طانطان: محمد سليماني
في وقت يعرف عدد من مدن المملكة تدشين عدد من المشاريع التنموية، وإعطاء انطلاق أشغال أخرى بمناسبة الأعياد الوطنية، فإن مدينة طانطان توقف فيها تدشين المشاريع التنموية للعام الثالث على التوالي.
وحسب المعطيات، فإن مدينة طانطان والجماعات التابعة لها، لم تعد تُدشن بها أي مشاريع تنموية، رغم مرور عدد من الأعياد الوطنية، الأمر الذي يطرح علامات استفهام كبرى حول الأسباب والدواعي التي أدت إلى توقف وتعليق هذه العملية منذ ثلاث سنوات. ورغم جاهزية عدد من المشاريع، والانتهاء من أشغال بناء أخرى، إلا أن تدشينها يتأخر كثيرا عن موعد تدشينه أو افتتاحه، إلى أن يتم افتتاحه دون مناسبة وطنية.
ومع اقتراب كل مناسبة وطنية، يعود سؤال التدشينات وإعطاء انطلاقة المشاريع التنموية بالمدينة والإقليم عموما إلى الواجهة، ذلك أن هذه العملية لم يعد لها وجود بالمنطقة منذ عهد العامل الراحل. وحتى تلك التدشينات التي تمت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، فعددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة فقط، كافتتاح المقر الجديد للمنطقة الإقليمية للأمن لوحدها خلال السنة الجارية، والتي تمت خلال الصيف الماضي، أما خلال الاحتفال بذكرى عيد المسيرة الخضراء المظفرة للسنة الحالية أو للسنة الماضية، فلم يتم تدشين أو إعطاء انطلاقة أشغال أي مشروع تنموي، بل أصبح الأمر يقتصر خلال هذه السنوات الثلاث الأخيرة على الحضور لتحية العلم، قبل أن ينفض الجمع، عكس مدن وأقاليم مجاورة، يتم فيها طيلة الأيام السابقة للذكرى وما بعدها تدشين عدد من المشاريع في قطاعات مختلفة.
ومن المفارقات الغريبة، في مدينة طانطان، أنه خلال دجنبر من السنة الماضية، فقد تم تدشين بعض المشاريع، إلا أن تدشينها تم من داخل مقر عمالة طانطان وليس تدشينها ميدانيا، حيث إن والي الجهة والوفد المرافق له، اطلعوا على هذه المشاريع على الورق داخل مقر العمالة، كالثانوية التقنية لالة خديجة بالوطية، وثانوية 20 غشت التأهيلية بتجزئة العمران بطانطان، ومدرسة رياض السلام بتجزئة العمران بطانطان، والثانوية الإعدادية بحي المخيم بالوطية، فيما تم إعطاء انطلاقة بناء المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بطانطان، ومنطقة الأنشطة الاقتصادية والصناعية بالوطية، بمساحة أولية قدرها 44,7 هكتارا.
ولعل سكان المدينة وفعالياتها المنتخبة، لا تزال تتذكر صرخة المستشار البرلماني ورئيس جماعة ابن خليل محمد باحنيني بصوت عال في وجه عامل طانطان بالنيابة بحضور والي الجهة ورئيسة مجلس الجهة خلال دجنبر من السنة الماضية قائلا: «إن تدشين مشاريع تنموية خارج أعياد وطنية أمر غير مقبول، إذ كان من الأجدر تدشين هذه المشاريع خلال عيد المسيرة أو عيد الاستقلال الأخيرين، خصوصا أن جميع هذه المشاريع كانت جاهزة في ذلك الحين، ولم تعرف المدينة حينها أي تدشين يذكر».