طنجة: محمد أبطاش
أوردت مصادر مطلعة أن المجلس الجماعي لطنجة أعلن، ضمن مشروع ميزانية السنة المقبلة، عن اقتراح مبلغ 300 مليون سنتيم لفائدة جمعيات المجتمع المدني بالمدينة، بعدما كان المبلغ، ضمن مشروع ميزانية السنة الماضية، لا يتجاوز 150 مليون سنتيم رغم الجدل الذي أثاره حينها.
ووصفت المصادر هذا الارتفاع بالمهول، إذ يصل إلى ضعف مبلغ السنة السابقة، ويكشف عن غياب أية استراتيجيات لدى المجلس بخصوص هذا الملف، بالرغم من وجود تقارير رسمية تدعو لضرورة الموازنة في إعداد الميزانيات في ظل الظروف الراهنة، سواء من حيث ارتفاع الأسعار أو غياب البنيات التحتية الضرورية وغيرها.
وفي السياق نفسه أظهر مشروع الميزانية أن الجماعة ستمنح قرابة 750 مليون سنتيم للجمعيات الرياضية بزيادة عن ميزانية السنة الفارطة بمليوني درهم، في حين ستحصل الفرق الرياضية، من جانبها، على مبلغ مليوني درهم و 50 ألف درهم لوحدها، وهو ما يشبه هدية «سخية» لهذه الجمعيات في عز مرحلة تقشف الدولة وصدور مذكرات لوزرة الداخلية بهذا الخصوص.
ونبه تقرير داخلي للجماعة إلى وجود عدة هفوات بخصوص توزيع الدعم على هذه الجمعيات، من خلال عدم وجود دفاتر تحملات مصادق عليها، لتكون معيارا حقيقيا لتوزيع الدعم في إطار نزيه وشفاف بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة وفق مضمون التقرير، ما يجعل المبالغ السالف ذكرها قابلة للزيادة أثناء استقبال جميع الملفات المتعلقة بالدعم المادي للجمعيات الرياضية، بحكم عدم حصر اللوائح مع صدور مشروع الميزانية.
وبخصوص الفرق الرياضية، فإن الجماعة تقوم باعتماد معيار الصعود في ترتيب الأقسام لوضع الأندية في لائحة المبالغ الكبيرة، حيث خصصت لهذا الغرض مبلغ 250 مليون سنتيم، بينما، في ظل غياب دفتر تحملات خاص لهذا الغرض، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة، خاصة من حيث ضرورة ضبط التقارير المالية والمحاسباتية، بعدما أكدت الجماعة، في وقت سابق، أن هناك شروطا جديدة لمنع تسلل المنتخبين وذويهم إلى الجمعيات المقربة وبالتالي حصولها على دعم مالي في هذا الإطار، غير أن الأرقام المالية المشار إليها تفتح شهية الجميع للانخراط في تأسيس الجمعيات، مع العلم أن عددا من المنتخبين يسيرون ملاعب للقرب بطنجة عن طريق جمعيات مقربة لهم، وتدر عليهم هذه الملاعب ملايين الدراهم بشكل سنوي في غياب أي تقارير محاسباتية حول وضعية ملاعب القرب بالمدينة.
