شوف تشوف

الافتتاحية

حماقات لا تنتهي

تواصل عقيدة العداء التي تملأ قلوب قادة الطغمة العسكرية الجزائرية نفث سمومها تجاه بلدنا بمناسبة وبدون مناسبة، هذه المرة تكفلت «مجلة الجيش» المنبر الإعلامي الرسمي للعسكر، في عمودها الافتتاحي للنيل من دولة مجاورة عبر كتابة سيناريو تاريخي مضلل يتهم المغرب بقتل البطل النوميدي يوغرطة سنة 104 قبل الميلاد، ومرحلة المؤامرة على الأمير عبد القادر في دجنبر سنة 1847 وخيانة المغرب لاستقلال الجزائر، ومهاجمة الجزائر في أكتوبر 1963، وتعفف الجزائر عن نصرة الجيش في انقلابي 1971 و1972، وأن الجزائر كانت مستهدفة دائما من المغرب لزعزعة استقرارها وتهديد أمنها، جراء مواقفها الثابتة وقراراتها السيادية الرافضة لكل الإملاءات.
حماقات قادة قصر المرادية لن تنتهي في الأجل المنظور إلا بنهاية مسار جيل مليء قلبه بالأحقاد، ولذلك اختار المغرب عدم مجاراة طينة من المسؤولين لا يملكون من شرعية سوى مهاجمة بلدنا وتحويل كل ما قدمه المغرب لجاره الشرقي من دعم سياسي منذ الاستقلال إلى دسائس ومؤامرات لا توجد سوى في أذهان حكام الجزائر.
وحينما يختار المغرب مواجهة الحماقات والكوميديا السمجة بالانحياز إلى لغة الصمت فهو لا يفعل ذلك جبنا أو خوفا من المواجهة وإدخال المنطقة إلى عالم المجهول، بل لأنه لا يريد أن يمنح للطغمة العسكرية فرصة للاستمرار  في لعب دور الضحية على رأس السلطة بلباس مدني تحت ذريعة وهم الخطر المغربي والعدو الخارجي الذي اعتاد عسكر الجزائر الاختباء وراءه للاستدامة في الحكم منذ الاستقلال.
قلناها مرارا وسنكررها بدون ملل، نجاحات المغرب على المستوى التنموي والدبلوماسي والسياسي والأمني تصيب حكام الجزائر بالسعار وتخرجهم عن طوعهم وتدفعهم إلى المقامرة بالسلم والأمن الدوليين بشمال إفريقيا، ونحن نتوقع منهم المزيد من الحماقات لأنه ليس لهم من خيار سوى مواجهة المغرب بالتهديدات والتحرشات، فليس لهم القدرة ولا الإرادة ولا الشرعية السياسية التي تؤهلهم لمجاراة المغرب في مسار تطوره السياسي وبناء نموذجه التنموي وفرض نفسه كفاعل دولي يحظى باحترام الخصوم قبل الأصدقاء.
للأسف لا نملك قدرة على تغيير القدر الجغرافي الذي يجمعنا مع جار يحكمه أشخاص غير أسوياء، لكن نملك أن نجعل القدر في مصلحتنا بمزيد من التنمية والتقدم والنجاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى