محمد اليوبي
داهمت السلطات المحلية بمكناس، مدعومة بعناصر من الأمن الوطني، ليلة أول أمس الأحد، مقهى لـ«الشيشة» بالمدينة حصلت على رخصة من طرف رئيس المجلس الجماعي، عبد الله بوانو، القيادي بحزب العدالة والتنمية، رغم اعتراض السكان لكون المقهى يتواجد تحت عمارة سكنية، وبالقرب من مؤسسات تعليمية.
وتدخلت عناصر الشرطة بعد وقوع اشتباكات بين سكان العمارة السكنية ومسير المقهى المتواجد بزنقة تازة وسط مكناس، وذلك إثر احتجاجات للسكان ضد الترخيص للمقهى الذي يقدم «الشيشة» لزبنائه، حيث تعرضت سيدة لاعتداء جسدي، حسب أحد سكان العمارة، وتم اقتياد الشخص المعتدي إلى دائرة الشرطة، فيما تكلفت مصالح السلطة المحلية، برئاسة قائدة المقاطعة، مدعومة بفرقة المداومة الأمنية، باقتحام المقهى، وحجز قنينات «النرجيلة» التي تستعمل في تدخين «الشيشة».
واستنكر سكان الحي منح الترخيص بفتح المقهى من طرف الجماعة، رغم توصل بوانو بتعرض السكان قبل أزيد من ثلاثة أشهر.
هذا واستغرب سكان العمارة لازدواجية خطاب أعضاء حزب العدالة والتنمية، الذين يدعون محاربة مثل هذه الموبقات، وبين واقع الممارسة، من خلال الترخيص لها. وحسب الوثائق التي توصلت بها «الأخبار»، فإن الرخصة موقعة من أحد نواب الرئيس، رغم الأضرار التي لحقت السكان نظرا لتواجد المقهى بالقرب من مدرسة خصوصية توجد بالعمارة نفسها ومدارس أخرى بالحي ذاته، ما يعرض الشباب للإغراءات. ومن المنتظر أن يعرف هذا الملف تطورات جديدة في الأيام المقبلة، خصوصا وأن القانون يلزم رئيس المجلس بالأخذ بعين الاعتبار الأضرار والمنافع قبل منح مثل هذه الرخص.
وحسب رسائل التعرض التي وجهها سكان العمارة لرئيس المجلس عبد الله بوانو، دون أن يعيرها أي اهتمام، فإنهم يشتكون من الضجيج الذي يسببه أشخاص يرتادون هذا النوع من الأماكن، والكلام النابي والممارسات المخلة بالحياء، حيث يتواجد عدد منهم بالحي نفسه وبأعداد كثيرة، معتبرين أن الترخيص لهذا المقهى سيزيد من حدة المشاكل ومعاناة السكان، بالإضافة إلى الروائح المنبعثة من هذه المقاهي، التي تؤثر سلبا على صحة السكان، وأشاروا إلى أن المكان محاط بعدة مؤسسات تعليمية يرتادها تلاميذ وتلميذات قاصرات، وهو ما يجعل تواجد مثل هذه المقاهي يؤثر سلبا على مستقبلهم. وراسل سكان الحي السلطات المحلية من أجل مطالبتها بالتدخل لتطبيق قرارات إغلاق مقاهي «الشيشة» المتواجدة به.
