شوف تشوف

ن- النسوة

رهاب العلاقة الحميمية.. خطر يهدد الحياة الزوجية

إعداد: إكرام أوشن
يعاني عدد من الأشخاص من أنواع الخوف المرضي أو الرهاب المتعلقة بالاتصال الحميمي، والتي قد يعتبرها البعض غريبة ومضحكة أحيانا، لكن الحقيقة أن الأمر خطير جدا ويحتاج لمتابعة وعلاج.
فرهاب العلاقة الحميمية يمكن أن يدمر الحياة الاجتماعية للشخص ويطارده في أحلامه، وقد ينهي علاقته الزوجية. فما هو رهاب العلاقة الحميمية؟ ما هي أسبابه؟ وكيف بإمكاننا التخلص منه؟

ما هو رهاب العلاقة الحميمية ؟
الرهاب الجنسي يعني الخوف المرضي من عملية الجماع الجنسي بين الذكر والأنثى، وهو ناجم غالباً عن الإخفاق في ممارسة الجنس مع الجنس الآخر، أو عدم الانتصاب وعدم الوصول إلى الإرجاز أو الخوف من الحمل، أو الاغتصاب والابتزاز، أو الذكريات المريرة.
وأهم أعراض هذا الرهاب ضيق التنفس والدوخة وجفاف الفم والتعرق الشديد والشعور بالعياء وخفقان القلب، أو الغضب وفقدان السيطرة. ولا يعاني جميع المرضى من جميع هذه الأعراض.
ويشمل العلاج علاجا سلوكيا نفسيا، وعلاجا بالأدوية المضادة للاكتئاب والأدوية المضادة للقلق.

ما أسباب رهاب العلاقة الحميمية ؟
هناك الكثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى نشوء حالة رهاب العلاقة الحميمية. وتشمل الأسباب الرئيسية حوادث الاعتداء التي ربما تعرض لها المعنيون في الماضي. فهذه الحوادث تدمّر ثقة الضحية في نفسها وتسلبها حقها في تقرير المصير. وأحد الأسباب الأخرى المحتملة لرهاب الاتصال الحميمي، الشعور بالخجل الشديد لأسباب طبية. ويمكن أن يبرز الرهاب لدى آخرين دون أسباب يمكن تشخيصها.
• إن الاتصال الجسدي الذي يفرضه شخص بالقوة على شخص آخر، يشكل حالة اعتداء، وقد يكون ضحايا هذا الاعتداء من الذكور أو الإناث. وتشكل النساء والفتيات الصغيرات أغلبية الضحايا، فيما يمثّل الرجال أغلبية المعتدين. والاعتداء يعتبر جريمة بشعة جداً حيث تتم خلاله مهاجمة الضحايا على نحو شخصي للغاية، ولأنه يمكن استخدام القوة الجسدية أو الخداع. وقد يكون هذا الاعتداء مؤلماً جسدياً، ولكنه أكثر إيلاماً عاطفياً.. وغالباً ما يوصف بكونه انتهاكاً لـ»الذات» أكثر من كونه انتهاك للجسد، ويثير في نفوس الضحايا ردود فعل عاطفية حادة، بطريقة لا يمكن التنبؤ بها عادة. ويعرف هذا بمتلازمة صدمة الاعتداء، ويمكن أن يعاني الضحايا من ضغوط إضافيّة بعد حادثة الاعتداء بسبب الطريقة التي يتعامل بها موظفو المستشفى وضباط الشرطة والأصدقاء والعائلة وغيرهم مع الوضع. وغالبا ما يشعرون بنقص في ثقتهم بأنفسهم وبالعجز، ويتوقون للإحساس بالأمان والسيطرة على حياتهم.
• يمكن أن ينشأ لدى الضحايا خوف من الاتصال الحميمي لأسباب جسدية ونفسية. فخلال الاعتداء، يعاني الضحايا من صدمة جسدية بسبب الألم والكدمات والالتهابات والخوف خصوصاً من احتمال تكراره، فتتأثّر العلاقات الاجتماعية أيضاً، ويفقد بعض الرجال والنساء ثقتهم بالآخرين وتنتابهم الشكوك بشأنهم.
• البيدوفيليا: شكل من أشكال الاعتداء الذي ينتهك فيه شخص بالغ أو أكبر سنّاً حرمة طفل صغير بعدة طرق من قبيل اللمس أو الكلام وغيرها، ولا يتم في الكثير من الأحيان استخدام القوة. فعادة يتعاون الأطفال لأنهم لا يدركون تماماً أهمية ما يحدث لهم، وقد يشعرون بالخوف أيضاً من الشخص البالغ أو المراهق الأكبر سنّاً. وغالباً ما يدرك الأطفال من ضحايا الاعتداء مشاعرهم بشأن مثل هذه الحوادث في مرحلة لاحقة من حياتهم، حين يفهمون تماماً أهمية ما حدث. وغالبا ما يشعرون أنه جرى انتهاك خصوصيّتهم حين كانوا أطفالاً. وقد يشعرون بأنّه تم استغلالهم وخيانتهم من قبل أولئك الذين كانوا يثقون بهم. وقد يعانون كذلك من صدمات نفسيّة على المدى الطويل، ما يدفعهم إلى عدم الثقة بالآخرين، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى عدم اعتمادهم على هؤلاء، لخوفهم من الاتصال الحميم.
• سفاح القربى: الاتصال الحميم بين شخصين تربطهما علاقة قرابة، ولكنهما ليسا متزوجين. وقد يبدأ هذا حين تكون الضحية طفلاً أو قد يبدأ بعد سن البلوغ. ويمكن أن يكون المعتدي ذكراً أو أنثى. ويفقد الضحايا ثقتهم بالآخرين، ويشعرون بالتالي بأنّه لا يمكن الوثوق بأي شخص لأن أفراد عائلتهم استغلوا براءتهم وسذاجتهم. وغالباً لا يشعرون بأي رغبة، وقد ينشأ لديهم خوف شديد من الاتصال الحميم بأي شخص.
يمكن أن ينشأ رهاب العلاقة الحميمية لدى البعض نتيجة مخاوف سابقة. فقد يكون لدى البعض خوف مرضي من الإصابة بالأمراض أو التعرّض لعدوى: أي الخوف من الإصابة بمرض أو فيروس. وقد يعاني آخرون من الخوف من التعري، ويشعر آخرون بخوف من أن يتم لمسهم من قبل أي أحد. وتظهر هذه المخاوف، بالإضافة إلى اضطرابات أخرى، على شكل الخوف الفطري من الاتصال الجسدي.

أعراض تكشف المرض
• تشمل أعراض رهاب العلاقة الحميمية الشعور بالذعر والرعب والرهبة، مع تسارع دقات القلب وضيق التنفّس والارتجاف والتوتر والتعرّق وتجنّب الآخرين.
• الشعور بعدم الأمان: قد يعاني البعض من رهاب العلاقة الحميمية بسبب نظرتهم إلى أجسامهم. فبعض الرجال والنساء قد يشعرون بخجل هوسي من أجسامهم. وقد تكون المشكلة بنية الجسم بأكمله أو منطقة معيّنة. ويمكن أن تشعر النساء بعدم الثقة بأنفسهن إذا كن يكرهن شكل المنطقة الحميمية، فيما قد يصاب الرجال بالرهاب إذا كانوا يعانون من خلل وظيفي في الجهاز التناسلي.

كيف تتغلبين على الخوف من العلاقة الجنسية؟
تواجه الكثير من السيدات العربيات مشكلة حقيقية عند الزواج، وهي الخوف من العلاقة الجنسية والقلق من أشياء كثيرة بهذا الأمر: هل سأشعر بألم؟ ماذا أفعل لأبقي الأمور مثيرة؟ ماذا يحدث إذا لم أستمتع بها؟
أهم ما في الأمر أن عليك الاقتناع تماما بأن ممارسة العلاقة الحميمية مع زوجك طريقة رائعة للتواصل بينكما بطرق مختلفة. وهي أيضا من أعلى أنواع التقارب والاحتواء، وهي في النهاية تعبر عن قدرتكما على التواصل وفهم بعضكما جيداً.
• قد تكون مخاوفك نتيجة لشعورك بعدم الرضا عن جسمك، ولكن عليك معرفة أن الرجال أيضاً لا يشعرون بثقة كبيرة تجاه أجسامهم.
• عليك التركيز على أن يحب كلاكما الآخر كما هو، فالتفكير بشكل زائد في العيوب والقسوة على نفسك لن ينفع بشيء. الأفضل من هذا الاهتمام بثقتك بنفسك وكيف تظهرين نفسك للآخرين، والأهم من كل شيء هو التواصل العاطفي بينكما.
• قومي بتهيئة الجو المناسب في الغرفة، حيث يمكنك الاسترخاء، واستخدمي الشمع والورود أو أي أشياء أخرى ترغبين بتجربتها.
• بالتأكيد عليك الحرص على أن يكون زوجك متفهما ويمكنك التحدث معه في كل ما قد يضايقك. إذا كنت تخافين من العلاقة الجنسية، فعليه أن يعرف ليتمكن من التعامل معك بطريقة تساعدك على التغلب على هذا الخوف.
• يمكنك أيضا أن تطلبي منه أن يساعدك في كل خطوة من العلاقة الجنسية ويعلمك الأشياء التي تعجبه.
• حاولي النظر إلى هذه العلاقة الحميمية على أنها نشاط ممتع ومثير يجمع بينك وزوجك، فهي تقرب بينكما بشكل كبير، ويمكنك تجنب التفكير كثيرا في العلاقة الجنسية، بل اتركي التحكم والقيادة لمشاعرك.
• إذا كنت تقلقين من العلاقة الحميمية ، فعليك بالتأكيد التمهل وعدم الإسراع فيها، فيمكنكما البدء بالكثير من القبلات والمداعبة لتتمكني من الدخول في الحالة النفسية المناسبة للاستمرار. يمكنكما أيضا عمل جلسة تدليك (مساج) بزيت معطر، فهو قد يساعدكما على الاسترخاء.
• حاولي إدخال روح المرح واللعب إلى العلاقة، ولكن ليس بشكل زائد يجعل زوجك يشعر بأنك تسخرين منه، فهذا بالتأكيد يجعل الوضع أكثر هدوء وراحة.
• تذكري أن تتنفسي جيداً، فالتنفس يساعد العلاقة الحميمية جدا، فإذا شعرت في أي وقت بعدم الراحة، فقط خذي نفسا عميقا وحاولي الاسترخاء.
• في النهاية، احرصي على الاستمتاع وحب ممارسة العلاقة الجنسية أنت وزوجك لأنكما تستمتعان بالتواجد معا والتقارب بينكما.
• تمتعي باللحظة وحاولي عدم التفكير، فالتصرفات النابعة من المشاعر هي أفضل نصيحة يمكننا إعطاؤها لك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى