شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

حالات تلبس

حسن البصري

بعد انتهاء أولمبياد ذوي الهمم، شرع المتتبعون للشأن الرياضي في وضع مقارنات بين الأبطال الأسوياء الذين صرفت من أجلهم الميزانيات، وأبطال من ذوي الاحتياجات الخاصة كانوا موضع تجارب في ترشيد النفقات.

انتهت الألعاب الأولمبية باريس 2024 ولازالت موادها قابلة للاشتعال، في ظل ما أسماه الصحافي المصري محمد الراعي «مئة مليون ناقد رياضي»، يمارسون النقد قبل وأثناء وبعد المنافسات ثم يحشونه أحيانا بصلصة التنمر.

لازالت الملاكمة المصرية يمنى عياد تقضي أيام ما بعد الأولمبياد في إقامة جبرية اختيارية، فقط لأنها استبعدت من أولمبياد باريس الأخير لزيادة وزنها بـ700 غرام، بينما اختارت كثير من البطلات العائدات إلى بلدانهن بخفي حنين، وضع مسافة مع الإعلام وقطع البث الإعلامي إلى أجل غير مسمى.

أما بطلاتنا المغربيات فقد اخترن الصمت، وآمن بأن الذهب الأولمبي لا يحتاج فقط لجرعات حلم زائدة.

كان المغاربة يعولون على بطلتنا خديجة المرضي للصعود إلى منصة التتويج، لكنها سقطت في الامتحان بسبب إصرار على تخفيض وزنها بشكل رهيب، حيث «ذوبت» 20 كيلوغراما وأصبحت أسيرة لعقارب الميزان تنام وتستيقظ على تحركاته.

قبل أولمبياد طوكيو 2020، أصيبت بطلتنا خديجة بوباء كورونا، تم إيداعها المستشفى الميداني لابن سليمان، هناك تناولت دواء مضادا لكوفيد، وكانت حينها تستخدم أقراص منع الحمل لكل غاية مفيدة.

ما حصل هو أن أدوية كوفيد ستبطل مفعول «كينة لهلال»، ولم يعد لأقراص الحمل مفعول. وبعد زوال الوباء عادت بطلتنا لتداريبها واكتشفت أنها تحمل في بطنها جنينا، كتمت السر إلا على زوجها، واستمرت في الاستعداد للأولمبياد، وكلما شعرت بانتفاخ بطنها وتراقص أمام عينيها خيار التخلص من الجنين، لعنت الشيطان الرجيم وأصرت على صيانته من كل مكروه، والمشاركة في الأولمبياد وهي حامل.

بعد شهر ونصف من التداريب خضعت البطلة المغربية للفحوصات الدقيقة، وقرر الأطباء منعها من المشاركة في أولمبياد طوكيو، وخرجت «سلطانة» إلى الوجود، فكانت أفضل ميدالية تتوج بها خديجة.

نعود إلى الملاكمة المصرية يمنى عياد لنتوقف عند حقيقة إقصائها في دورة باريس الأخيرة، حيث تبين أنها عانت من مضاعفات الدورة الشهرية، وهي كما يبدو من اسمها موعد شهري مع الألم، خاصة إذا تزامن الموعد مع مباراة مصيرية يعلق عليها شعب كامل آماله. أما البطلة المصرية ندى حافظ فواجهت انتقادات بعد تصريح قالت فيه إنها شاركت في مسابقات المسايفة وهي حامل في الشهر السابع، بل إن الجنين نال ما تيسر من تنمر وهو في بطن أمه.

تقارير طبية من أولمبياد باريس أكدت خوف البطلات من استخدام أدوية لتأجيل العادة الشهرية إلى ما بعد المنافسات، خاصة إذا كانت أدوية التأجيل مصنفة في خانة العقاقير المنشطة المحظورة رياضيا.

التقارير ذاتها قالت إن الرياضيات في فترة العادة الشهرية وفي اليوم الثاني بالخصوص يشعرن بالهوان وتعاني العضلات من الاسترخاء، بل ويصبحن عرضة للتمزق العضلي في حالة مضاعفة الجهد.

خلال رحلة مع المنتخب النسوي إلى أبيدجان، في عهد المدرب العلوي، التقيت في صيدلية مجاورة للفندق بحارسة مرمى منتخبنا، لاحظت أنها تنتظر خلو الصيدلية من الزبائن الذكور، لتقتني مسكنا وتضعه في كيس بلاستيكي أسود يخفي ملامحه، كأنها في حالة تلبس باقتناء مادة محظورة. لازمت الحارسة غرفتها وكانت مساعدة المدرب ناطقة رسمية باسمها تنقل له تطورات الوضع الصحي بشكل مرموز.

لم تنج لاعبة المنتخب المغربي سناء مسودي من تنمر محلل رياضي، فقط لأن الحمل منعها من مشاركة المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم الأخيرة بأستراليا، على أثير إذاعة «مارس» سيتحول المحلل إلى مرشد صحي ويدعو اللاعبة للتخطيط وتحديد النسل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى