هل خططت لانقلاب يطيح بالرئيس الأسبق الشرفاوي؟
علي الشرفاوي كان رئيسا للرجاء البيضاوي فرع كرة القدم، وفي الوقت نفسه رئيسا لفرع الدراجات للوداد البيضاوي، وهو ما أثار حفيظة الرجاويين الذين رفضوا هذه الازدواجية، فأعلنوا رفضهم وكنت من بين الرافضين.
لم يكن هدفي كرسي الرئاسة، لكنني كنت أحرص على البقاء إلى جانب اللاعبين، لهذا غالبا ما كان يأخذ الكلمة في الجمع لاعب منتدب من بقية اللاعبين، وغالبا ما كانت المهمة تسند إلى سعيد غاندي الذي كان يقول في جملة واحدة: نحن نؤيد معاش ونطلب منه اختيار بقية الأعضاء، بعد ذلك انتقل التصويت إلى المنخرطين.
كيف أصبحت رئيسا للرجاء البيضاوي في زمن كان المنصب حكرا على أبناء درب السلطان؟
ما كان يميزني عن باقي الرؤساء والمسيرين الرجاويين القرب من اللاعبين والمدربين، بمعنى أن العلاقة كانت أفقية. على سبيل المثال كنت، بالنسبة للاعب بيتشو رحمه الله، بمثابة الأب، فكل ما كان يملكه في الحياة جدته ومعاش، الشيء نفسه مع بينيني الذي كان يشركني في كثير من أموره الشخصية والعائلية، إضافة إلى فتحي وفاخر، وظلمي وأيت الرامي، ومخلص والعرابي واللائحة طويلة.. فضلا عن أن لي علاقات مع قدماء الرجاء أمثال ميلازو وعليوات، والروبيو وعبد السلام وغاندي وغيرهم.. عن طريق هذا الجيل تعرفت على بعض المشجعين الكبار الذين تحولوا إلى مسيرين، وأبرزهم عبد العزيز لمسيوي، منظر الرجاء وأحد المتيمين به، وإن كانت قصة عشقه للأخضر تشبه قصتي، مع اختلاف بسيط يكمن في أنه جاء من ضواحي مراكش وجئت من ضواحي فاس.
هناك رجاوي آخر قادم من سفوح الأطلس، وهو حميدو الوطني..
رغم أنني لم أتعرف عليه عن قرب لأنه توفي، فإن قصة حميدو الوطني تستحق أن تدرس، لأن محمد الخامس هو الذي كان يصر على أن يحمل هذا الرجل لقب «الوطني»، الذي يتعدى صداه محيط درب السلطان. علمت، من خلال الروايات التي تروى عنه، في علاقته مع الرجاء، أنه كان مدعما للفريق لأنه من مؤسسيه، وقيل إنه حمل اللقب لأنه ظل يحلم بوطن مستقل، فيما كان البعض ينادونه بالمسفيوي لأنه مزداد بمنطقة «مسفيوة» في الحوز، علما أن اسمه الحقيقي هو حميد بن فارس، وحمل لقب الوطني لكونه دخل دروب المقاومة الوطنية وهو يافع. قرأت سيرته وسمعت ما قاله الرجاويون عنه وأعجبت بحسه الثقافي. لقد حول بيته إلى مكتبة للتلاميذ مجانا، ومكانته في الحركة الوطنية جعلت الرجاء أيضا فريقا للمقاومة.
لماذا ارتبط الرجاء البيضاوي بهيئة المحامين؟
ببساطة، القضية متعلقة بالاستقطابات، فأنا جئت إلى الرجاء بعد أن استقطبني المعطي بوعبيد، وأنا بدوري قمت بضم عناصر أخرى للفريق، على غرار محمد الأندلسي وغيره من الأسماء.. وتحضرني الآن واقعة طريفة مع المدرب عبد القادر لخميري رحمه الله، الذي درب الرجاء وعقله مع شباب المحمدية، حيث قال لي، بعد أن انفصل عن فريقنا: لقد غادرت الرجاء المرتبط بالمحاكم وعدت إلى شباب المحمدية الذي يسير من دائرة الأمن الوطني. وجود محامين في المكتب المسير لأي فريق من شأنه توفير الحماية القانونية للنادي في كثير من القضايا التي وصلت إلى القضاء.
ما طبيعة العلاقة التي ربطتك بالجنرال حسني بن سليمان؟
أعرف أنه ينتمي إلى عائلة محافظة، وتعرفت عن قرب على شقيقه عبد الكريم بن سليمان الذي كان رئيسا للرجاء البيضاوي، وكان لي الفضل، إلى جانب الصبار والسملالي، في استقطابه للرجاء. لقد شغل مهمة أمين مال النادي، وكان من مرافقي الحسن الثاني حين كان وليا للعهد. أكثر من ذلك، فإن عبد الكريم بن سليمان ترأس ثلاثة أندية مغربية وهي الرجاء البيضاوي والاتحاد البيضاوي ثم الدفاع الحسني الجديدي، بل إن الراحل شهد، قيد حياته، مفارقة غريبة حين التقى الرجاء والدفاع الحسني الجديدي في نهائي كأس العرش في نهاية السبعينات.
لماذا ارتمى الرجاء في أحضان نقابة الاتحاد المغربي للشغل؟
لماذا لا تغير بنية سؤالك وتستفسر عن علاقة الرجاء بالنقابة؟ طيب، فرغم أن المحجوب بن الصديق من مواليد مكناس وكان عاشقا لفريق السككيين باعتباره نقابيا في قطاع السكك الحديدية، إلا أنه أحب الرجاء البيضاوي وجعل النقابة في خدمة فريق يسيطر على قلوب شخصيات في محيط زعيم نقابة الاتحاد المغربي للشغل، رغم أن مقرها يوجد في تراب معقل الوداد. وإذا كان غريمنا الرياضي، الوداد، حمل كأس العرش سنة 1970، إلى قبر مدربه، فإن الرجاء، حين فاز بأول لقب لكأس العرش في تاريخه سنة 1974، قرر مسؤولوه إهداء الكأس لأول زعيم نقابي في تاريخ المغرب، وهو المحجوب بن الصديق، الأمين العام السابق للاتحاد المغربي للشغل، وهو في زنزانته داخل سجن «اغبيلة»، في إشارة إلى ارتباط النادي بهذه النقابة العريقة التي كانت تعتبر الفريق الأخضر ذراعها الرياضي، وحين غادر المعتقل أقيم حفل على شرف الزعيم المفرج عنه، علما أن النقابة ساعدت الرجاء في بعض التنقلات بوضع حافلة الاتحاد المغربي للشغل رهن إشارة الفريق.