حسن البصري:
نعود لقضية التحرش التي عرفها المنتخب النسوي للملاكمة، ما نصيحتك للملاكمات؟
القضية أخذت أبعادا كبرى، وتم تعيين لجنة للتحقيق في الموضوع حيث تم الاستماع للملاكمات والمدرب المعني، قلت الحقيقة كما عاينتها لهذا غضب مني بعض المسؤولين الذين كانوا يودون لو قلت كلاما يدين المؤطر، علما أن هذا الشخص كان يحضر في تداريب المنتخب كلما اقترب موعد التحضير للألعاب الأولمبية ولم أسجل عليه أي تصرف غير مسؤول، لو بدر منه سلوك غير مقبول لما ترددت في فضحه.
ما رسالتك للملاكمات بخصوص التحرش الجنسي؟
أريد أن أقول لكل ملاكمة إن التقرب من المدرب لا يمنحك امتيازا في الفريق الوطني، وأن البقاء في المنتخب والمشاركة في البطولات الخارجية لا يتأتى بالقرب من مدرب، «ذراعك» والحلبة هما الكفيلان بصنع مسارك كبطلة، هذه حقيقة يجب على جميع الفتيات فهمها جيدا حتى لا تختلط الأمور.
في بعض التسريبات قيل إن المدرب المعني كان يحتفظ بالميزان في غرفته، وكل بطلة مطالبة بدخول الغرفة للخضوع لعملية الوزن بشكل يومي والتي تتم بأقل ما يمكن من لباس..
أولا عملية الوزن تتم بشكل عادي أي بارتداء الملاكم أو الملاكمة للبذل الرياضية، علما أن أغلب الملاكمين يملكون ميزانا خاصا بهم لتتبع وضعيتهم بشكل يومي. ثانيا الميزان الذي تحدثت عنه بعض التسريبات الصوتية لبطلات لم يكن في غرفة المدرب بل كان في غرفتي، وحين أعود إلى بيتي يتحول الميزان لغرفة البطلة زهرة الزهراوي، عادة تطرق بابي بطلة من أجل الوزن وحين لا تجدني تتوجه عند زهرة ومن يبحث عن أشياء أخرى يطرق بابا آخر.
دعا رئيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة لاجتماع موسع من أجل مناقشة مشكل التحرش الجنسي على خلفية شكايات بعض البطلات، ماذا دار في هذا الاجتماع؟
عندما أصبحت قضية التحرش الجنسي قضية رأي عام، وتم تناولها على نطاق واسع في المنابر الإعلامية، دعا جواد بلحاج، رئيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، جميع مكونات الملاكمة لاجتماع طارئ لمناقشة الموضوع بكل شفافية، حضره كل ملاكمي المنتخب المغربي ذكورا ونساء والمؤطرون والمسيرون ورؤساء العصب، وكان النقاش والحوار شفافا بين الجميع، بل إن المعنيات بالتحرش كن حاضرات أمام الرئيس ومكنهن من الكلام بكل وضوح أمام الجميع بعيدا عن التسريبات، ولا واحدة قالت إنها ضحية تحرش كل ما قيل من تصريحات كان يدور حول الموضوع دون اتهامات صريحة بأدلة دامغة.
من الأخطاء التي ارتكبتها خديجة في مسارها رفضها عرضا للاحتراف خارج الوطن، حدثينا عن هذا العرض..
تلقيت عرضين للاحتراف وحمل جنسية بلد آخر، العرض الأول جاءني من الولايات المتحدة الأمريكية والثاني من إسبانيا. لقد طلب مني أن أغير مساري وأدخل عالم الاحتراف وأمثل دولة أخرى غير بلادي، لكنني رفضت كما كنت أرفض من قبل كل محاولة للهجرة السرية أو العلنية، لأنني راضية بقسمتي ونصيبي، ولأنني سيدة بيت متزوجة ولي بنات أسعد برؤيتهن. لذا التفكير في تغيير الجنسية أو استبدال المنتخب غير وارد في دماغي أصلا، الحمد لله المغرب وفر لي إمكانيات تجعلني أعيش عيشة راضية ولازالت بعض الأحلام تنتظر التحقيق إن شاء الله.
هل أعطتك الملاكمة ما كنت تنتظرين منها؟
لقد أعطيت الملاكمة ولازالت أعطي، وكلي أمل في أن أنهي مساري وقد حققت ما أصبو إليه. الملاكمة منحتني حب الناس، مكنتني من التعرف على عادات وشعوب عديدة، أعطتني مكانة في المجتمع، الحمد لله على كل ما وصلت إليه سواء تقنيا ورياضيا أو اجتماعيا. لكنني أنتظر التفاتة من مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين.
كيف؟
ألتمس من سعيد بلخياط والمكتب التنفيذي لمؤسسة محمد السادس مساعدتي على تدريس بناتي، هذا هو مطلبي لأنني أريد أن أستثمر في تعليمهن. أنا لا أبحث عن منافع مالية لأنني أعلم أن بإمكاني الصراع من أجل تأمين مستقبل أسرتي الصغيرة، وتدبير شؤونها ومتطلباتها، لكن الجميع يعرف أن تكلفة التمدرس الجيد والخصوصي تتجاوز أحيانا طاقتي، هذا هو الملتمس الذي أوجهه عبر منبركم لبلخياط الذي أقدر جهوده المبذولة لفائدة الرياضيين الدوليين الذين رفعوا راية المغرب خفاقة في المحافل العالمية.
هل بكيت وأنت تتابعين الألعاب الأولمبية لطوكيو من الدار البيضاء؟
نعم لم أشعر إلا ودموعي تنهمر من عيني، من الصعب على بطل يتابع بطولة عالمية وهو يغيب عنها اضطراريا، ويعلم أنه قادر على الظفر بميدالية. لقد نسيت كل شيء وقلت في قرارة نفسي إن المستقبل ينتظرني وقد يحمل لي ألقابا تأخرت في الظفر بها.
من دعمك في محنتك؟
دعمني زوجي ووالدي ووجدت السند من الجامعة الملكية المغربية للملاكمة واللجنة الأولمبية الوطنية، ومن زميلاتي وكل من تربطه بخديجة علاقة ود وإخاء. لقد اجتمعوا معي بعد الأولمبياد ورفعوا معنوياتي حتى لا أنهار، كان موقفهم ينم عن رغبة في ترميم معنوياتي حتى أستعد للملتقيات المقبلة بروح معنوية عالية.
لكن، في نظري، الحزن الأكبر هو الذي أعقب خسارتك لميدالية في أولمبياد ريو دي جانيرو، لقد كنت على مرمى حجر من البوديوم، أليس كذلك؟
فعلا، كلما كنت أعيد شريط تلك المباراة المشؤومة أبكي، ليس لخسارتي رهان الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو البرازيلية، بعدما أقصيت أمام الكازاخستانية داريغا شاكيموفا، وتوديعي المنافسات من ربع النهائي، لكني أبكي لظلم التحكيم في تلك المواجهة، وأنا أمثل المغرب من أجل إحراز ميدالية ثانية لكن لم يكتب لي ضمان ميدالية برونزية، ما أبكاني هو ضياع مجهود سنوات في دقائق. كانت هزيمتي مدبرة لكنني استفدت من درس البرازيل، والدليل على المؤامرة أن شريط تلك المنازلة حذف من اليوتوب لأسباب لا يعلمها إلا الذين مسحوه.