شوف تشوف

الرئيسيةخاص

سلطات سلا ترفع التحدي لكسب معركة كورونا

مجلس المدينة يخذل السكان والسلطات المحلية تقاتل على كل الواجهات

بحصيلة تصل إلى 64 مصابا ضمنهم 25 شخصا حاملا لفيروس كورونا، تماثلوا للشفاء، ووفاة ثلاثة أشخاص، حجزت مدينة سلا لنفسها مكانا ضمن خريطة المدن التي تعيش تحت وطأة الضيف الثقيل. وكغيرها من مدن المملكة، تعيش المدينة أجواء الحجر الصحي، الذي فرض إيقاعا جديدا للحياة بالمدينة، تتولى فيه السلطات المحلية تدبير هذه الظروف الاستثنائية لإنجاح معركة هزم جائحة كورونا.

في غياب جماعة سلا في ظرف حساس، بسبب الأزمة المالية التي تطوق مجلس عمدتها جامع المعتصم، تتحرك سلطات المدينة على أكثر من واجهة بقيادة عامل سلا، وتجند عشرات القياد وأعوان السلطة، وموظفي الإدارة الترابية، ومصالح الأمن الإقليمي، والقوات المساعدة والوقاية المدنية، ورجال الصف الأمامي من موظفي قطاع الصحة.. وفي ظل مبادرات خجولة لمقاطعات المدينة الخمس، وتهافت بعض الجمعيات على التعقيم بشكل غير مقنن، تواصل السلطات المحلية، تنزيل عدة إجراءات لمجابهة التحديات التي فرضها زمن كورونا.

في الليلة الظلماء يفتقد البدر
تأخر مجلس مدينة سلا في الالتحاق بالمبادرات المحلية للتصدي لجائحة كورونا، مما أثار علامات استفهام كبيرة، بعدما أخذت المجالس المنتخبة على عاتقها الإسهام في دعم الجهود المحلية لإنجاح التدابير التي قررتها السلطات العمومية.
وإذا ظهر السبب بطل العجب. فعمدة المدينة لم يتردد في تبرير سلبية المجلس في هذه المحطة الحاسمة. مجلس مدينة سلا بدون ميزانية، والوضع المالي لا يبشر بالخير، وكل ما قام به المجلس هو بيان يتيم يعلن عن تبرع أعضاء المكتب بتعويضات شهر لفائدة صندوق مكافحة جائحة كورونا.

تخبط وتحركات بهاجس انتخابي
التحقت مقاطعات مدينة سلا الخمس متأخرة بالتدابير المحلية، وكل ما قامت به هو رعاية وتبني بعض حملات التعقيم وسط تساؤلات كبيرة من السكان، عن المعايير التقنية، وآليات تنفيذ هذا التدخل، بعيدا عن البهرجة التي رافقته سيما في مقاطعتي احصين والعيايدة حيث التنافس الانتخابي على أشده.

جهود استثنائية وأحياء شعبية تستنزف الحملات الأمنية
نجحت السلطات المحلية برفع التحدي في تعبئة الموارد المحلية لمواجهة جائحة كورونا، بعد أن التف بعض الأعيان وراء عامل المدينة، حيث انطلقت عمليات التعقيم بشكل مبكر، كما أحكمت مصالح الأمن قبضتها على مفاصل المدينة، ونجحت في الحد من تحركات الساكنة، باستثناء بعض النقاط السوداء بالأحياء الشعبية، الأمر الذي فرض تكثيف حملات التحسيس والتدخلات الزجرية، من خلال مواكب أمنية كبيرة، وبتنسيق بين وحدات الأمن وعناصر القوات المساعدة ورجال وأعوان السلطة.
وفي الوقت الذي نجح رجال السلطة في فرض الحجر الصحي بشكل كامل بأحياء بطانة، حي السلام، سعيد حجي، حي اشماعو، تجلت مظاهر بعض التجمعات بالأسواق الشعبية بسيدي موسى، حي الانبعاث، حي الرحمة، ومناطق متفرقة بمقاطعتي العيايدة واحصين.
سلطات سلا تتحرك على واجهتي فرض الحجر الصحي، مع ضمان استمرار بعض الأنشطة في إطار القانون، حفاظا على الدينامية الاقتصادية المحلية استعدادا لما بعد القضاء على الوباء. كما شكل دعم الفئات المعوزة التحدي الأكبر، وهو ما دفع سلطات سلا لتأمين مساعدات غذائية موجهة للأسرة الفقيرة وفق مؤشر الهشاشة المحلي على صعيد عمالة سلا.

مليار سنتيم لمواجهة جائحة كورونا
صادق مجلس عمالة سلا على تخصيص مليار سنتيم، من فائض ميزانية سنة 2019، لدعم التدابير الوقائية لمواجهة جائحة كورونا، وذلك خلال الدورة الاستثنائية التي انعقدت الثلاثاء الماضي بحضور الكاتب العام ممثلا لعامل سلا.
رئيس مجلس عمالة سلا حماني أمحزون، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ذكر في بداية الجلسة، بأهمية التدابير الاستباقية التي اتخذها المغرب بفضل التوجيهات الملكية، والتي انعكست على تطور الحالة الوبائية في البلاد. كما نوه أمحزون بالجهود المحلية على صعيد العمالة، والتي واكبت الإجراءات الوطنية، وتم تنزيلها بسرعة فائقة تحت إشراف عامل سلا، وبتوجيه شخصي منه، مما أسهم في تعبئة الموارد المحلية، واتخاذ عدة إجراءات على مستوى توفير المستلزمات الطبية، ودعم قطاع الصحة على المستوى المحلي، خاصة بالنسبة للطاقم الطبي بمستشفى الأمير مولاي عبدالله.

رئيس مجلس عمالة سلا ذكر بتخصيص 200 مليون سنتيم، كمساهمة من المجلس في صندوق مكافحة جائحة كورونا، إضافة إلى تخصيص 800 مليون سنتيم، لاقتناء بعض الآليات الضرورية لإطلاق عمليات التعقيم التي غطت مختلف تراب العمالة منذ دخول الحجر الصحي حيز التنفيذ أواخر مارس الماضي.
وقد أخذ مجلس عمالة سلا على عاتقه التكفل بالإطعام المخصص للطاقم الطبي ومرضى كوفيد 19، وتأمين تنقل الفريق الطبي العامل بمستشفى الأمير مولاي عبد الله باعتباره الوحدة الصحية المختصة باستقبال مرضى جائحة كورونا على الصعيد الجهوي.
وقد كان من المقرر برمجة مجموع فائض ميزانية مجلس العمالة للإسهام في الجهود المحلية لمواجهة جائحة كورونا، إلا أن عامل سلا أصر على ضرورة الإبقاء على برنامج مجلس العمالة، من أجل دعم جهود التنمية المحلية، ومواصلة الأوراش التي بدأها المجلس، مع توجيه اهتمامه إلى دعم المشاريع والبرامج الموجهة إلى العالم القروي في إطار جهود تقليص الهشاشة، وتعزيز استفادة ساكنة أحواز من الخدمات الاجتماعية المختلفة، وأساسا التعليم والصحة وفك العزلة من خلال شق الطرق وتعزيز البنية الطرقية للربط بين مختلف محاور المدينة.

هدم الأسواق العشوائية
في عز الانشغال بكيفية مكافحة واحتواء جائحة كورونا، فتحت سلطات مدينة سلا ملف الأسواق العشوائية التي حولت عدة نقاط بالمدينة إلى بؤر للفوضى والتسيب، واحتلال الملك العمومي، وإزعاج السكان، ونشر الأوساخ والأزبال، وتكريس ظاهرة الباعة المتجولين، وربحت سلطات مدينة سلا مساحة تقدم أمام هذا الزحف، من خلال إزالة أكثر من أحد عشر تجمعا عشوائيا كبيرا، وعشرات البؤر الصغيرة وسط الأحياء و الشوارع بمدينة سلا، سيما بحي سيدي موسى، العيايدة، تابريكت، احصين، المدينة العتيقة، ومناطق أخرى.

مفخرة المدينة في زمن كورونا
قررت وزارة الصحة تحويل مستشفى الأمير مولاي عبد الله، إلى مركز جهوي لاحتضان الحالات المصابة بفيروس كورونا على صعيد الجهة، بعد أن وفرت السلطات المحلية ومندوبية الصحية كل الظروف المواتية لدعم أداء الأطقم الطبية التي تتولى السهر على استشفاء الحالات المصابة.
تخصيص جناح لاستقبال مرضى كورونا، وتجهيز جناح خاص بالعناية المركزة والانعاش، ونبه سكان المدينة على قيمة هذه المنشأة الصحية التي أبصرت النور قبل سنتين، علما أن عطالة مرافقه ونذرة الموارد البشرية وضعته في مواجهة انتقادات حادة من طرف ساكنة سلا التي راهنت عليه من أجل تجويد الخدمات الصحية بالمدينة المليونية، وظل على هذه الوضعية منذ تدشينه، إلا أن طوارئ كورونا ترفع عنه الحرج ويصبح من أهم المستشفيات على الصعيد الوطني التي واجهت وباء كورونا بفعل تدخل وزارة الصحة التي قامت بإعفاء مديره السابق وتعيين مدير جديد ضخ دماء جديدة في آليات الاشتغال والانضباط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى