العيون: محمد سليماني
بدأت تداعيات رفع سعر غاز البوتان تلقي بظلالها على عدد من القطاعات الاقتصادية، وخصوصا بالقطاع غير المهيكل، إذ بدأ مجموعة من الحرفيين والمهنيين في رفع أسعار المواد التي تعتمد في إنتاجها على غاز البوتان.
واستنادا إلى المصادر، فقد بدأ أرباب سيارات النقل السري للركاب بمدينة العيون، والمعروفة محليا باسم «الكويرات»، والتي تمارس نشاطها بشكل عاد، وأمام أعين مختلف السلطات، في رفع سعر نقل الركاب، إذ أصبح نقل راكب واحد بخمسة دراهم بدل أربعة كما كان في السابق، وإلى سبعة دراهم بالنسبة لراكبين، و10 دراهم بالنسبة لثلاثة ركاب، و15 درهما بالنسبة لأربعة ركاب. وقد باشر أرباب هذه العربات الذين ينقلون الركاب بدل البضائع، ويتحركون في كل أرجاء مدينة العيون، الزيادة في أسعارهم في اليوم الثاني للزيادة في سعر البوتان، رغم أن نشاطهم ممنوع في الأصل ومخالف للقانون.
ويعمد عدد كبير من أرباب هذه العربات على تشغيلها بقنينات غاز البوتان بدل البنزين، وذلك من أجل توفير هامش ربح كبير، على اعتبار أن قنينات الغاز أقل ثمنا من البنزين، إضافة إلى أن هذه القنينات تدوم مدة أطول بالنسبة إليهم. ورغم مخاطر استعمال غاز البوتان في تشغيل هذه العربات، وتسجيل حوادث احتراق كثيرة لعدد من العربات في الشارع العام بمدينة العيون، إلا أن البعض ما يزال يقوم بالعمل نفسه غير مكترث لسلامة الركاب والمارة.
ومن أجل التصدي لهذه الظاهرة، فقد استصدر المجلس الجماعي للعيون خلال دورة سابقة قرارا تنظيميا تمت المصادقة عليه بالإجماع يقضي بمنع سير وجولان السيارات والمركبات ذات محرك المستعملة لغاز البوتان بصفة عامة، بما في ذلك سيارات «الكويرات»، وذلك نظرا لما تشكله هذه المركبات من خطورة دائمة على صحة وسلامة مستعملي الطريق خاصة، وعلى سكان المدينة بصفة عامة سواء كانوا راجلين أو راكبين، وهو القرار الذي تمت إحالته على الأجهزة الأمنية للسير والجولان لتنزيله، إلا أن نشاط هذه العربات ما يزال قائما.
وقد أثار هذا القرار الجماعي حينها غضب سائقي وأرباب سيارات «الكويرات»، إذ دخلوا في وقفات احتجاجية واعتصامات متتالية داخل وخارج المدينة، بعدما أصبحوا مطاردين، وذلك تطبيقا لمقرر المجلس الجماعي، إلا أنه لم يتم التجاوب مع احتجاجاتهم، خصوصا وأن نقل هذه المركبات للركاب غير قانوني، إلا أنها هي الوحيدة التي تؤمن نقل الركاب نحو أحياء العيون الشرقية، لكون سيارات الأجرة الصغيرة لا تصل هذه الأحياء، ثم إن سيارات الأجرة الكبيرة غير موجودة بوسط المدينة.