شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

سفراء لكن

 

 

حسن البصري

مباشرة بعد فوز المنتخب الأولمبي المغربي لكرة القدم بكأس إفريقيا على نظيره المصري، قال محلل رياضي مصري في قنوات النيل، «إذا كان لليبيا نفطها وللجزائر غازها فإنه آن الأوان لتصدير المدربين إلى دول أخرى».

توقف المحلل المصري، ابتلع ريقه وهو يتجرع مرارة الغضب عند فوز المنتخب المغربي بالروح والعزيمة على منتخب الفراعنة، ثم ضرب بقبضته على طاولة الحوار، وهو يردد:

«يا ناس يا هو استعينوا بالمدربين المغاربة، إنهم يملكون وصفة الانتصار، ولا يكلفون خزائن الاتحادات أموالا كثيرة».

تعاقد المدرب الوطني الحسين عموتة مع الاتحاد الأردني وعين مدربا للنشامى، وهو أول مدرب مغربي يشرف على تدريب منتخب ظل رهينة في يد الألمان والرومانيين والعراقيين.

ولأن الحسين عموتة لا يقبل أنصاف الحلول، ويحرص على أن يفاوض من موقع قوة، فقد اشترط الاستعانة بفريق عمل مغربي وترك للأردنيين حق تعيين مكلف بالأمتعة وسائق الحافلة.

شرع العرب في الاستعانة بالمدربين المغاربة، منذ أن احتل الفريق الوطني المرتبة الرابعة في مونديال قطر، فبادر السودانيون إلى التعاقد مع الناخب الوطني بادو الزاكي، الذي اشترط بدوره الاستعانة بمدرب مغربي مساعد اسمه يوسف فرتوت، وحين اختنقت الأوضاع الأمنية في السودان وارتفعت ألسنة النيران، لم يتوقف نبض الكرة واستأنف الجهاز الفني المغربي المسار في مدينة أكادير.

ولأن المدرب المغربي يعشق المغامرة حد المخاطرة، فقد استجاب المدرب المغربي براء جروندي لبرقية من مانيلا تدعوه لتدريب منتخب الفلبين، وحين طلب منه الفلبينيون رفع سقف الأحلام واشترطوا عليه تحقيق التأهل إلى النسخة القادمة من نهائيات كأس آسيا وكأس العالم، قال: «آمين». بل إن الاتحاد الفلبيني أصر على أن يظل المدرب الألماني السابق مايكل فايس مستشارا تقنيا للفلبينيين في شؤون الكرة، فلم يمانع براء وقال «كلنا عابرون».

اليوم يفاوض منتخب البحرين مدربا مغربيا اسمه رشيد الطاوسي، الذي درب كل المنتخبات المغربية، ويعرض عليه تدريب الفريق الوطني، في محاولة للاستعانة بالخبرة المغربية، قال المفاوض البحريني: «نحن نبحث عن اللمسة المغربية التي أوصلت الكرة المغربية إلى المربع الذهبي».

لكن قبل انتفاضة الكرة المغربية في المونديال، تحول مدربونا إلى سفراء معتمدين في دول عديدة، فقد كان حمادي حميدوش مدربا لمنتخب غينيا الاستوائية، بعد أن قاد الفريق الوطني إلى «بوديوم» كأس أمم إفريقيا نيجيريا 1980.

تفاوض الغينيون مع حمادي وولوه الإدارة التقنية لمنتخب كان محاصرا في جزيرة، قبل أن يتحول إلى قاهر للكبار، وحين غادر «باطا» ترك المشعل لمدربين مغاربة آخرين، أبرزهم سعيد بناصري الذي أكمل الرسالة وحفظ الأمانة.

الغينيون معجبون بالتجربة المغربية، فقد عين لحسن البوسنيني مدربا لمنتخب غينيا كوناكري، وظل صامدا في وجه العواصف التي تضرب بين الفينة والأخرى البلاد والعباد، مؤمنا بالكرة كبلسم لجراحات الأفارقة.

يضيق المجال للكشف عن لائحة المدربين المغاربة الذين وضعت فيهم الثقة ومنحوا المفاتيح التقنية لمنتخبات تبعد عنا مسافة ويجمعنا بها شغف الكرة. فقد أشرف رشيد لوستيك على تدريب المنتخب الصومالي، وخاض المغامرة بقتالية لأصحاب القبعات الزرق، في بلد ظل يعتبر الكرة مصدر سعادة شعب يعاني من ويلات الحروب. كما أشرف محمد سهيل على تدريب منتخب لبنان للشبان، وقاد رشيد الغفلاوي كثيرا من المنتخبات مدربا ومساعدا، كما تولى المدرب كريم بن شريفة مهمة تدريب المنتخب النسوي في الهند وأصبح في ظرف وجيز يضاهي نجوم السينما في بلد توحد فيه الكرة المِلل.

هذا غيض من فيض، رجاء ضعوا ثقتكم في المدرب المغربي، فهو مطلوب في الخارج مرفوض في الداخل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى