شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

روسيا تحول ماريوبول إلى “بوتشا”

التحقيق في مجزرة بوتشا لا يزال مستمرا

لا تزال الحرب بين أوكرانيا وروسيا قائمة لكن الأخيرة قررت تغيير خطتها والاستعداد للهجوم مرة أخرى بعد أن صرحت بالإنسحاب تدريجيا من كييف. في نفس الوقت تشهد ماريوبول أحداث مشابهة لما حصل في بوتشا التي قامت فيها موسكو بإبادة جماعية لمدنيين أوكرانيين. و لايزال التحقيق في هذه الأحداث مستمرا بحثا عن جثث أخرى وأدلة إضافية.

سهيلة التاور

على غرار بوتشا

لا تزال مدينة ماريوبل جنوب شرق البلاد محاصرة، فيما “تمنع موسكو دخول المساعدات” بحسب ما زعم الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي.

فقد اتهم القوات الروسية بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى ماريوبول المطلة على بحر آزوف، من أجل “كسب الوقت، وحتى تتمكن من تنظيف واخفاء جرائمها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان”، وفق تعبيره.

فيما أشارت وكالة الأمن الأوكرانية (SBU) أن بيانات أظهرت أن القوات الروسية “تخطط لجمع جثث سكان ماريوبول الذين قتلوا على يد عناصرها أنفسهم، في مكان واحد وتقديمهم كضحايا سقطوا برصاص القوات الأوكرانية”.

وكان زيلينسكي أكد في وقت سابق أمس أن الوضع صعب في ماريوبول، موضحا أن الجهود الأوكرانية لصد القوات الروسية عن المدينة، تواجه صعوبات جمة.

فيما أعلن فاديم بويتشينكو، رئيس بلدية تلك المدينة المحاصرة منذ أسابيع عدة، أنها “دمرت بنسبة 90%” فيما أضحت “40% من بنيتها التحتية غير قابلة للإصلاح”، لافتا أيضا إلى وجود آلاف المدنيين المحاصرين.

يذكر أن محاولات متكررة جرت على مر الأسابيع الماضية لفتح ممرات آمنة تسهل خروج المحاصرين (170 ألف بحسب السلطات الأوكرانية) في تلك المدينة بظروف إنسانية كارثية، لكنها فشلت. فيما حمل كل جانب الطرف الآخر المسؤولية.

ومنذ انطلاق العملية العسكرية التي وصفتها موسكو بالمحدودة في 24 فبراير الماضي، على الأراضي الأوكرانية، شكلت ماريوبول التي تطل على بحر آزوف، هدفاً استراتيجياً للروس، لاسيما أن السيطرة عليها ستتيح ربط المناطق الواقعة تحت سلطة الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق، مع شبه جزيرة القرم (جنوبا) التي ضمت إلى الأراضي الروسية عام 2014.

خطة روسيا 

فيما أعلنت موسكو قبل أيام الانسحاب من محيط العاصمة الأوكرانية كييف، أكدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني أمس الثلاثاء أن انسحاب قوات روسية من منطقتي كييف وتشيرنيهيف كان سببه إعادة التجمع ثم الاندفاع مرة أخرى للهجوم.

وقالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع إن بلادها مستعدة لجميع السيناريوهات، وإنها ستواصل القتال.

كما أضافت “القتال الضاري متواصل في جميع المناطق. سنحقق النصر بالتأكيد، لكن الطريق طويل، ويتطلب منا الجهد والصبر”.

فيما أوضحت أن “الحرب مستمرة، ونحن اليوم ننظر في جميع السيناريوهات المحتملة لكيفية تطور هذه الحرب”.

وكانت القوات الروسية قد انسحبت قبل أيام من محيط العاصمة كييف، عقب مواجهات شرسة مع القوات الأوكرانية، في حين وصفت موسكو الانسحاب بأنه بادرة حسن نية من أجل دفع المفاوضات التي عقدت آخر مرة يوم الجمعة الماضي بين الطرفين عبر الفيديو، وكان من المقرر أن يجتمع المفاوضون مجددا أمس الاثنين لكن لم يكشف أي من الجانبين جديدا بخصوص المحادثات.

تقدم مستمر

وأكدت الرئاسة الروسية ثقتها في أن تحقق العملية العسكرية في أوكرانيا أهدافها بالكامل، مبدية أملها في التوصل إلى اتفاقات عبر المفاوضات. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم عن استهداف مطار بولوفوي في مقاطعة ميكولايف الأوكرانية بصواريخ، مما أسفر عن تدمير 3 مروحيات عسكرية. 

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف “قامت القوات الجوية الروسية باستهداف عدة مواقع تابعة للجيش الأوكراني، ومنها في بلدة ليسيتشانك، حيث تم القضاء على مجموعة تعمل ضمن اللواء اللوجستي المسؤول عن العربات والدبابات العسكرية”. وأضاف “خلال الليل، ضرب الطيران العملياتي والتكتيكي للقوات الجوية الروسية 14 منشأة عسكرية أوكرانية”.

مساعدات أمريكية

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إن شحنات من المساعدات العسكرية وصلت إلى أوكرانيا خلال الساعات الماضية، مشيرا إلى أن واشنطن تمدّ كييف بصواريخ جافلين وستينغر وغيرها من المعدات العسكرية. وشدد كيربي في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” على أن واشنطن ستواصل تقديم هذه المعدات العسكرية نظرا لحاجة أوكرانيا إليها، بينما اعتبر كبير موظفي البيت الأبيض رون كلين أن القوات الأوكرانية تحقق انتصارا في محيط كييف وشمالي البلاد، بفضل بسالة جنودها والدعم المقدم لها من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو). وأضاف في مقابلة تلفزيونية أن هناك أدلة على أن بوتين يقوم بإخراج قواته من شمال أوكرانيا لنشرها شرقا، بهدف إعادة إطلاق المعركة من هناك.

أحداث بوتشا وبوروديانكا

يبدو أن الصدمة التي سببها العثور على العديد من الجثث نهاية الأسبوع الماضي في مدينة بوتشا قرب كييف، حيث تتهم أوكرانيا القوات الروسية بارتكاب “مجزرة”، لم تنته.

فقد كشف وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي، الذي زار مدينة بوتشا أمس الثلاثاء، أن “عشرات الجثث” لا تزال في المنازل وفي الغابات المحيطة بالمدينة.

فيما أكد أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئاسة الأوكرانية، في مقطع فيديو بث على موقع يوتيوب مساء أول أمس أيضاً، أن “بوتشا ليست الأسوأ، فكل من يزُور بوروديانكا يؤكد أن الوضع هناك فظيع”.

وتقع بوروديانكا على بُعد حوالى 50 كلم من كييف، وقد انسحبت منها القوات الروسية مؤخراً في إطار عملية إعادة تموضع تنفّذها على ما يبدو لتركيز جهدها العسكري على منطقة دونباس في الشرق الأوكراني.

تحقيق في جرائم روسيا

وأعلن الإليزيه مساء أمس الثلاثاء في أعقاب مكالمة هاتفية بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن باريس ستوفر قدرات مالية وبشرية للمساعدة في إجراء تحقيقات في المجازر المتهمة بارتكابها القوات الروسية في أوكرانيا. 

وأشارت الرئاسة الفرنسية في بيان إلى أن ماكرون أعرب لزيلينسكي عن الصدمة والمشاعر التي أشاعتها في فرنسا صور الجرائم المرتكبة في بوتشا ومناطق أخرى، وأكد له إستعداد فرنسا لدعم العدالة الدولية والمساهمة في أعمال التحقيق وتوثيق أعمال العنف المرتكبة ضد المدنيين، وذلك بهدف محاسبة روسيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن مجلس الأمن الدولي سينظر غدا الثلاثاء فيما وصفه بـ”جرائم حرب” مرتكبة في حق مئات المدنيين قتلوا في بوتشا وبلدات أوكرانية أخرى. وأن هناك حزمة عقوبات جديدة على روسيا، لكنه اعتبرها غير كافية. 

وخلال زيارته لمدينة بوتشا (منطقة كييف) التي استعيدت قبل أيام من القوات الروسية، صرح بأن “جرائم حرب” سيعترف بها دوليا على أنها “إبادة جماعية”. وأوضح لوسائل إعلام أنه “في أحد شوارع المدينة عثر على جثث الكثير من المدنيين: “إنها جرائم حرب وسيصنفها العالم إبادة جماعية”. ولا يزال عدد القتلى الإجمالي غير مؤكد، وقد عُثِر على جثث تعود إلى 410 مدنيّين في أراض بمنطقة كييف استعادتها القوّات الأوكرانيّة في الآونة الأخيرة من القوّات الروسيّة، وفق ما أعلنت النائبة العامّة لأوكرانيا إيرينا فينيديكتوفا الأحد.  

وندد البابا أمس الأربعاء “بوحشية تزداد فظاعة” ترتكب في أوكرانيا و”تشمل مدنيين” أيضًا في إشارة إلى “مجزرة بوتشا”. 

وقال البابا: “الأنباء الأخيرة عن الحرب في أوكرانيا تدل على فظائع جديدة مثل مجزرة بوتشا، وحشية تزداد فظاعة ترتكب أيضًا في حق مدنيين ونساء وأطفال”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى