مانسيناكش
خليل دحاني (لاعب دولي سابق)
تعقبت مبديع في كل مكان وبفضل لاعب دولي تمكنت من اقتحام قبة البرلمان وهناك طالبته بحقي
حسن البصري
هل عدت إلى وظيفتك بعد تدخل مبديع؟
حين سلمته بطاقة العمل ووثائق أخرى تتعلق بي وشرحت له تفاصيل المشكل، وعدني بالتدخل بحكم العلاقات التي تربطه ببنهيمة، وحين تأخر رده ذهبت إليه في مقر الجماعة ودخلت مكتبه لأستفسر في الأمر، فقال لي إن الشركة طردتني من العمل، طلبت منه إعادة وثائقي فوعدني بإرجاعها في أقرب وقت لكنه ظل يتماطل، وحين سألت زملائي اللاعبين الذين عاشوا الوضعية نفسها، نفوا ذلك وأكدوا لي رجوعهم إلى مقرات عملهم، لأكتشف، عبر أحد المقربين من مبديع، أنه تدخل لتشغيل سيدة أخرى في مكاني، لم أفهم ما حصل وحين استفسرته لم يقدم لي جوابا، منذ ذلك اليوم صرفت النظر عن الوظيفة. بكل صدق ندمت لأنني عرضت المشكل على رئيس الجماعة اعتقادا مني أنه سيحل المشكل لكنه زاده تعقيدا.
لماذا عجز مبديع عن انتشال فريق المدينة من وضعيته رغم توفره على الإمكانيات المالية لإنهاء معاناة هذا النادي العريق؟
حين ترأس مبديع اتحاد الفقيه بن صالح وعد بإعادته إلى قسم الصفوة، وقال إن علاقاته ستساعده على إنجاز المهمة، لكن كلام الجموع العامة شيء والحقيقة شيء آخر. لقد كان المعطي دكير رئيسا ينفق من ماله على الفريق، صراحة «تكرفس» عليه ودفعه إلى إنفاق كل ما ملكت يداه على اتحاد الفقيه بن صالح، بعد أن تم تطويقه بأشباه مسيرين. المعطي ينتمي لعائلة ميسورة كانت تملك الحمامات والأملاك، وهو عميري أبا عن جد، لكنه عانى الكثير وأنفق الكثير من أجل الفريق دون أن يحقق حلمه لأن هناك أعداء النجاح. الاتحاد زاوية، كما يقال، وهو أكثر من فريق لكرة القدم، لقد أسسه الوطنيون وانتهى في قبضة رئيس الجماعة ومن يدور في فلكه.
هل معنى هذا أن اتحاد الفقيه بن صالح زمان أفضل بكثير من فريق اليوم رغم أن الإمكانيات المالية لم تكن متوفرة في السابق؟
حسب رواية قدماء الفريق في الثمانينات، كان اللاعبون يتقاضون منحهم وكان الاتحاد يحمل لقب قاهر الكبار، وفي الملعب البلدي للفقيه بن صالح واجه فريقين عتيدين من الاتحاد السوفياتي سابقا. الاتحاد ساهم في التعريف بالمدينة وأعطى للكرة المغربية نجوما كبارا لازالت الجماهير المغربية تتذكرهم، أبرزهم هشام عباس وبلعبيد، وبريميل والغربي والعماري واللائحة طويلة.. اليوم، بالرغم من وجود شركات عديدة في المدينة، الفريق يعاني أمام أنظار الجميع ولا من يحرك ساكنا، بينما بعض المسؤولين اغتنوا من الفريق وأصبحوا في فترة قصيرة من أغنياء المدينة وهم دخلاء عليها، حين كنت في المكتب المسير لاحظت أن محمد مبديع كان يفوض لشخصين تقديم مبالغ مالية للفريق عند الحاجة، وهما رجلا الثقة عنده، الكل في الفقيه بن صالح يعرف تاريخهما وكيف تحولا من الفقر إلى الثراء الفاحش.
ما سبب خلافك مع مبديع بعيدا عن الكرة؟
خلاف بسيط جدا لكن الجشع حوله إلى قضية، عائلتي تملك قطعة أرضية في موقع جيد بمدخل مدينة الفقيه بن صالح مساحتها ثلاثة هكتارات، قررنا تحويلها إلى تجزئة سكنية. قمنا بالإجراءات الإدارية مع مختلف المصالح، ومرت الأمور بشكل طبيعي، لكن مبديع كان له رأي آخر، حيث ظل يتماطل في التوقيع وفي كل مرة كان يجد عذرا، مرة مع الوكالة الحضرية ومرة مع التجهيز ومرة مع العمالة، وفي كل يوم كنت أحمل ملف التجزئة وأبحث عنه: تارة هو في الرباط وتارة في الكركرات، وحين يأتي إلى الفقيه بن صالح يجد مبررات لمراوغتي، حتى شعرت بأنني كمواطن لا يحق لي الاستثمار في مدينتي، فالأرض أرض والدي ومن حقنا أن نحولها إلى تجزئة حسب مشروع التهيئة الحضرية للمدينة. وكلما كنت أصطدم بالباب المسدود كان أصدقاؤه يطلبون مني مجالسته للتفاوض لكني رفضت كل المفاوضات وحتى المساومات وقررت خوض معركة حقيقية ضد لوبي الفساد في المدينة مهما كلفني الأمر من ثمن، رغم أن هذا المشكل ساهم بشكل كبير في إصابة والدي بمرض مزمن.
لكنك تعقبت مبديع واقتحمت البرلمان لتواجهه..
أتعقبه من أجل «بلادي»، من 2006 وأنا أعيش محنة، لقد وقع الترخيص في بادئ الأمر ووضعت الآليات وحين شرعت في العمل، أوقف الأشغال وبدأت محنتي معه، أتعقبه أينما حل وارتحل، لأنه أصبح الحاكم المطلق بعد أن عمر طويلا في المدينة، فمنذ سنة 1997 وهو على رأس مجالسها والمتحكم فيها، علما أنه وافد على المدينة من قلعة السراغنة. أذكر أنه حين قرر دخول الانتخابات التقيت باللاعب السابق عبد القادر العماري، وكنت حينها لاعبا في فريق الوداد البيضاوي. قال لي إن شخصا يعتزم دخول الانتخابات، وهو إطار في وزارة الطاقة والمعادن اسمه محمد مبديع، أجبته بأنني لا أعرف هذا الاسم ولم أسمع به، أي أنه كان نكرة.
غير أنه نجح في الانتخابات بدعم الساكنة..
نعم بفضل العائلات الأصيلة في الفقيه بن صالح تمكن مبديع من النجاح في الانتخابات، حيث ساندته عائلات أيت العماري وأيت محسن وأيت الدحاني، ولكن ما أن اعتلى كرسي الجماعة والبرلمان حتى داس على الذين دعموه وساندوه في بداية مشواره السياسي، واستعان بآخرين سرعان ما اغتنوا دون أن يكون لهم تاريخ.
لم تحدثنا عن اقتحامك للبرلمان..
الفضل في ذلك يعود لأحد اللاعبين الدوليين المحترفين سابقا، لا داعي لذكر اسمه، أشكره كثيرا على مبادرته حين التمست منه مساعدتي على دخول هذه المؤسسة رفقة والدي. هناك التقيت مبديع مباشرة ففوجئ بتواجدي وسط البرلمانيين والوزراء، قلت له أمام الجميع «واعطيني بلادي» فالتفت حولي كثير من السياسيين ووعدني بإنهاء المشكل يوم جمعة في ما أذكر.