كشف مصدر طبي بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان، مساء أول أمس الأحد، أن حالة الطفل الرضيع الذي بلع حبة فول السوداني «كاوكاو» في غفلة من والديه، ما تسبب في اختناقه ودخوله غرفة الإنعاش، تجاوزت الخطر بشكل تام، وتم نزع أجهزة التنفس الاصطناعي عن جسمه، ما خلف حالة ارتياح في صفوف الطاقم الطبي المختص، الذي أشرف على عملية إنقاذ حياته، فضلا عن فرحة كل الأطقم التمريضية والإدارية بالمؤسسة الاستشفائية المذكورة، بنجاح التدخلات الطبية، رغم المؤشرات غير المطمئنة عند استقبال الرضيع بالمستعجلات.
واستنادا إلى المصدر نفسه، فإن تفاصيل عملية الإنقاذ المعقدة، تعود عندما استقبلت مصلحة المستعجلات بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان، رضيعا يعاني من اختناق شديد في التنفس، حيث تم توجيهه من واد لو ضواحي المدينة، دون أن يعلم أفراد عائلته أسباب معاناته المفاجئة مع اختناق حاد كان يهدد بمفارقته الحياة في أي لحظة.
وأضاف المصدر عينه أن الطاقم الطبي الذي أشرف على الكشف عن حالة الرضيع، استبعد أن يكون للأمر علاقة بتعفن على مستوى الجهاز التنفسي، بعد استفسار العائلة عن معاناة الرضيع سابقا مع صعوبات في التنفس، وتأكيد والديه على أنه كان يعيش بشكل طبيعي ولم يعاني سابقا من أي مرض، ليتم بعدها إخضاعه للفحص بجهاز السكانير حيث تبين وجود جسم غريب بجهازه التنفسي.
وحسب المصدر ذاته، فإن الطاقم الطبي فكر في بداية الأمر في توجيه الرضيع للمستشفى العمومي بالرباط، من أجل إنقاذ حياته، بتدخل جراحي لإزالة الجسم الغريب، وذلك لأن العملية الجراحية المذكورة دقيقة جدا، وتحتاج مختصين في المجال، فضلا عن بعض التجهيزات الطبية التي تساعد على إزالة الأجسام الغريبة من الجهاز التنفسي.
وقال سعيد العباري، الذي يشتغل كطبيب مختص في التخدير والإنعاش بمستشفى سانية الرمل بتطوان، إن حالة الرضيع أثرت في نفوس جميع الأطباء والممرضين، حيث تم ربط الاتصال من قبل الدكتور كريم كعموش رئيس قسم الإنعاش والتخدير بتطوان، بالمستشفى الجهوي بطنجة، في موضوع إنقاذ حياة الرضيع وإمكانية التوجيه، لكن بعد دقائق قليلة من الاتصال المذكور، ظهر تطوع كل من البروفيسور إسماعيل لبيب المختص في التخدير والإنعاش، والبروفيسور إحسان العلوي المختص في الجراحة الصدرية، وانتقالهما لمستشفى تطوان بشكل مستعجل للإشراف على العملية الجراحية.
وأضاف العباري أن العملية الجراحية تمت بمستشفى تطوان بنجاح، حيث تمت إزالة حبة الفول السوداني «الكاوكاو» التي بلعها الرضيع، فضلا عن إزالة قطعة فولاذية صغيرة جدا كانت رفقتها، وهو الشيء الذي أعاد الحياة للرضيع، وشرع يتنفس بشكل طبيعي، وتم فصل جسمه عن أجهزة التنفس الاصطناعي، وهو الآن في حالة صحية مستقرة والحمد لله.
وحذر أطباء من إهمال الأسر مراقبة أطفالهم، وضرورة الانتباه لألعابهم التي يجب أن تتناسب وسن الطفل، فضلا عن الانتباه لما يتم تناوله من قبل الأطفال الصغار والرضع، بسبب مخاطر بلع أشياء غريبة أو فواكه أو مكسرات وغيرها، واستقرارها بالجهاز التنفسي، ما يهدد حياة الطفل نتيجة الاختناق وصعوبة التنفس، والحاجة لتدخل طبي مستعجل من أجل الإسعاف والإنقاذ.
تطوان: حسن الخضراوي
