سنة عجفاء
سنة كاملة من المنافسات والنتيجة صفر، هذا هو الانطباع الذي تركته محطة ربع نهائي كأسي دوري الأبطال والكونفدرالية الإفريقية، التي تسببت في إقصاء فريقي الرجاء الرياضي والجيش الملكي. إقصاءان دراميان، يفتحان أبواب الشك في قلوب الجماهير حول وضعية البطولة الوطنية.
لا نريد أن نرسم صورة قاتمة عن كرة القدم الوطنية، ولكن ماذا نقول ونحن نرى سنة كروية عجفاء، بفعل التدبير السيئ والخاطئ الذي اقترفته الفرق. الواقع يقول إن النتائج السلبية للفرق الثلاثة التي تتربع على قائمة الدوري الوطني على أرض الملعب، ليست سوى جزء من جبل الجليد الظاهر ومؤشر يعكس موسما مليئا بالاضطرابات خلف الكواليس، بدأ بصعود الشعبوية في تدبير كرة القدم، مرورا بسيطرة الذهنية المؤامراتية، وأخيرا بسوء التدبير أو التقدير الذي جعل بعض الفرق العريقة على حافة الإفلاس.
لا ننسى أن كل الفرق الإفريقية تنظر لممثلي الكرة الوطنية بمنظار ما حققه المنتخب المغربي في كأس العالم بقطر، لكن أين اختفت عقلية البطل؟ وسمعة الرائد الكروي الإفريقي والعربي؟
لا نجد إجابة قاطعة على تقييم الموسم الصفري للفرق الوطنية في البطولات القارية، لكن مع ذلك فالعطب موجود في بطولة وطنية مهلهلة لا شكل لها ولا شخصية، ومع الوقت يسوء كل شيء، حتى أن الفرق التي كانت تلعب أدوارا طلائعية بات تختتم الدوري الإفريقي خارج المربع الذهبي، والسبب بيع الوهم وتعليق الفشل على شماعات المؤامرات والتحكيم والجامعة، بدل العمل على خلق جو العمل وبث روح المنافسة والفوز والروح الرياضية.
وإن اعتقدت إدارات الفرق أن النجاح مرتبط بقضايا بعيدة عن الملعب، فهي تضيع وقتها، فبعض الحالات التحكيمية أو الإدارية المعزولة التي يمكن تسجيلها لا تعفي إدارات الفرق واللاعبين والجمهور من المسؤولية؛ لأن أخطاء البيت الداخلي واضحة وظاهرة للعيان.
وإذا ظل الوضع على ما هو عليه من ناحية التدبير الإداري والتسيير الفني، فقد نرحب مستقبلا بمواسم صفرية جديدة لفرقنا. لكن إذا تم البناء على الوضع الحالي، قد ترجع فرقنا من جديد إلى المنافسة على البطولات الإفريقية، ببساطة لأن الأندية الجماهيرية والتاريخية المطلوب دائما أن تحقق البطولات، وأن تكون طرفا ثابتا في كل المنافسات التي تشارك فيها، تحتاج إذا خرجت بخفي حنين إلى مراجعة وتقييم؛ حتى يصبح أمام هذه الفرق خريطة سليمة لحصد البطولات المقبلة.