سمعنا كثيرا عن دور حبوب الخميرة في زيادة وزن الإنسان، لكن سمعنا أيضا عن أشخاص استعملوا هاته الحبوب من أجل الوصول لهذه الغاية فتفاجؤوا، بعد أسابيع قليلة، بنتيجة عكسية إثر فقدانهم لكيلوغرامات كثيرة من وزنهم.. فما هي حبوب الخميرة؟ وما هي حقيقة العلاقة التي تربط بينها وبين وزن الإنسان؟ وهل لتناول هذه الحبوب أعراض جانبية على صحته؟ أسئلة وأخرى سنحاول الإجابة عنها اليوم.
حبوب الخميرة هى كائن حي دقيق وحيد الخلية، تُستخدم فى كثير من الصناعات الغذائية كمكمّل غذائي ذي فوائد وقيمة عالية، كما أنها تستخدم في صناعة الكثير من الأطعمة كالخبز والمعجنات والياغورت. وحبوب الخميرة كمكمل غذائي يعتبر غنيا بالكثير من العناصر الغذائية الهامة، مثل الكروم، السيلينيوم، البوتاسيوم، الحديد، الزنك، الماغنسيوم وسبعة أنواع من الفيتامين (باء هي باء 1 و2 و3 و5 و6 و7 و9).
لحبوب الخميرة استخدامات علاجية كثيرة، وبالتحديد تجاه الجهاز الهضمي، فهي فعالة جدا في علاج الإسهال الناتج عن استخدام المضادات الحيوية، وتقاوم متلازمة القولون العصبي والتهاب القولون بسبب العدوي البكتيرية، كما أن لها فوائد أخرى صحية للجسم بشكل عام، حيث تساهم في إمداده بالطاقة وتقوية الجهاز المناعى والجهاز العصبى، ثم العناية بالشعر والجلد لكونها غنية بالفيتامينات والمعادن، وهو ما يجعلها حاضرة بقوة في مُستحضرات العناية بالبشرة.
وللذين يعانون من داء السكري، فحبوب الخميرة تجعلهم يخفضون من جرعات الدواء التي يتناولونه، لاحتوائها على عنصر الكروم الذي يزيد من هرمون الأنسولين، وبالتالى يقلل معدل الجلوكوز بالدم. ثم إن حبوب الخميرة تُخفض نسبة الكولسترول والدهون الضارة التي تؤدي لتصلب الشرايين وأمراض القلب، عن طريق عنصر الكروم أيضاً. ولا يمكن إغفال دورها في علاج أمراض الجهاز التنفسي، مثل ضيق التنفس والأنفلوانزا، وكذلك في علاج أعراض مرضية أخرى، كفقدان الشهية وحب الشباب واضطرابات الدورة الشهرية.
أما بخصوص علاقة حبوب الخميرة بزيادة أو خفض وزن الإنسان، فالعجيب في الأمر أنها تُستعمل للغرضين معا، لكن ينبغي على الراغبين في تحقيق الهدف الأول، الاحتياط لكون استعمال هاته الحبوب قبل الأكل يُمَكِّن فعلا من ربح كيلوغرامات إضافية، مع المواظبة على استهلاكها لكونها تُهيئ الأمعاء من أجل امتصاص أكبر للمواد الغذائية المطحونة داخل المسالك الهضمية للإنسان، غير أن تناول حبوب الخميرة بعد الأكل لن تكون له نتائج على زيادة الوزن، بل على العكس من ذلك قد يلمس الشخص في حالة الاستهلاك البعدي لها وبشكل مستمر، انخفاضا ملحوظا في وزنه.
لا توجد آثار جانبية خطيرة لتناول الخميرة، إلا أنها قد تتسبب أحياناً في بعض الانتفاخات والغازات، كما يجب تجنبها تماماً في حالة الحساسية. كما أن حبوب الخميرة، وعلى الرغم من احتوائها على معدلات مهمة من فيتامين (باء) بأنواعه، إلا أنها لا تتوفر على (باء 12). لذا يجب على الراغبين في زيادة أوزانهم باعتماد حمية غنية بحبوب الخميرة، الحرص على تناول الفيتامين المذكور لأن نقصه يسبب الإصابة بالأنيميا.
تتواجد الخميرة بأشكال كثيرة، فهي إما سائلة، على هيئة بودرة، أو على شكل حبوب. وتتراوح الجرعة اليومية من الخميرة ما بين ملعقة وملعقتين تضاف إلى الطعام أو يتم تناولها على شكل حبوب. وعلى الرغم من كون استهلاكها لا يُعرض الإنسان لأعراض جانبية تدعو للقلق، إلا أن استشارة الطبيب تبقى مُحبَّذَة، وخاصة للمرضى الذين يتناولون أدوية بعينها، كمضادات الاكتئاب والضغط المرتفع ومضادات الفطريات، لاحتمال حدوث تفاعلات بين هاته الأدوية والخميرة داخل جسد الإنسان. كما ينبغي على الذين يتناولون أدوية السكري الاحتياط لكون حبوب الخميرة تؤدي إلى هبوط حاد في معدل السكر في الدم.