كشفت وثيقة سرية مسربة لألمانيا الاستعدادات التي تقوم بها هذه الأخيرة للحرب العالمية الثالثة والتهديدات المتزايدة، خاصة بعد إطلاق روسيا صاروخا باليستيا فرط صوتيا متوسط المدى من طراز «أوريشنيك» على منشأة عسكرية أوكرانية في مدينة دنيبرو.
وثيقة ألمانية مسربة
تسريبات من وثيقة سرية مكونة من ألف صفحة، تكشف أن أوروبا تأخذ تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على محمل الجد، حيث أشارت إلى قيام ألمانيا بإعداد «خطة عمليات»، في حال اندلاع حرب مع روسيا، بينما أصدرت دول أوروبية أخرى كتيبات حرب للمدنيين، بعد التطورات الكبيرة في الحرب الأوكرانية، بإطلاق صواريخ غربية بعيدة المدى، ورد موسكو بصواريخ باليستية فرط صوتية قادرة على حمل رؤوس نووية.
وبعد يوم من كشف تقارير غربية أن ألمانيا ستتحول إلى نقطة انطلاق لحلف شمال الأطلسي، إذا اتسعت رقعة الصراع الراهن، فقد قالت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، إن بلادها «لن تُرهب» بتصريحات الحرب العالمية الثالثة، وقرار بوتين بتوسيع احتمالات اللجوء إلى ورقة الردع النووي.
ووفقا للوثيقة المسربة، التي ظهرت لأول مرة في صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج»، والتي حملت عنوان: «خطة العمليات»، فإنه يمكن لألمانيا استضافة مئات الآلاف من قوات دول الناتو، وستكون بمكانة مركز لوجستي، لإرسال كميات ضخمة من المعدات العسكرية والأغذية والأدوية نحو الجبهة.
وكان تقرير لصحيفة «دير شبيغل» قد ذكر، قبل فترة، أن ما يصل إلى 800 ألف جندي من دول الناتو يمكن أن تستضيفهم ألمانيا أثناء انتقالهم إلى مواقعهم في الشرق، في إشارة إلى الجبهة الروسية.
كما كشفت الوثيقة أن الجيش الألماني قام أيضا بإرشاد الشركات والمدنيين حول كيفية حماية البنية التحتية الرئيسية والتعبئة للدفاع الوطني، متصورا وضعا تقوم فيه روسيا بتوسيع هجمات الطائرات بدون طيار وعمليات التجسس والهجمات التخريبية في جميع أنحاء أوروبا.
وتم بالفعل تقديم النصح للشركات على الأراضي الألمانية بوضع خطط للأزمات، توضح بالتفصيل مسؤوليات الموظفين أثناء حالات الطوارئ، والتي تشمل توجيهها لتخزين مولدات الديزل أو تركيب توربينات الرياح، لضمان استقلال الطاقة.
ووفقا للخطة الألمانية، تدرج جميع مرافق البنية التحتية التي تستحق حماية خاصة، وتحتوي أيضا على إجراءات للدفاع أو «تدابير لردع روسيا على الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي».
وعلى مدار العام، أكد المسؤولون العسكريون الألمان مرارا وتكرارا ضرورة الاستعداد لصراع عسكري مع روسيا، وعلى وجه الخصوص، صرح بوريس بيستوريوس، وزير الدفاع، بذلك في عدة مناسبات.
وفي يوليوز، ذكرت صحيفة «بيلد» أن الجيش الألماني قد وضع خطة سرية تحدد ترتيب العمل العسكري والمدني، في حال الحاجة إلى نقل قوات الناتو إلى الجناح الشرقي للحلف.
تدريبات للمدنيين
وفقا للتقرير، شهدت غرفة تجارة هامبورغ أول إشارة فعلية، حيث قدم اللفتنانت كولونيل يورن بليشكي نصيحة ملموسة إلى الشركات، قائلا: «من بين كل مائة موظف، قم بتدريب ما لا يقل عن خمسة سائقي شاحنات إضافيين لا تحتاج إليهم». والسبب في هذا الإجراء هو أن «70 في المائة من الشاحنات التي تسير على طرقات ألمانيا يقودها مواطنون من أوروبا الشرقية، وبالطبع إذا اندلعت حرب هناك فقد يغادرون على الفور».
وقال الجيش الألماني لصحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج» إن «جميع قيادات الدولة مكلفة بالتنفيذ». ويؤيد مالتي هاين، المدير العام لغرفة التجارة، هذا النهج، وقال: «نحن بحاجة إلى زيادة الوعي بمدى أهمية الاقتصاد الجيد والمرن للدفاع المدني والعسكري في ألمانيا».
كما أشارت الوثيقة إلى أن برلين كانت تجهز طريقة لنقل 200 ألف مركبة عسكرية عبر الأراضي الألمانية، إذا قرر الحلف توحيد جهوده مع أوكرانيا.
فنلندا وواجب الدفاع الوطني
ذكَّرت فنلندا مواطنيها «بواجب الدفاع الوطني» وأطلقت أخيرا موقعا معلوماتيا جديدا، بينما وضعت السويد دليلا مفصلا حول كيفية البحث عن مأوى، وما يجب فعله في حال وقوع هجوم نووي.
ومن بين ما جاء في كتيبات التعليمات الخاصة بالحرب عن جارتي فنلندا في منطقة البلطيق، النرويج والدانمارك، وضع قوائم مرجعية للإمدادات الغذائية والأدوية التي يجب أن يكون السكان جاهزين لها.
استعدادات الناتو
تأتي استعدادات ألمانيا في أعقاب تدريبات للناتو شملت إرسال منشورات ورسائل بريد إلكتروني إلى ملايين المنازل، تتضمن نصائح حول البحث عن مأوى وتخزين الإمدادات والتدريب العسكري الأولي.
وأعلن روب باور، رئيس اللجنة العسكرية في حلف «الناتو»، أخيرا، أن الحلف مستعد لصراع محتمل مع روسيا، حيث قال في مقابلة مع صحيفة وزارة الدفاع الأوكرانية: «هل نحن مستعدون؟ الجواب هو نعم! هذه هي مهمتنا الرئيسية، أن نكون جاهزين».
وفي الآونة الأخيرة، أجرى حلف شمال الأطلسي أكبر مناورة مدفعية له على الإطلاق على بعد 70 ميلا فقط من الحدود، حيث يختبر الجيش البريطاني ما وصفه القادة العسكريون بأنه سلاح «يغير قواعد اللعبة»، في إشارة إلى نظام مدفعية آرتشر. وتستضيف فنلندا، التي انضمت إلى التحالف العسكري العام الماضي، ما يصل إلى 3600 جندي من 28 دولة للمشاركة في التدريبات.
وبدأت التدريبات بالذخيرة الحية في منطقة لابلاند الشمالية، وهي جزء من سلسلة من التدريبات، ومن المقرر إجراء المزيد منها في إستونيا وألمانيا ورومانيا وبولندا.
يستغل الجيش البريطاني الفرصة لاختبار مدافع آرتشر عيار 155 ملم، ويمكنه إطلاق قذائف شديدة الانفجار، أو ذخائر موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي(GPS) ، وضرب أهداف على بعد 30 ميلا. وقد وصفت القوات البريطانية هذا السلاح بأنه سيغير قواعد اللعبة في ساحة المعركة.
مساعدات أمريكية
في الوقت نفسه، من المقرر أن تزود الولايات المتحدة الجيش الأوكراني بشحنات من الألغام الأرضية، لإبطاء تقدم القوات البرية الروسية، بينما يقوم الجيش الروسي بالفعل بتدمير الخطوط الدفاعية الأوكرانية في دونيتسك.
ويشير توفير الولايات المتحدة لأنظمة ATACMS لأوكرانيا لتوجيه ضربات في روسيا، إلى جانب شحنات الألغام المضادة للأفراد، إلى أن إدارة جو بايدن تسعى جاهدة إلى ترك أوكرانيا في أفضل وضع ممكن، قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وهناك مخاوف متزايدة من أن ترامب قد يدفع من أجل وقف سريع لإطلاق النار، يتطلب من أوكرانيا التنازل عن أجزاء كبيرة من أراضيها، وهو احتمال يترك الجانبين يتقاتلان من أجل الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي، لتعزيز موقفهما قبل المفاوضات.
روسيا ترد
في تعليقها على تصريحات أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، في يوليوز، والتي قالت فيها إن روسيا تشكل أكبر تهديد للأمن في أوروبا، قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن هذا ليس سوى «هراء وحشي».
وأعربت عن أملها في أن يدرك السياسيون في ألمانيا أخيرا الطريق المسدود والنتائج العكسية لخطهم المناهض لروسيا، وخطره على بلادهم.
وبعد أول استخدام لصاروخ باليستي فرط صوتي قادر على حمل رؤوس نووية، في المعارك ضد أوكرانيا، قال الكرملين إنه «على ثقة» من أن الولايات المتحدة «فهمت» رسالة الرئيس فلاديمير بوتين.
وفي كلمته التي بثها التلفزيون الروسي، قال بوتين إن النزاع في أوكرانيا اتخذ الآن «طابعا عالميا»، محذرا الغربيين من أن روسيا «مستعدة لكل السيناريوهات». وقال أيضا إن موسكو تحتفظ بالحق في ضرب الدول الغربية، التي تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب الأراضي الروسية.
واتهمت موسكو كييف بمهاجمتها مرتين، الأسبوع الماضي، بصواريخ غربية استهدفت الأراضي الروسية، وهو ما تعتبره روسيا خطا أحمر، والتي قد تدافع عنها عن طريق الردع النووي، بعد تحديث عقيدتها في هذا المجال.
وثيقة مسربة تكشف خطط بوتين
تمكن قراصنة من الاستيلاء على وثائق سرية يُزعم أنها موجهة إلى مكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتتحدث عن استعدادات لحرب عالمية ثالثة.
ووفقا لصحيفة «ذا صن» البريطانية، تشير هذه الوثائق التي وصفتها بـ«الحكومية»، لكن لم تؤكدها موسكو أو تنفيها، إلى أن «فلاديمير بوتين يستعد لشن حرب عالمية ثالثة».
وكان قد قال مركز المقاومة الوطنية الأوكراني إن قراصنة اعترضوا الوثائق عبر البريد الإلكتروني، وهي تحدد خطة من خمس خطوات سيتم طرحها بعد الانتخابات الرئاسية التي ستجرى، الأسبوع المقبل، وفق ما نقلته الصحيفة.
وفي رسالة يُعتقد أنها موجهة إلى بوتين، اقترح فياتشيسلاف فولودين، رئيس مجلس الدوما (البرلمان)، سياسات لولاية بوتين المقبلة من شأنها أن «تغرق أوروبا على الأرجح في الحرب».
وتكشف الوثيقة عن خمس أفكار رئيسية، تتمثل في «تأميم الصناعات الرئيسية، والزيادة الهائلة في الرقابة، وسحق المعارضة، والتخلص التام من التغريب في روسيا، وتصدير الفوضى إلى مختلف أنحاء أوروبا».
وجاء في نص الرسالة: «بعد انتهاء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا وسقوط نظام كييف، فإن المواجهة بين روسيا والغرب لن تتوقف، بل ستشتد».
وانتقدت الوثيقة أيضا معاهدة بريست ليتوفسك «المخزية»، وهي معاهدة السلام الموقعة عام 1918 بين روسيا السوفياتية والقوى المركزية، والتي أنهت مشاركة روسيا في الحرب العالمية الأولى.
وبموجب شروطها، فقدت روسيا السيطرة على أوكرانيا، وبولندا، وبيلاروسيا، ومقاطعات البلطيق؛ الآن ليتوانيا، ولاتفيا، وإستونيا، ومقاطعتي كارس وباتوم في القوقاز.
وشددت الرسالة على «ضرورة إلغاء المعاهدة»، الأمر الذي قد يعرض تلك الدول للخطر.
وكان بوتين قال في مقابلة مع الوكالة والتلفزيون الرسمي إنه إذا أجرت الولايات المتحدة تجارب نووية، فإن روسيا قد تفعل الشيء نفسه، مشددا بالقول: مستعدون لاستخدام الأسلحة النووية، في حال وجود أي تهديد لروسيا.
وأضاف أن روسيا مستعدة من الناحية العسكرية والفنية لحرب نووية، لكن «ليس كل شيء يدفع باتجاهها» في الوقت الحالي.
وفي رده على سؤال بشأن «اتفاق شرف» مع الغرب، قال بوتين إن روسيا لا تثق في أحد وتريد ضمانات موقعة.
روسيا تؤكد استعدادات الغرب
أكدت الاستخبارات الخارجية الروسية أن الغرب يخطط لإرسال 100 ألف ممن يسمونها بقوات حفظ السلام إلى أوكرانيا، مشيرة إلى أن الأراضي الأوكرانية معرضة للاحتلال الفعلي والتقسيم بين رومانيا وبولندا وألمانيا وبريطانيا، فيما يبدو كبادرة تنذر ببدء شرارة الحرب العالمية الثالثة بالفعل.
وجاء في بيان المكتب الصحافي للاستخبارات الخارجية الروسية: «سيحتاج الغرب إلى احتلال أوكرانيا بشكل فعلي من أجل مواجهة التحديات، ومن الطبيعي أن يتم ذلك تحت ستار نشر «قوات لحفظ السلام» في الدولة، وقد تم تحديد الأراضي التي سيتم تقسيمها بين المحتلين: ساحل البحر الأسود – رومانيا، والمناطق الغربية من أوكرانيا- بولندا، والمناطق الوسطى والشرقية- ألمانيا، والمناطق الشمالية بما في ذلك منطقة العاصمة – بريطانيا».
وأوضح البيان: «في المجموع، من المخطط إدخال 100 ألف ممن تسمى بـ«قوات حفظ السلام» إلى أوكرانيا».
فيما أعلن المكتب الصحافي لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسية أن حلف «الناتو» يميل بشكل متزايد إلى تجميد الصراع الأوكراني، بسبب عدم وجود آفاق لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا. وجاء في البيان الصادر عن الاستخبارات الخارجية الروسية: «في سياق الافتقار الواضح للأمل بإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة، يميل حلف «الناتو» بشكل متزايد إلى الحاجة لتجميد الصراع الأوكراني، وينظر الغرب إلى هذا السيناريو باعتباره فرصة لاستعادة القدرات القتالية للقوات الأوكرانية، وتجهيز كييف بشكل كامل للانتقام».
وبحسب البيان، يقوم حلف «الناتو» بإنشاء مراكز تدريب في أوكرانيا، يتوقع أن يتم من خلالها حشد ما لا يقل عن مليون أوكراني للتعبئة.
مخابئ وملاجئ
سارع أغنياء العالم إلى تجهيز مخابئ استعدادا للحرب العالمية، كونها حربا نووية بامتياز، ووجدنا على سبيل المثال أن الملياردير الأمريكي، مارك زوكربيرغ، صاحب «فيسبوك»، قد اشترى أرضا في جزيرة هاواي بالمحيط الهادئ بقيمة 170 مليون دولار، ليبني مجمعا شاملا ومُحصنا ضد أي انفجارات نووية، المجمع يشمل تربية حيوانات ومصادر مياه عذبة، ونفقا محصنا، يضمن العيش فيه لفترات طويلة حتى انقشاع الغبار النووي.
وسار على دربه عدد كبير من الأغنياء، بينما هناك دول بدأت في الاستعداد، بإنشاء ملاجئ، وتجهيز الملاجئ التي كانت موجودة بالفعل، مثل سويسرا التي تضم 8 ملايين و600 ملجأ، مجهزة للاختباء فيها وقاية من الغبار النووي في حال استفحال الحرب العالمية الثالثة، وأن هذه الملاجئ أنشئت عقب الحرب العالمية الثانية، وأصبحت مطلبا جوهريا في سبيعنيات القرن الماضي.