شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

ثورة المونديال 

بعد زف الديوان الملكي للشعب المغربي خبر فوز المغرب بتنظيم العرس الكروي العالمي مونديال 2030، باشتراك مع إسبانيا والبرتغال، يأتي بلاغ الديوان الملكي للمجلس الوزاري الذي ترأسه الملك محمد السادس، أول أمس الأربعاء، بخصوص التحضير لتنظيم بلادنا لكأس العالم ليضع الخطوط العريضة للاستثمارات في المجال، ويحمل رسائل تهم التخطيط الاستراتيجي لإدماج تنظيم المونديال ضمن المشاريع الملكية الكبرى، لتحقيق الإقلاع الاقتصادي، ودخول نادي الدول العظمى من بابه الواسع.

مقالات ذات صلة

إن من أبلغ الرسائل التي حملها بلاغ الديوان الملكي، بخصوص تنظيم كأس العالم، كون الملف يدخل ضمن القرارات الاستراتيجية لسياسة الدولة، وليس السياسات العمومية للحكومات المتعاقبة، أو السياسات القطاعية للوزراء، وبالتالي فالمشروع ينال الإشراف والتتبع الملكي لتفاصيله، والمشاريع الملكية لا تقبل المزايدات وتحتاج العمل ولا شيء غير العمل والمثابرة والاجتهاد، لتحقيق الأفضل للوطن.

ويدخل تنظيم المونديال في مجال اللحظات الكبرى والفارقة في تاريخ الدولة المغربية، أو كما سماها البلاغ «الفرصة الفريدة»، ما يتطلب من الجميع الالتفاف حوله لاستثمار هذه الفرصة السانحة، لدعم تحقيق التنمية المنشودة، والتسويق الإيجابي لصورة المغرب التي عملت الأجيال بنكران للذات على تحسينها وسط الأمم، ورفع العلم المغربي بدعم ملكي لكل الطاقات والكفاءات والأبطال في جميع المجالات الرياضية والعلمية والاقتصادية.

إن من أبرز رسائل بلاغ الديوان الملكي أيضا، أن استحقاق كأس العالم ليس موضوعا لـ«البوليميك» والتنابز السياسي، بل هو لحظة تاريخية للتعاون بين الدولة والمجتمع والتحفيز على إحياء الوطنية في النفوس، سيما أن التحام المغاربة ملكا وشعبا حقق المعجزات في مراحل تاريخية تُدرس عالميا، ولا سبيل لمحوها من أذهان وأعماق وجدان الشعب المغربي.

وركزت التعليمات الملكية السامية على الاستفادة من خبرات وإدماج الكفاءات المغربية بالخارج، دون نسيان الكفاءات الإفريقية، حيث تعتبر كأس العالم لحظة حقيقية للتنمية الشاملة وتحقيق المكاسب والإنجازات الوطنية في المجال السياحي وتطويره، وتجهيز البنيات التحتية وفق معايير عالمية، وخلق فرص الشغل والتنمية المستدامة، على أن تتم استفادة المدن التي لن تحتضن كأس العالم بالقدر نفسه الذي ستستفيد منه المدن الست المعنية مباشرة بالمباريات العالمية.

لقد انطلقت صافرة البداية لمشاريع تأهيل الملاعب، وتوسعة وتجديد المطارات، وتقوية البنيات التحتية الطرقية وتكثيف شبكاتها داخل المدن، وبرنامج مندمج للتأهيل الترابي يمتد خارج المدن المستضيفة لمباريات المونديال، وتطوير البنية التحتية الفندقية والتجارية، وتقوية وتحديث العرض الصحي، مع تطوير وتحديث شبكات الاتصال، وإطلاق برنامج موسع للتكوين، من أجل تقوية كفاءات الشباب، وهي كلها مشاريع استراتيجية تحمل كل خير للبلاد والعباد، لذلك المضمون هو أن كل المغاربة خلف ملكهم لتحقيق التقدم والازدهار المنشود.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى