ثمرات المطابع
حافظ إسماعيلي علوي وربيعة العربي يترجمان «سوسير في المستقبل»
أقدم الأستاذ حافظ إسماعيلي علوي وربيعة العربي على مغامرة جميلة تجلت في ترجمتهما لكتاب «سوسير في المستقبل» لفرانسوا راستيي، وصدر عن دار كنوز المعرفة،2021، ويقع في 268 صفحة من القطع المتوسط.
أتاح النشر الجزئي لمخطوطات سوسير المكتوبة، منذ نصف قرن، تعميق المعرفة بفكر سوسير. وفي سنة 1996 تحديدا، أثار اكتشاف مخطوطة نشرت في ما بعد سنة 2002 بعنوان «عن جوهر اللغة المزدوج» De l’essence double de langage انطلاقة عالمية للدراسات السوسيرية. وتوجهت العناية بالخصوص إلى منشور سوسير وتأويله وإلى اللسانيات ذات المنحى السوسيري وإلى السيميائيات.
لا يقف هذا العمل عند حدود عرض ما قدم؛ بل يطمح أيضا إلى أن يكون عملا استشرافيا. إنه لا يقلل من قيمة الفيلولوجيا السوسيرية، إنه يبني في الحاضر مقترحات اكتشفت حديثا ويسعى إلى مدّ الجسور بين اللسانيات وعلوم الثقافة.
هذا الكتاب ليس تأبينا لسوسير، رغم أنه ظهر بعد قرن من وفاته: كان تطور اللسانيات -وأحيانا تراجعـ[ها]- هاما، ومع ذلك لم تتراجع قوة السوسيرية Saussurisme، وعليها اليوم أن تلبي المتطلبات الاجتماعية الجديدة، من قبيل ما استجد من ملاحظات بيّنتها لسانيات المتون.
يتأسس هذا الكتاب على مجموعتين من الأسئلة: تدور أولاها حول قراءة النصوص السوسيرية وثانيها حول نظرية النصوص عند سوسير ثم حول السوسيرية، التي نبلورها خاصة في الفصلين الأول والسادس.
محمد حمودان يترجم رواية «التيوس» لإدريس الشرايبي
صدرت، منذ شهر، عن دار الفنك للنشر، الترجمة العربية لرواية «التيوس» لإدريس الشرايبي، ترجمة الكاتب والشاعر محمد حمودان.
وجاء في تقديم للناقد والباحث المتخصص في أعمال إدريس الشرايبي قاسم باصفاو للترجمة العربية، أنه «عندما نشرت هذه الرواية عام 1955، لقيت انتشارا واسعا، لكنها أزعجت كثيرا أيضا، لأن كاتبا ينحدر من إحدى مستعمرات فرنسا تجرأ على فضح تجريد المهاجرين من إنسانيتهم والحيف الذي يتعرضون له، في بلد نقشت مبادئ المساواة والأخوة على واجهات مؤسساته العامة، ومشهرا بازدواجية النظام الذي يعتبر هذه المبادئ من قيمه الأساسية. وعليه أثار الشرايبي غضب أنصار اليمين الفرنسي الذين نعتوه بالمعادي للغرب، خاصة أنه شارك في فضح نظرتهم التمييزية للعالم».
إن رواية «التيوس»، حسب باصفاو، «بقدر ما تتوجه إلى القارئ العادي والمنفتح والمستسلم لمتعة القراءة ببراءة ودون خطاطة معيارية قبلية، يتوجه أيضا إلى القارئ المكون والمسلح أدبيا، والقادر على تلقي مادته ولمسته وجماليته».