دخلت العلاقات المغربية- الإسبانية مرحلة جديدة منذ أبريل 2022، وأصبحت مبنية على الثقة المتبادلة منذ الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز للمغرب، بدعوة من الملك محمد السادس. أضحت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حاليا، متعددة الأبعاد وتشمل كافة المجالات، من خلال التعاون الاقتصادي والاستراتيجي وفق مبدأ رابح-رابح، ومبنية على الاحترام المتبادل.
وتواصل الشراكة بين البلدين دينامية تطورها وتمضي قدما نحو آفاق جديدة طموحة وواعدة للتعاون، ويتجلى ذلك من خلال المواقف التي أعلنها رئيس الحكومة الإسبانية، خلال استقباله أول أمس الأربعاء، من طرف الملك محمد السادس، ومن بينها الموقف الواضح من قضية الصحراء المغربية، حيث جدد سانشيز التأكيد على موقف إسبانيا الوارد في البيان المشترك لأبريل 2022، والذي يعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية هذا الخلاف.
إن هذه الشراكة المتفردة ستمكن المغرب وإسبانيا من مضاعفة أكبر لجهودهما من أجل تقديم مساهمة بناءة في كل المجالات بما يخدم البلدين، وكذا الفضاء الأورومتوسطي وإفريقيا، وأيضا داخل الاتحاد الأوروبي والمنظمات الأممية والدولية بشكل يمكن من مواجهة رهانات الحاضر والمستقبل.
هذه التطورات تكشف الاهتمام الكبير الذي توليه إسبانيا للمغرب، كبلد صديق وشريك مهم، وفاعل أساسي في تنمية الجوار الجنوبي للمتوسط، ويظهر ذلك بشكل جلي من خلال حديث رئيس الحكومة الإسبانية، في ختام زيارته، عن أهمية المبادرات الاستراتيجية التي أطلقها الملك محمد السادس، خاصة مبادرة البلدان الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، والمبادرة الملكية لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، وكذا أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي «نيجيريا – المغرب»، لأن هذه المبادرات ستعود بالنفع كذلك على دول شمال البحر الأبيض المتوسط، وعلى رأسها إسبانيا.
إذن، هناك إرادة مشتركة بين المغرب وإسبانيا من أجل تعزيز التعاون بشكل أكبر بشأن القضايا الإقليمية، خاصة على مستوى الساحل، وكذلك مواجهة التحديات المتعددة، وبذلك يشكل التعاون بين البلدين نموذجا يحتذى به في المنطقة، ويقدم مساهمة محمودة في تحقيق السلم والاستقرار والتنمية.