طنجة: محمد أبطاش
أعلنت السلطات المختصة بطنجة أن الحريق، الذي اندلع بإحدى غابات جماعة تاغرامت التابعة لإقليم الفحص-أنجرة، تسبب، إلى غاية عشية أول أمس الخميس، في فقدان نحو 130 هكتارا مكونة أساسا من البلوط الفليني وبعض أنواع الصنوبر.
وحسب المعطيات الصادرة عن هذه السلطات، فإنه، مباشرة بعد إعطاء الإنذار، تمت تعبئة كل الفرقاء على المستوى البري والجوي من أجل السيطرة على الحريق، معلنة أنه «لم تتم بعد السيطرة بشكل كامل على الحريق». وأضافت السلطات أن فرق التدخل المكونة من عناصر الوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة والدرك الملكي والمياه والغابات والسلطات المحلية ما زالت مجندة بعين المكان، موضحة أن التدخلات البرية مؤازرة جوا بثلاث طائرات «كنادير» تابعة للقوات الملكية الجوية و3 طائرات «توربو تراش» تابعة للدرك الملكي.
وبعد أن اعتبرت السلطات أن الحريق يصنف في هذه اللحظة «من الحجم المتوسط وليس من الحجم الكبير»، أشارت الى أن آخر المعطيات تشير إلى أنه «لم يتم احتواء الحريق بصفة نهائية، إذ ما زالت هناك بؤرتان صغيرتان يمكن أن تتأججا في حالة هبوب رياح قوية على المنطقة».
وحسب المعطيات نفسها، فإن فرق التدخل تتوخى الحيطة والحذر وتواصل بذل الجهود الممكنة تحت إشراف مركز القيادة الذي أقيم بتاغرامت على أمل «احتواء الحريق بشكل نهائي خلال الساعات المقبلة».
إلى ذلك، نبهت مصادر إلى أنه من الضروري العمل على تشكيل المزيد من اللجان قصد رفع منسوب التحسيس، سيما وأن لجنة مختلطة مكونة من السلطات المحلية لطنجة، ومصالح المياه والغابات والمصالح الوصية على البيئة وكذا السلطات المنتخبة كل حسب نفوذه الترابي، زارت، أخيرا، عددا من الغابات بمدينة طنجة ونواحيها، وذلك في إطار وضع استراتيجية جديدة لمكافحة الحرائق التي تشهدها الغابات المحلية خلال الفترات الصيفية، سواء بفعل متعمد أو لأسباب طبيعية كارتفاع درجات الحرارة وغيرها.
وبالموازاة مع ذلك، وجهت تعليمات إلى عمالات بأقاليم الجهة بغرض العمل على تشكيل مثل هذه اللجان، خاصة بالعرائش وشفشاون الحسيمة، قصد القيام بحملات تحسيسية مبكرة، فضلا عن العمل على تحديد النقاط السوداء المشكلة للحرائق بالجهة، حتى يتسنى تحديدها، أو العمل على تكليف عمال الإنعاش وحراس المياه والغابات إضافة للموارد البشرية التي من شأنها حماية هذه الغابات من الحرائق، وكذا تكثيف الدوريات، ووضع آليات للوقاية المدنية بجانب بعض الغابات تحسبا لأي طارئ على غرار السنة الماضية.