كشفت مصادر أن مجالس جماعية منتخبة، بعمالة طنجة أصيلة، تبحث سبل إحياء مدرسة قرآنية بمدشر دار زهيرو، والتي تعتبر من أهم وأعرق مدارس التعليم العتيق بالمنطقة، وذلك بعدما توقفت بها الأشغال في ظروف غامضة، مع العلم أن هذه المدرسة لها رمزية خاصة كون الملك الراحل الحسن الثاني هو من أمر بتأسيسها وتسميتها بمدرسة ولي العهد للقراءات السبع، وكان يُقام لها موسم سنوي لختم القرآن الكريم.
وحسب المصادر، فإن الملف طرح على هذه الجماعات، لإحداث تكتل قصد رفع الملف إلى مجلس الجهة، حتى يتسنى تخصيص ميزانية لإعادة تحريك الأشغال، وبالتالي عودة الحياة إلى هذه المدرسة لما لها من رمزية محليا، مع العلم أن الأشغال سبق وأن بلغت أكثر من 70 في المائة، وتوقفت لأسباب مجهولة، في حين أن هذه المدرسة من شأنها أن تتحول إلى مؤسسة لاحتواء أبناء المنطقة واستقطاب طلاب العلوم الشرعية، وهو ما من شأنه تحويلها كذلك إلى منطقة ينار بها العلم، فضلا عن وقف الإدمان والعادات السيئة التي تنشط بين أبناء هذه المناطق.
وكانت وزارة الأوقاف قد أعلنت أنها «شرعت في إعادة بناء هذه المدرسة بالفعل خلال سنة 2011، نتيجة تدهور بنيتها التحتية وفقدانها للسلامة العامة، غير أن إنجاز هذا المشروع عرف عجز المقاولة المشرفة على الأشغال عن الوفاء بالتزاماتها، مما أدى إلى توقف الأشغال، وفسخ الصفقة معها خلال سنة 2013، واللجوء إلى القضاء، حيث استمرت إجراءات التقاضي وتنفيذ الأحكام لغاية سنة 2018».
وفي الوقت الذي لم تكشف وزارة الأوقاف عن أي تفاصيل أوفى بخصوص استمرار الأشغال، وفتح الصفقة من جديد أمام الشركات، مع العلم أن البعض منها مستعد لاستكمال هذه المهام لما لها من دور إحساني، فإن المنتخبين فكروا في الخطوة المذكورة آنفا، والتي من شأنها إعادة الحياة إلى هذه المؤسسة الدينية العريقة. وسبق أن نبهت بعض المصادر إلى أنه بات من الضروري على الجهات الحكومية المختصة التدخل، خصوصا وأن إهمال مثل هذه المعالم التي أسست بتعليمات ملكية، يستوجب أن يكون وراءه الصرامة في التعامل مع الجهات التي تحاول إقبار مثل هذه المشاريع.
طنجة: محمد أبطاش