شوف تشوف

الرئيسية

راضية الفاسي الفهري زوجة نزار بركة.. المحامية التي فضلت الزواج من المحيط الحزبي

ولد نزار بركة بمدينة الرباط سنة 1964، وسط أسرة تتنفس هواء السياسة، فهو حفيد الزعيم الاستقلالي علال الفاسي، وصهر الأمين العام السابق للحزب عباس الفاسي، حيث اقترن بابنته راضية. في سنة 1981 حاز نزار على شهادة الباكلوريا وعمره 17 سنة فقط، حيث كان تعليمه الثانوي في مدارس البعثة الفرنسية بالعاصمة، قبل أن يلتحق بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس أكدال، التي حصل فيها سنة 1985 على الإجازة في الاقتصاد.. ليشد الرحال صوب مارسيليا لاستكمال دراساته الاقتصادية، قبل أن يعود إلى البلاد سنة 1992 متأبطا شهادة الدكتوراه.
انخرط نزار رسميا في حزب «الميزان» سنة 1981، وحين عاد إلى المغرب لم يصطف في طوابير حملة الشهادات العليا، حيث عين مدرسا بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الخامس أكدال، قبل أن يحط الرحال سنة 1996 بوزارة المالية.
ارتبط نزار بركة براضية، الابنة المدللة لعباس الفاسي، الوزير الأول السابق، وتحول من صهر إلى ابن لم يلده عباس، الذي أنجب «راضية» المحامية، و»ماجدة» المهندسة، و»فهد» مسير شركة، وعبد المجيد الذي يتابع دراسته بإنجلترا.. لهذا كان من الطبيعي أن ترافع المحامية في حضرة والدها كي يضم زوجها إلى التشكيلة الأساسية للحكومة وهو ما حصل، سيما وأن نزار أصبح أكثر من وزير بل غدا مستشارا عائليا لعباس.
يصر نزار على انتمائه لشجرة عائلية ضاربة في جذور التاريخ، ويرفض أن يحسب على حواريي الوزير الأول السابق، إذ تعود جذور بركة إلى جماعة تزروت، حيث يوجد ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش، بل إن عبد الهادي بركة، عم نزار، هو نقيب الشرفاء العلميين في المنطقة، والذي حازه بصفته الاعتبارية كشريف.
اقترن النقيب عبد الهادي بزوجته زهور أيت أحمد، شقيقة حسين أيت أحمد، القيادي الجزائري السابق، والذي انتقل إلى عفو الله أخيرا. وفي حفل تأبينها، قال عميد أسرة بركة إن الفقيدة ماتت وفي قلبها غصة العلاقات المغربية- الجزائرية المتوترة. وفاة زهور جمعت الاستقلاليين بالاتحاديين حين كان عبد الرحمن اليوسفي من بين مقدمي العزاء لعائلة بركة، لكن وفاة أيت قدور لم تكن كذلك.
اختارت راضية المحاماة مهنة لها، واحتلت منصبا قياديا في المركز الوطني للوساطة، بل إن زوجها نزار لم يكن يتردد في حضور ملتقيات المركز، حين كان وزيرا للشؤون الاقتصادية، كما أنه لعب دورا في تمرير مضامين القانون المنظم للوساطة، لكن بموزاة ذلك ظلت التجارة تمارس جاذبيتها على راضية، إذ دشن زوجها نزار بركة، حين كان وزيرا منتدبا مكلفا بالشؤون الاقتصادية والعامة، محلا متخصصا في بيع الأكسسوارات ومواد التجميل، يقال إنه في ملكية زوجته راضية الفاسي. حضر نزار الافتتاح الرسمي للمحل ورحب بضيوفه الذين باركوا المشروع الذي أشرف شخصيا على إعداد دراسة حول جدواه، وتداولت الصحف حينها غياب نزار عن اجتماع ترأسه صهره عباس خصص لدراسة مخطط لتأهيل الزربية المغربية. ويرى مقربون من بركة أن الفتى يملك حسا تجاريا متطورا، وأن أول علاقة له بعالم التجارة بدأت مباشرة بعد عودته من مارسيليا حين كان يكتري محلا لبيع الورد في مدخل فندق «هيلتون» بالرباط.
تمتد صلاحيات راضية الفاسي إلى خارج جدران بيتها، إذ نابت عن زوجها، الذي كان في مهمة رسمية بالديار الفرنسية، وصوتت في اجتماع للمجلس الوطني لحزب الاستقلال على قرار الانسحاب من الحكومة، وهو القرار الذي تقاسمته مع وزراء آخرين، من قبيل يوسف العمراني، الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية والتعاون، وفؤاد الدويري، وزير الطاقة والمعادن والبيئة، وعبد اللطيف معزوز، كاتب الدولة المكلف بالجالية المغربية بالخارج. وعلى الرغم من موقفها السياسي، فإن راضية لم تتقدم بترشيحها لعضوية اللجنة المركزية لحزب الاستقلال.
لكن راضية لم تنجح في خفض درجة تخوف زوجها من مباريات الاستحقاقات الانتخابية، التي تعتبر نقطة ضعفه، وهو ما جعل حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، يصف شخصية نزار بالهشة سياسيا، وقال عنه في تجمع خطابي: «تصوروا أن نزار بركة لم يقدر على الترشح في الانتخابات التشريعية، خوفا من الرسوب».
لكن راضية العارفة بالمناخ السياسي، هي من نصح نزار بعدم دخول الاستحقاقات في دائرة جبل العلم الذي يحتضن ضريح الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش، معقل شقيقه عبد الهادي، ربما لأن مرور صهره عباس الفاسي بدائرة العرائش لم يفد السكان في شيء، ما دفعهم إلى التمرد ضد آل بركة، بعد أن راجت أخبار حول عزم نزار على دخول المعركة الانتخابية، بدعم من عميد العائلة عبد الهادي بركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى