو اليوم الذي أطلقنا عليه فى خمسينيات القرن الماضى عيد ثورة الملك والشعب. فهي محطة يقف عندها المغاربة ملكا وشعبا من أجل تخليد الذاكرة الوطنية وتوعية الجيل الصاعد بمبادئ هذه الثورة وأهدافها، وكذا بطولات الشهداء الذين كافحوا بالنفس والنفيس لتبقى بلدنا حرة مستقلة وآمنة.

والأكيد أن هاته الذكرى ليست حبيسة الماضي، بل لازالت مستمرة مع الملك محمد السادس بما تحمله من مبادئ وقيم وأخلاق ثورة في السياسات، فلكل زمن رجاله ونظامه وأولوياته لكن الثورات الإصلاحية في المجالات التي تضمن تحسين العيش للمغاربة وضمان استقلاليتهم ضد الأشكال الجديدة للاستعمار وحماية الاستقرار السياسي والسيادة الوطنية من الاستهداف الخارجي والداخلي.

وإذا كان المغرب في خمسينيات القرن الماضي يواجه تحديا واحدا وله أولوية واحدة، تتجسد في الثورة في وجه الاستعمار، فاليوم تواجه بلدنا تحديات متعددة تستوجب ثورات مختلفة على المستوى الاجتماعي والغذائي والطاقي والدبلوماسي حتى تبقى بلدنا صامدة فوق وجه البسيطة في ظل المخاطر الرهيبة التي تحيط باستقلال الدول بل واستمرارها.

لقد كان لزخم ثورة الملك والشعب من أجل نيل الاستقلال طيلة ستة عقود مضت أبعاد رمزية ساهمت في خلق وعي اجتماعي لدى الأجيال المتتالية بضرورة بناء المغرب المتجدد بمسؤولية وإدراك لواجباته وحقوقه ودوره المؤثر في محيطه الإقليمي والدولي. والتحدي هو أن تظل شعلة هاته الذكرى متقدة في نفوس المسؤولين عن الشأن العام حتى لا يضيعوا تضحيات جيل أدى حياته فداء للوطن.

وإذا كان هناك من درس وعبرة نستخلصها من ذكرى ثورة الملك والشعب، فهو ذلك التلاحم بين ملكية مواطنة وشعب وقواه الحية المؤمنة بأن مصير الوطن لن يكون بدون ملكية قائدة لسفينة النجاة، وقوى سياسية جادة وجدية تجعل من مصلحة الوطن لا مصالحها الذاتية بوصلة لعملها ومرجعا لمساءلتها ومحاسبتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى