بعد سنتين من التحقيق وجلسات المحاكمة، حسمت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، في وقت متأخر من ليلة أول أمس الخميس، ملف العصابة الإجرامية التي نفذت عملية سطو خطيرة استهدفت فيلا نجل مسؤول وقيادي كبير بحزب الاستقلال، بحي المنزه الراقي ضواحي عين العودة، انتهت بسرقة خزنة حديدية تحتوي على 100 مليون سنتيم ومجوهرات.
ووزعت الهيئة القضائية التي سبق أن أدانت المتهم الرئيسي وهو حدث بسنتين حبسا نافذا، أول أمس، أربع سنوات ونصف بالتساوي على والدته ووالده وخاله، بمعدل سنة ونصف لكل واحد منهم، ويفترض أن يكونوا غادروا السجن جميعهم، صباح أمس الجمعة، بعد أن قضوا المدة الحبسية المحكوم بها.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى سنة 2020، حيث كانت عناصر الدرك الملكي بالمركز القضائي بسرية عين العودة قد أحالت أسرة بكاملها في حالة اعتقال على النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، تتكون من قاصر ووالديه وخاله، وذلك بتهمة السطو على إقامة فاخرة مملوكة لنجل برلماني وقيادي استقلالي، موجودة بحي المنزه بعمالة الصخيرات تمارة، حيث تمت سرقة خزنة حديدية تحتوي على عشرات الملايين، وقرر الوكيل العام متابعة القاصر باعتباره متهما رئيسيا بتهمة السرقة الموصوفة، ووالدته ووالده في حالة اعتقال، بتهمة عدم التبليغ عن جناية وحيازة مسروق يعلمان بتحصيله من جناية.
وحسب معطيات الملف، تقدم المسؤول السياسي البارز بشكاية رسمية تفيد بأن إقامته تعرضت لعملية سرقة استهدفت خزنة حديدية تحتوي على مبلغ مالي كبير تجاوز 100 مليون سنتيم، إضافة إلى ممتلكات أخرى، ما استنفر كل الأجهزة الأمنية بالمنطقة التي سارعت إلى فتح تحقيق، قبل أن تتمكن عناصر الدرك الملكي بالمركز القضائي بعين العودة، بتنسيق مع مصالح المركز الترابي بالمنزه، من إيقاف قاصر من مواليد 2004 كشفت الأبحاث المنجزة أنه استعان بمساعدين اثنين من أصدقائه من عديمي السوابق القضائية، من أجل مداهمة الفيلا والسطو على الخزنة الحديدية والمبالغ المالية التي كانت مخزنة بها .
وحسب المعطيات ذاتها التي كانت «الأخبار» قد تفردت بنشرها، فإن القاصر استغل تواطؤ خاله الذي كان يشتغل حارسا ليليا لدى المسؤول الضحية في التخطيط لسيناريو المداهمة الليلية وسرقة الخزنة، حيث ظل يتردد عليه بدعوى مؤانسته، قبل أن يخطط للعملية رفقة قاصرين آخرين ويسرق الخزنة، حيث تم نقلها على متن «تريبورتور» إلى مكان بعيد، وهناك تم تكسير أقفالها والسطو على المبالغ المالية الكبيرة المخزنة داخلها.
وحسب المعطيات نفسها، فقد كشفت التحريات أن القاصر ابن أخت الحارس الليلي للفيلا، ترك جزءا كبيرا من المبلغ المالي المسروق بالرباط، وتحديدا لدى عائلة القاصر بحي المنزه ضواحي عين العودة، وحط الرحال رفقة صديقيه بمدينة أكادير من أجل الاستمتاع بالأموال التي قاموا بسرقتها، قبل أن تنجح عناصر الدرك في تحديد المكان الذي يوجد به، حيث جرى اعتقاله بعاصمة سوس، واستقدامه إلى سرية عين العودة من أجل البحث.
وأسفرت التحريات بناء على تصريحات المتهم الرئيسي القاصر عن أنه نفذ السرقة بعد ترتيب كل التفاصيل، من خلال الزيارات المتواترة لخاله، حارس الفيلا، إبان فترة الحجر الصحي، مضيفا أنه نجح بمساعدة قاصرين في سرقة الخزنة ونقلها عبر «تريبورتور» إلى موقع بعيد من أجل تكسيرها، قبل أن يتفاجؤوا باحتوائها على مبلغ مالي ضخم فضلا عن بعض الحلي الذهبية. مضيفا أنه ترك حوالي 90 مليونا لدى والديه، وحمل معه الباقي إلى مدينة أكادير من أجل الاستمتاع بها رفقة مرافقيه، وقد عثرت فرق البحث على مبلغ مالي بحوزة والديه بعد تفتيش منزلهما بحي المنزه قدر بحوالي 86 مليون سنتيم، عجزا عن تبرير حيازتهما له، قبل أن تتناسل اعترافتهما التي عززت تصريحات ابنهما القاصر، وجرتهما إلى المحاكمة والسجن، بتهمة عدم التبليغ وحيازة أموال محصلة من جناية.