شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

ركلة جزاء

 

مقالات ذات صلة

حسن البصري

وجه الاتحاد الدولي لكرة القدم ركلة جديدة للكيان الانفصالي رمت به خارج مربع الشرعية الكروية، حين أقر في مؤتمره السنوي بالعاصمة التايلاندية بانكوك، بعدم المصادقة على انتقال أي لاعب من بلد لا يتمتع بعضوية في الأمم المتحدة.

صودق على القرار بأغلبية الأعضاء، واعترض عليه أربعة من بينهم الجزائر طبعا، وتبين أن جارتنا الشرقية قد استأنست بالهزائم في الملاعب وفي المؤتمرات، أما النصر فلم يعد سوى اسم لفريق جزائري كان صرحا فهوى.

كنت أتمنى أن يتضمن القرار تعديلا لكل غاية مفيدة، فيشمل المدربين أيضا حتى يضيق المجال أكثر بالانفصاليين وتنتحر أحلامهم في مخيمات العار.

ما أن صدر القرار وضرب ممثل الجزائر كفا بكف وسط عاصفة التصفيقات، حتى تخلص وكلاء اللاعبين من هواتف «سلع» صنعت في تيندوف وخضعت للتلفيف في مصانع العاصمة الجزائرية.

يقول منطوق قرار «الفيفا» إنه «لا مكان للانفصاليين في مجتمع الكرة»، فالحامل للفكر الانفصالي لا يمكنه تبني القيم الفضلى للكرة من تنافس شريف وروح رياضية وسلم ووئام، بل سيجعل من المباريات فضاء لتمرير جرعات سموم خطاب سياسي بغيض.

غضب حكام الجزائر من وليد صادي رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، ومن سفير الجزائر في التايلاند، ومن وزير الرياضة ومن حلفاء أداروا ظهورهم لممثل الجزائر ورفضوا مال التحالف، وتبين لهم أن الغاز لا يشتري الضمائر كما فعل مع قيس بن الملوح التونسي، بل يوقظ النيران.

كاد النظام الجزائري أن يستدعي سفيره في بانكوك للتشاور، قبل أن ينصحه حكيم بالتريث. وخشي رئيس اتحاد الكرة من الإقالة حين تراقص أمام عينيه سيناريو إقالة سابقه خير الدين زطشي بسبب تصويته لفائدة قانون يمنع الأقليات الانفصالية غير المعترف بها من طرف هيئة الأمم المتحدة، من اللعب مع الكبار.

أقسم وليد أنه لم يصوت وأنه كان على وشك الانسحاب من المؤتمر، لكنه خشي أن يصبح الانسحاب عادة جزائرية، سيما وأن جرح واقعة الخسارة أمام نهضة بركان باعتذار لم يندمل بعد.

يقول العارفون بأحشاء الكرة الجزائرية إن زطشي تلقى صفعة ساخنة على قفاه، بمجرد عودته من المغرب مهزوما بالقلم إثر مغادرته سباق الانتخابات في مؤتمر الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ويرى المحللون أن القيادة العسكرية في الجارة الشرقية طالبت رئيس البلاد بإقالته تحت مبرر قابل للهضم، وهو ما تم فعلا.

وحين فطن البوليساريو لأهمية الكرة وشعبيتها، وتجندت الجارة الشرقية الجزائر، بصفتها الراعية الرسمية للانفصاليين ومتعهدة حفلاتهم التنكرية، للدعاية والترويج لمشروع «الدبلوماسية الكروية»، تبين سوء الفهم الكبير للترويج فاختلطت الكرة بالسياسة وبرائحة البارود، فانهزم منتخب الانفصاليين ذهابا وإيابا في المؤتمرات قبل الملاعب.

لا احتراف إذن للاعبين الذين يسكنهم الحس الانفصالي، هذا قرار «الفيفا» الذي لا يقبل الاستئناف. لذا لن يتبقى للمواهب الانفصالية سوى اللعب بالمساعدات الغذائية الإنسانية، والاستمتاع بالشعارات الجوفاء وقضاء ما تبقى من وقت في صياغة البيانات والتنقيب عن المتآمرين لتقديمهم كقرابين للحكام.

ما لا يعرفه القائمون على الكرة الانفصالية، أو المنفصلة، أن تحولات عديدة طرأت على المونديال والمنافسات التي ترعاها «الفيفا»، فلم يعد لكثير القوى الكروية وجود في الساحة منها: الاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا وألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا والزائير والهند الشرقية..

ما يجهله حكام الجزائر أن إشراك منتخب البوليساريو في مونديال الشعوب الانفصالية قد وجد مبيدا فعالا، حين انخرط منتخب جمهورية القبائل في هذه التظاهرة المعروفة بـ«كونيفا»، أو «كانيفا» كما قال أحد المحللين الجزائريين عن قصد أو عن غير قصد. وعندما تحضر الملائكة ينسحب الشياطين.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى