شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

رياضيون مغاربة عالقون خارج الحدود بسبب كورونا

لا أحد كان يتوقع تسارع الأحداث بهذا الشكل، ويصل الأمر، في التصدي للوباء، إلى حد إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية، إجراء لم يقتصر طبعا على المغرب، بل شمل جميع دول العالم، انسجاما مع التدابير المتخذة لمحاصرة فيروس «كورونا» المستجد.
من تداعيات هذا الإجراء وجود عدد كبير من المغاربة، كانوا خلال بدء انتشار الوباء خارج المغرب، عشرات من الشخصيات وجدت نفسها ممنوعة من السفر، منهم سياسيون وفنانون ورجال قضاء ومال وأعمال ومفكرون، وطبعا عدد من الرياضيين الذين صادفت الجائحة وجودهم في مهام خارجية.
أبطال من مختلف الأصناف الرياضية عاشوا محنة الانتظار في المطارات بحثا عن مقعد شاغر للعودة إلى الوطن، لكنهم اصطدموا بتدابير صارمة لا تقبل التساهل.
في هذه الورقة سنتوقف عند أسماء تعيش الحجر الصحي تحت الإكراه.

لاعب الجيش عالق في البرتغال بسبب معسكر تدريبي
في الوقت الذي ألغت العديد من المنتخبات معسكراتها الإعدادية لدورة كأس أمم إفريقيا التي كانت مقررة في الكاميرون، أصر اتحاد كرة القدم بدولة الرأس الأخضر على تنظيم معسكر مغلق في البرتغال، دعي إليه لاعب الجيش الملكي إيدلسون ديني بورغيس.
حين تقرر توقيف المعسكر في منتصف شهر مارس، كانت الحكومة المغربية قد ألغت الرحلات الجوية والبحرية مع دول أوربا، رغبة في احتواء انشار فيروس كورونا، باءت محاولات مسؤولي الرأس الأخضر بالفشل، وظل بورغيس في البرتغال، ولحسن حظه أنه يملك الجنسية البرتغالية وله سكن هناك، حيث سبق له أن قضى مدة في هذا البلد حين لعب لكل من فيتوريا سيتوبال من 2010 إلى 2014 قبل الالتحاق بصفوف ماريتيمو.
وكان عبد الرحيم طاليب، مدرب الجيش الملكي، صرح في حوار صحفي بأنه حريص على متابعة تداريب جميع اللاعبين من منازلهم، عبر تقنية الفيديو، بمن فيهم المدافع بورغيس، مؤكدا أن هذا الأخير يواظب على القيام بتمارينه وفق البرنامج الذي يتوصل به من الطاقم التقني للفريق العسكري، من خلال أشرطة الفيديو، التي يبعثها المدافع من البرتغال، مضيفا أن اللاعب إيدلسون سبق له أن لعب في الدوري البرتغالي الممتاز ويعرف أدق تفاصيل الاحتراف، حيث وضع برامج إعدادية مبنية على أسس علمية ونظام غذائي محدد من طرف النادي العسكري.
ومن المفارقات الغريبة أن إدارة الفريق قامت بتجديد عقد المدافع ديني بورغيس من الرأس الأخضر، بعد العروض القوية التي أبان عنها رفقة الفريق منذ انضمامه للعساكر في الموسم الكروي الجاري.
وينحدر بورغيس، البالغ من العمر 25 سنة، من الرأس الأخضر، حيث رأى النور بمدينة تارافال، وبدأ مسار الممارسة في نادي أرينتيلا ما بين 2008 و2010.

دورة تكوينية تنتهي بحصار المدرب يعيش في إنجلترا
بعد أن فك ارتباطه بالمغرب الفاسي في نهاية العام الماضي، تلقى المدرب سمير يعيش عروضا للتدريب إلا أن قانون الفرصة الواحدة المتخذ من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وقف حائلا دون استمراره في مجال التدريب إلى متم الموسم الرياضي.
استغل سمير هذا التوقف الاضطراري وقرر تنمية قدراته المعرفية في مجال التقنيات الحديثة للعبة، فراسل ناديا إنجليزيا قصد حضور حصصه التدريبية ومتابعة تفاصيل عمل أطقمه التقنية، وافق النادي اللندني على الطلب ووجه دعوة لسمير من أجل الحضور على عجل إلى إنجلترا للقيام بتدريب ميداني، وبعد أيام وطأت قدما الإطار الوطني المغربي ملاعب الفريق وشرع في متابعة الحصص التدريبية وهو يسمع أخبارا متناثرة عن فيروس يخترق مدينة ووهان الصينية، لم يعر الأمر اهتماما كباقي الرياضيين وركز على يومياته مع النادي.
في 13 مارس أعلنت روابط كرة القدم في إنجلترا عن توقف كافة مسابقات اللعبة حتى يوم 4 أبريل للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، وجاء في البيان الرسمي: «بعد اجتماع اليوم قررنا إيقاف كافة المسابقات والحصص التدريبية على أن يتم استئنافها يوم 4 أبريل وفقا للنصيحة الطبية التي سنحصل عليها والظروف في ذلك الوقت».
وواصل البلاغ: «إنه موقف غير مسبوق، ونعمل بشكل مكثف مع الأندية والحكومة والاتحاد الإنجليزي ورابطة كرة القدم ويمكننا أن نؤكد للجميع أن صحة وسلامة اللاعبين والأطقم التدريبية والجماهير هي أولويتنا».
توقف التدريب الميداني لسمير، لكن المشكلة الكبرى كانت في اليوم الموالي حين توقفت الرحلات الجوية بين المغرب وإنجلترا، بحث عن محاولة للسفر من دولة أوربية أخرى لكن الإغلاق كان شاملا، لجأ إلى السفارة بحثا عن حل لكن دون جدوى، ولحسن الحظ أنه يملك روابط عائلية في لندن خففت المصاب.

حكمان مغربيان ينتظران حكم القدر في لندن
قبل أن تنتهي فعاليات التصفيات الأولمبية الأوروبية لندن 2020، خلال الفترة الممتدة من 14 إلى حدود 24 مارس المنصرم، التي احتضنتها لندن، توقف نبض حديقة الملكة إليزابيت الأولمبية، بعد أن أعلن عن تعليق المنافسات الرياضية بكل أصنافها.
في هذا الملتقى الرياضي للملاكمة، كان المغرب ممثلا بحكمين دوليين هما البكاي إبراهيمي من بركان وعبار البشير من الاتحاد البيضاوي، إلا أن تسرب فيروس كورونا للدول الأوربية، ألزم المنظمين بتوقيف فعاليات التصفيات، «حرصا على سلامة الوفود المشاركة والعاملين على تنظيم التصفيات، وخصوصا بعد أن بدأت بعض الدول في إغلاق حدودها الجوية والبحرية والبرية».
قال بلاغ للجامعة الملكية المغربية للملاكمة إنه، وبعد علمها بإغلاق الحدود الوطنية المغربية، بادرت اللجنة المنظمة بحجز غرفتين للحكمين المغربيين بأحد الفنادق المصنفة بالعاصمة، حيث يربطان بشكل يومي اتصالاتهما بالقنصلية المغربية، التي أكدت أنهما ضمن الأوائل بلائحة انتظار فتح خطوط الرحلات الجوية أو الحدود البرية أو البحرية، للعودة إلى أحضان الوطن وأسرتيهما.
وأعلنت الجامعة الملكية المغربية للملاكمة أن «وضعية الحكمين الدوليين إبراهيمي البكاي وعبار البشير، مدعومة من طرف اللجنة الأولمبية المشرفة عن تنظيم التصفيات القارية المؤهلة لنهائيات الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، والتي تم تأجيلها إلى صيف عام 2021، بسبب تفشي هذه الجائحة بجل دول العالم».
وأكدت الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، أنها لن تدخر جهدا في مواكبة وضعية حكميها الدوليين في ظل هذه الظرفية الصعبة، تحت وطأة الفيروس.

شاهين.. صحافي رياضي معلق في إثيوبيا
لم يكن هشام شاهين، الصحافي السابق في قناة الرياضية، يعتقد أن عبوره من أديس أبابا سيتحول إلى إقامة جبرية. كان هشام رفقة فريق تصوير مكون من صحافيين وتقنيين من جنسيات عديدة، عبروا الحدود من أوغندا نحو إثيوبيا، هناك كانت الجائحة بالمرصاد للجميع حيث تعطلت الرحلات الجوية، وأصبح من الصعب مغادرة العاصمة الإثيوبية.
يقضي هشام أيامه في حماية ورعاية السفارة المغربية في إثيوبيا، يعيش أيامه ملتزما بالحجر الصحي رغم الضغط النفسي. قال هشام في إحدى تدويناته: «أنا فخور لكوني مغربيا، فخور أكثر من أي وقت مضى، عشنا ظروفا صعبة بعد إغلاق الحدود، لست الوحيد الذي عانى من مضاعفات القرار، لكن أكثر من ثمانين فردا عاشوا نفس الوضع، حوالي عشرين جنسية مختلفة. اعتزازي ببلادي وسط هؤلاء بدأ بالإجراءات التي اتخذها المغرب في وقت مبكر، بالرغم من التهديد الذي مس اقتصادنا. رفاقي كانوا يتساءلون أ إلى هذا الحد يخشى المغرب على مواطنيه؟».
اتصلت سفيرة المغرب في إثيوبيا بالمغاربة العالقين، قالت إن تعليمات قد صدرت إليها من أجل رعاية المغاربة العالقين في إثيوبيا، فوفرت الإقامة والتغذية والعلاجات والمساندة النفسية، ما قلص من حجم معاناة هؤلاء المغاربة الذين اعتقلهم الوباء بعيدا عن الوطن.

أطر رياضية مغربية تحت الحجر بالإمارات
يعيش أزيد من أربعين إطارا رياضيا مغربيا حالة ترقب في دولة الإمارات العربية المتحدة، أغلبهم من المدربين وقلة منهم ضمن الطواقم الطبية والإدارية، لكن هاجسهم الوحيد هو المستقبل الغامض في ظل انتشار وباء كورونا.
في ظل توقف الدوري الإماراتي، لم يجد هؤلاء المؤطرون سوى الالتزام بالحجر الصحي والقيام بدورهم عن بعد من خلال إرشاد اللاعبين ومنحهم الاستشارة وهم في بيوتهم، لكن يبقى القلق الجاثم على أنفاس سفراء الكرة المغربية ورياضات أخرى في الإمارات العربية المتحدة، مسيطرا على أذهانهم خاصة لدى الفئة التي تعيش بعيدا عن أسرها والتي تضطر إلى تتبع تفاصيل حياة أفرادها عن بعد.
وحسب مصادر «الأخبار»، فإن مجلس الرياضة في أبو ظبي تفهم هواجس مغاربة الإمارات وظل يبحث عن وسيلة لترحيلهم إلى أن تنقشع غيوم الوباء، لكن هذه المحاولات اصطدمت بتوقف الرحلات الجوية، وإغلاق المغرب لحدوده إلى إشعار آخر، فضلا عن إشكالية غياب سفير في أبوظبي.
ولا يخفي أطرنا في الإمارات سعادتهم بحفاوة الضيافة وإصرار المسؤولين عن القطاع الرياضي، على رفع معنويات المغتربين وهم في حجرهم الصحي.
وغير بعيد عن الإمارات، وتحديدا في السعودية، قالت تقارير إعلامية من الرياض إن عبد الرزاق حمد الله، لاعب النصر، ينتظر الحصول على موافقة من سفارة المغرب بالرياض للسفر إلى بلاده عبر طائرة خاصة، في ظل توقف حركة الطيران بالمغرب وإغلاق جميع المطارات في إطار الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التي اعتمدتها الحكومة المغربية للحد من انتشار جائحة كورونا.
ويعتزم حمد الله القيام بزيارة عائلية إلى المغرب، على غرار ما قام به نور الدين أمرابط الذي سافر إلى هولندا.

بطل مصري ومسؤول رياضي سعودي في الحجر المغربي
كشف مسؤولو الاتحاد المصري للمصارعة عن موقف أبو حليمة، لاعب المنتخب المصري العالق حاليا في المغرب، والذي خاطب اللجنة الأولمبية طالبا العودة إلى مصر، في ظل تفشي فيروس كورونا بمختلف البلدان. وأكد عصام نوار، رئيس الاتحاد المصري، في حديث لصحيفة «اليوم السابع»: «أن اللاعب لم يكن في المغرب ضمن لاعبي المنتخب، خاصة وأن لاعبي المصارعة كانوا يقيمون معسكرا داخليا، وتم كسره بعد قرار حظر التجوال. كان في المغرب بدعوة من الاتحاد المغربي للعبة، لعمل معسكر مشترك مع لاعبي منتخب المغرب، لذلك لم يتم إعلان اسمه ضمن العالقين خاصة وأنه لم يكن قد حدد الفترة التي سيقضيها هناك ولم يطلب من الاتحاد العودة مرة أخرى».
وطلب مجلس إدارة اللجنة الأولمبية المصرية برئاسة هشام حطب، من جميع الاتحادات الرياضية ضرورة مخاطبة اللجنة الأولمبية في أسرع وقت، بأسماء اللاعبين المصريين المتواجدين خارج البلاد خلال الفترة الحالية.
وجاء طلب مجلس إدارة اللجنة الأولمبية من أجل التنسيق مع الجهات المعنية ووزارة الشباب والرياضة لإعادة اللاعبين العالقين في الخارج إلى أرض الوطن، «في إطار حرص مسؤولي الدولة المصرية على أبناء مصر العالقين في الخارج حاليا وعودتهم إلى وطنهم بعد تفشي فيروس كورونا»، يضيف بلاغ المجلس المصري.
من جهة أخرى، عين الاتحاد العربي لكرة القدم معيض الشهري مراقبا عاما لمباراة الرجاء البيضاوي ضد الإسماعيلي المصري، في نصف نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية، حل رئيس لجنة الاحتراف، عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم، بالمغرب يوم 12 من شهر مارس الماضي، وحجزت له إدارة الرجاء غرفة في أحد فنادق العاصمة الاقتصادية.
لكن قبيل إجراء المباراة بيوم واحد، تقرر تعليق المنافسات الرياضية في المغرب إلى أجل غير مسمى، أشعر معيض بالقرار من طرف الاتحاد العربي، ولكن حين كان يستعد للعودة إلى الرياض، فوجئ بتوقف الرحلات الجوية بين البلدين.
اضطر معيض الشهري إلى البقاء في المغرب لمدة ثلاثين يوما، سافر إلى الصويرة وتوجه نحو الرباط، بحثا عن حل لهذه المعضلة.
وكشفت صحيفة «الرياضية» السعودية، أن الشهري يحرص على القيام بتداريب يومية صباحا، والتواصل مع رئيس وأعضاء الاتحاد، مع اتباعه الاحترازات ببقائه في مقر إقامته، وقدم الشهري شكره للاتحاد العربي على الاستضافة طوال فترة وجوده في المغرب، والسفارة السعودية هناك ممثلة في عبد المجيد السماري القنصل السعودي، على تسهيل كافة العقبات التي واجهته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى