العيون: محمد سليماني
علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أن لجنة مركزية حلت بمدينة المرسى بإقليم العيون، للتحقيق في حادث مثير وقع خلال الأسبوع الماضي، ويتعلق بدهس مركب للصيد البحري الساحلي من قبل سفينة للصيد الصناعي وفرارها إلى وجهتها نحو مصيدة الأخطبوط، دون تقديم المساعدة للمركب المتضرر.
وبعد حلول لجنة التحقيق المركزية بالعيون، باشرت عملها بميناء المرسى، حيث استمعت إلى أفراد طاقم مركب الصيد الساحلي بالجر المتضرر، وذلك لجمع المعطيات الكافية حول الحادث، ورفعها إلى الدوائر العليا بقطاع الصيد البحري لاتخاذ القرار المناسب.
وتعود هذه الواقعة إلى الأسبوع الماضي، عندما تعرض مركب للصيد الساحلي بالجر إلى حادث مروع، كاد أن يقضي على كل أفراد الطاقم العامل على متنه، وذلك عقب تهشيم أجزاء مهمة من هذا المركب في عرض البحر، في الساعات الأولى من فجر يوم الأحد تاسع يوليوز الجاري.
واستنادا إلى مصادر مهنية، فإن مركب الصيد الساحلي كان في رحلة صيد، قبل أن يتم دهسه من قبل سفينة للصيد الصناعي، ما تسبب في أضرار بالغة للمركب تطلبت عودته فورا وعلى وجه السرعة إلى ميناء العيون، من أجل إعادة ترميمه.
وبحسب المعلومات، فإن سفينة الصيد الصناعي لم تقم بالإجراءات الواجب اتباعها في مثل هذه الحالات، كالاطمئنان على أفراد الطاقم، ومرافقة المركب إلى حين الوصول إلى أقرب نقطة على اليابسة، بل إن السفينة بعد أن اصطدمت بالمركب، واصلت سيرها ليلا نحو مصيدة الأخطبوط دون اكتراث للمركب وطاقمه. وحسب المصادر، فإن أفراد طاقم المركب المتهالك لم يتمكنوا من التعرف على السفينة، ولم يكتشفوا أرقامها أو العلم الذي على متنها، حيث أصيبوا بهلع وصدمة كبيرة، خصوصا وأن مركبهم تعرض لأضرار بالغة من شأنها أن تؤدي إلى فاجعة حقيقية.
وتم اتخاذ قرار العودة السريعة إلى ميناء العيون، من أجل إعادة إصلاح المركب، حيث رافق مركب آخر كان قريبا من موقع الحادث المركب المتضرر إلى حين بلوغه الميناء، وذلك تحسبا لأي طارئ.
وكانت مصالح مندوبية الصيد البحري بالعيون والدرك البحري والبحرية الملكية قد فتحوا حينها تحقيقا لتحديد هوية سفينة الصيد الصناعي التي تسببت في هذا الحادث، دون أن تتوقف لتقديم الدعم اللازم لأفراد الطاقم. وبحسب مصادر مهنية، فإنه سيتم التعرف على هوية سفينة الصيد الصناعي بفعل نظام تحديد المواقع والرصد عبر الأقمار الاصطناعية المبثوث في كل من المركب والسفينة، بعد تحديد الإحداثيات والتوقيت الزمني.