طنجة: محمد أبطاش
كشف تقرير رسمي بشأن «التصميم الجهوي لإعداد التراب» بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، حصلت «الأخبار» على نسخة منه، والذي شاركت في صياغته عدة مؤسسات، عن صورة قاتمة للتنمية بجهة طنجة، خصوصا في المناطق القروية والجبلية، حيث يعاني هذا المجال من تحديات تنموية عميقة، تعود بالأساس إلى الظروف الجغرافية الصعبة ونقص الموارد المستثمرة، مما أدى إلى تراجع مؤشرات التنمية وتفاقم الفوارق الاجتماعية والاقتصادية. وأبرز التقرير عدة عوائق تقف في وجه تحقيق التنمية بالمناطق القروية والجبلية بالجهة، على رأسها صعوبة التضاريس الجبلية التي تشكل نحو 80 في المائة من المساحة الجغرافية، وتستوعب نحو 85 في المائة من السكان القرويين، ما ينعكس سلبا على استقطاب مشاريع البنية التحتية.
ويعاني سكان هذه المناطق من نقص حاد في الخدمات الأساسية، حيث تبعد الطرق المعبدة في المتوسط بـ 4.3 كيلومترات، ما يتجاوز المعدل الوطني، مما يعمق عزلة هذه المناطق ويزيد من صعوبة الوصول إلى الخدمات الضرورية. كما أشار التقرير إلى التراجع الديموغرافي الحاد في بعض المناطق، مثل الحسيمة ووزان، حيث يتوقع انخفاض عدد السكان بنسب مهمة على التوالي، ما يعكس اتجاها مقلقا نحو الهجرة القروية المستمرة. إلى جانب ذلك، تعاني هذه المناطق من عجز كبير في مجالات التعليم والصحة، حيث تسجل معدلات مرتفعة للأمية، خصوصا بين النساء، بالإضافة إلى نقص المؤسسات التعليمية والتأخر في تعميم التعليم الإعدادي والثانوي، مما يحد من فرص الأطفال في متابعة التعليم، سيما الفتيات.
هذا، وأكد التقرير أن هناك تحديات اجتماعية واقتصادية متفاقمة، إذ يرتفع معدل الفقر والهشاشة، وتنتشر البطالة، خاصة بين الشباب الذين يفتقرون إلى آفاق واضحة للتوظيف والإدماج في الأنشطة الاقتصادية المدرة للدخل. كما يعاني السكان من نقص في البنية التحتية الصحية، حيث تفتقر هذه المناطق إلى التجهيزات والأطر الطبية الضرورية، مما يجعل السكان في مواجهة مع قلة الخدمات الصحية الأساسية. وتزيد هذه التحديات من هشاشة السكان، حيث تتعزز الظواهر الاجتماعية السلبية كالتهميش والإقصاء، وسط غياب واضح لإمكانيات إدماج هؤلاء السكان في سوق العمل، وإتاحة فرص اقتصادية تكفل لهم دخلا مستداما، مما يؤدي إلى استمرار هجرة الشباب نحو المدن، بحثا عن فرص حياة أفضل. إلى ذلك، أوصى التقرير بضرورة اعتماد برامج مندمجة وشاملة تسعى إلى سد الفجوات التنموية التي تعاني منها المناطق القروية والجبلية. ويشمل ذلك تعزيز التعليم في جميع مستوياته ومحاربة الأمية، وتوسيع نطاق التغطية الصحية بتوفير البنية التحتية والمعدات اللازمة، مع التركيز على تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، وتوفير السكن اللائق والخدمات الأساسية، كالماء والكهرباء والنقل.