طنجة: محمد أبطاش
كشفت معطيات توصلت بها «الأخبار»، أن جماعة طنجة رفعت من ميزانية شركة الإنارة العمومية بشوارع المدينة من 45 إلى 47 مليون درهم، بفارق مليوني درهم (200 مليون سنتيم) عن السنة الماضية، رغم الانتقادات الواسعة، ناهيك عن شكاوى من المواطنين تتقاطر على المجلس، إلى جانب تقارير المنتخبين الذين نبهوا مرارا إلى وضعية الإنارة بشوارع عاصمة البوغاز. والتهمت هذه الشركة لوحدها نحو 55 مليار سنتيم في ظرف ست سنوات، وهو ما دفع بوزارة الداخلية إلى مطالبة جماعة طنجة باعتماد آليات جديدة في تدبير هذا الملف، نظرا إلى ارتفاع التكلفة، إلا أن المجلس على ما يبدو تجاهل توصيات الداخلية، وقام بالاحتفاظ بشركة الإنارة نفسها، مع رفع الميزانية. ونبهت بعض المصادر إلى أنه لا يعقل أن تلتهم منشآت رياضية، وعلى رأسها ملاعب القرب التي تحصل على إنارة ليلية على مدار الساعة، نحو 0.336 في المائة من ميزانية الجماعة، مشكلة بذلك نحو 252 نقطة ضوئية، في حين أن المجلس سبق أن ترافع للبحث عن موارد هذه الملاعب والصناديق السوداء التي تلتهمها، دون أن تحصل الدولة على مقابل ضريبي أو شهري حول هذه الملاعب، لوجود لوبيات تشتغل في صمت وتحصل على مبالغ طائلة من هذه الملاعب. وتبين وفق المعطيات ذاتها، أنه بخصوص هذا الموضوع فإن تكلفة الصيانة باتت مرتفعة، حيث التهمت شركة مكلفة بالصيانة نحو 88 مليون درهم منذ سنة 2015، مع العلم أن إصلاح كل مصباح يكلف الجماعة نحو 600 درهم، وهو ما كان موضوع تقارير موازية نبهت إلى هذه النقطة، حيث تضم طنجة حوالي 100 ألف نقطة ضوئية، كما أن معدل ثمن إصلاح المصباح الواحد مع احتساب أشغال الشبكة ومراكز التحويل بالمدينة بات جد مرتفع، ويتم إصلاح حوالي 16.000 نقطة ضوئية سنويا، وتم تسجيل عملية إصلاح خلال السنة الماضية لما يقارب 30 ألف نقطة ضوئية. ورغم هذا الرقم المالي الذي يعد الأكبر عبر تاريخ مدينة طنجة، فإن هذا القطاع ما زال يعرف تعثرا كبيرا، خصوصا في الأحياء الشعبية التي تظل في بعض الأحيان لعدة أشهر بدون إنارة، ويرجع الأمر إلى كثرة الطلب، بسبب تعطل المصابيح وتعرضها للإتلاف وضعف الشبكة في بعض المناطق وانعدامها كليا في بعض الأحياء، فضلا عن النزيف الذي تتعرض له، بسبب اشتعالها المستمر نهارا في بعض المناطق، دون أن تتدخل الجهة المعنية لمعالجة ذلك الخلل الذي يشكل ظاهرة تميز عاصمة البوغاز.