مصطفى عفيف
عادت من جديد مشاكل افتقار مشروع النصر، بجماعة أولاد صالح التابعة لإقليم النواصر، الخاص بإعادة إسكان 9200 أسرة كانت تقطن بدور الصفيح بالعاصمة الاقتصادية، والذي تقطنه حاليا حوالي ثلاثين ألف نسمة (يتوقع أن تصل لمائة ألف نسمة سنة 2023 )، تعاني من غياب الخدمات الأساسية والبنيات التحتية للواجهة بعد طول انتظار يزيد عن خمس سنوات على انطلاق مشروع النصر، (عادت) إلى العلن، وهي المشاكل التي لخصها السكان في عدم فتح المركز الصحي المتواجد بالمشروع مما يضطرهم لتحمل مشاق التنقل إلى المركز الصحي أولاد صالح، الذي يبعد بحوالي ثلاثة كلمترات، وهي وضعية تزيد من محنة المرضى ومرافقيهم، وخاصة منهم النساء الحوامل والأطفال والعجزة في وضعية حرجة. كما تعرف جل شوارع وأزقة المشروع غياب أعمدة الإنارة العمومية في العديد من «البلوكات» خاصة تلك البعيدة عن الحافلات العمومية، وهو الأمر الذي يخلق تخوفا من انتشار السرقة مع جنح الظلام.
إلى جانب هذا، هناك مشكل الأزبال التي تكون مصدر انتشار الحشرات وخطر نقل الأمراض وخاصة التي يكون الأطفال والرضع أكثر عرضة لها، نتيجة عدم اكتمال أشغال عدد كبير من البنايات، وعدم إنجاز تبليط الأزقة وترصيفها، إضافة إلى مشكل وسائل النقل، في ظل وجود خطين اثنين للنقل فقط، الأول يربط المنطقة بوسط المدينة والثاني يربط مدينة النصر بليساسفة، وهو ما يجعل السكان والطلبة مرغمين للتنقل عبر سيارات الأجرة من النوع الكبير التي تكلف ثمن الرحلة الواحدة ذهابا وإيابا 30 درهما يوميا وهو أمر يستهجنه السكان ويخلق لديها حنقا وسخطا على تلك الوضعية التي باتت غير قابلة للتحمل.
هذا وطالب السكان في رسالة توصلت بها «الأخبار» بضرورة تدخل الجهات المسؤولة من أجل فك العزلة وتقريب الإدارة من المواطن من وحل مشكل حصول قاطني المشروع على رخصة السكن التي تكون وثيقة أساسية للحصول على الوثائق الإدارية مثل شهادات السكنى لاستخراج البطاقة الوطنية، التي تتطلب ضرورة الحصول على رخص السكن النهائي، وكذا إنشاء سوق تجاري وآخر للخضر والفواكه، ناهيك عن غياب ملاعب للقرب ودار للشباب ومراكز ترفيهية والتي تعتبر من الأولويات الضرورية لمواكبة التنمية الرياضية والثقافية للشباب، وافتقار المشروع لأي حديقة.
كما يطرح أمام المسؤولين ضرورة توفير مناصب للشغل في مشروع يضم كثافة سكانية كبيرة، في منطقة لا تتوفر على أي مشروع للتشغيل، مما يجعل سبل العيش والحياة شبه مستحيلة ويطرح العديد من علامات الاستفهام حول مستقبل المنطقة تنمويا وأمنيا.