ظهرت معلومات جديدة حول مرتكب مجزرة وجدة التي هزت مشاعر المغاربة، أمس على بعد يومين فقط على فاجعة سيدي قاسم التي عرفت مقتل شخص على يد زوجته ودفن جثته وسط منزل الأسرة.
وبحسب المعطيات المتوفرة فإن المتهم الملقب بـ «ولد الكرسيفية» يبلغ من العمر 42 سنة، والذي هاجر إلى إسبانيا بعد مغادرته سلك الجندية.
حمل سكينا من الحجم الكبير وداهم منزلا مجاورا لبيت أسرته، حيث يقطن رفقة والدته وشقيقته، من أجل ارتكاب مجزرة دموية، حيث أغلق الباب وشرع في توجيه طعنات قاتلة حولت ثلاث نساء إلى جثث هامدة في وقت وجيز، ويتعلق الأمر بالجدة (76 سنة) وابنتها (45 سنة) وحفيدتها (19 سنة)، فيما عرض فتاة رابعة تبلغ من العمر 25 سنة لطعنات قوية بالصدر والعنق، رافقتها الكثير من الألطاف الإلهية، حيث نجحت في الانفلات من قبضته، تزامنا مع حضور قوات الأمن التي دخلت في مواجهة قوية مع المتهم.
وبحسب نفس المعطيات فقد حاول المتهم مداهمة منزل مجاور، قبل أن تتدخل عناصر الأمن التي اضطرت إلى استعمال السلاح الوظيفي، من أجل شل حركة المتهم الذي كان في وضعية تخدير وهيجان قصوى، حيث أطلقت عليه ست رصاصات، اثنتان منها في الهواء الطلق من أجل تحذيره، قبل أن يطلق عناصر الشرطة أربع رصاصات أخرى في اتجاه أطرافه السفلى بعد إصراره على العصيان وتهديد قوات التدخل.
هذا وقد تم نقله على الفور إلى المستعجلات رفقة الفتاة المصابة، حيث خضعا معا لعمليات جراحية مستعجلة، في انتظار تشافي المتهم وإخضاعه للتحقيقات اللازمة للإحاطة بكل ملابسات الواقعة، كما أشرفت السلطات الترابية والأمنية بحضور مسؤول قضائي رفيع المستوى على معاينة الواقعة ونقل جثث الضحايا إلى مستودع الأموات من أجل إخضاعها للتشريح العلمي.
مصادر مقربة من المتهم أكدت أنه غادر سلك الجندية، والتحق بالديار الإسبانية عن طريق الهجرة السرية، وكان يزور المغرب بين الفينة والأخرى، حيث تخصص في الحي العسكري الذي يقطنه ببيع السلع والمنتوجات الإلكترونية والملابس، قبل أن يتم طرده مؤخرا من إسبانيا، ويدخل في دوامة الإدمان للمخدرات بكل أنواعها، حيث كان يرافق في غالبية الأوقات حفيد الجدة وشقيق الضحيتين، وسط معلومات محلية تفيد بأنه كان يرغب في الزواج من الفتاة التي نجت من المجزرة الدموية، ولم ينجح في هذا المسعى بفعل مناوشات سرية لسيدة مقربة منه امتدت لفعل الشعوذة.
وينتظر أن تستمع عناصر الشرطة القضائية لوالدة المتهم وبعض المقربين منه بالحي العسكري، ارتباطا بالمعطيات المتداولة حول أعمال الشعوذة واستهلاك المخدرات وتصفية الحسابات وغيرها.
جدير بالذكر أن المديرية العامة للأمن الوطني كانت قد أعلنت في بلاغ رسمي لها، توصلت «الأخبار» بنسخة منه، أن عناصر الشرطة بولاية أمن وجدة اضطرت، زوال أمس الأحد، لاستخدام أسلحتها الوظيفية في تدخل أمني، وذلك لتوقيف شخص يبلغ من العمر 42 سنة، والذي يشتبه في تورطه في ارتكاب جرائم قتل عمد ومحاولة القتل العمد استهدفت أربع نساء من أسرة واحدة.
وأفاد نفس المصدر الرسمي حسب المعلومات الأولية للبحث، أن المشتبه فيه ولج مسكن جيرانه، بدون سبب ظاهر ومنطقي إلى حدود هذه المرحلة من البحث، وعرض ثلاث نساء يبلغن من العمر على التوالي 76 و45 و19 سنة لإصابات خطيرة بواسطة السلاح الأبيض، مما تسبب في وفاة الضحايا الثلاث، بينما عرض الضحية الرابعة لمحاولة القتل العمد بعدما أصابها بجروح، ما اضطرت معه عناصر الشرطة إلى التدخل لتحييد الخطر الصادر عن المشتبه فيه، والذي كان في حالة اندفاع قوية وتحصن بمنزل الضحايا، واستعمال أسلحتها الوظيفية وإطلاق رصاصتين تحذيريتين في الهواء وتصويب أربع رصاصات أخرى استهدفت الأطراف السفلى للمشتبه فيه.