طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر مطلعة، بأن عامل إقليم وزان توصل بتقارير حول نشاط استغلال مياه سد واد المخازن في سقي حقول الكيف من طرف أباطرة المخدرات، وما يترتب عن ذلك من استنزاف للفرشة المائية، حيث يبقى الفلاح البسيط المستفيد من مشروع الهيدرو-فلاحي هو المتضرر الأكبر من هذا الاستنزاف الجائر للمياه، خاصة بمزارع دواوير أمزو، بونيضار، العزيب، زعانين، زيتونة و دار العباس، بالجماعة الترابية أسجن، بإقليم وزان. وكشفت التقارير نفسها، عن وجود استغلال مفرط وعشوائي لمياه سد وادي المخازن، باستخدام مضخات امتصاص وسحب المياه المثبتة بشكل مباشر بالسد، غير أن المشكلة تكمن في كون هؤلاء الذين يزرعونها ينتمون لدواوير أخرى بعيدة كل البعد عن المنطقة، في غياب تام للمراقبة من قبل الجهات المختصة.
وحسب المعطيات المتوفرة، فقد أصبحت الساكنة الهشة محرومة من الاستفادة من خدمات محيط السد، بسبب منعهم من الوصول إلى الماء بماشيتهم عندما قاموا بزرع القمح والشعير والفول، في محيط السد، إذ تم تغريمهم بغرامات مالية كبيرة سابقا، في حين لايزال أباطرة المخدرات والكيف يتحركون في أريحية تامة لسقي حقولهم وفق المعطيات نفسها.
ووفقا للمعطيات، وحيث إنه يتم استخدام مياه السد لسقي مساحات شاسعة من القنب الهندي المزروع بشكل غير قانوني، بمناطق جماعة أسجن وابريكشة، فقد تمت مطالبة عامل الإقليم بالتدخل لدى السلطات المحلية والمديرية الإقليمية والجهوية للفلاحة والحوض المائي، لإيقاف استنزاف مياه السد، ومنع هذه الزراعة الغير مشروعة من طرف أباطرة المخدرات، واستمرار سحب المياه بشكل غير مشروع لاستخدامه في سقي القنب الهندي بمنطقة لم يُرخص أصلا لها للقيام بهذا النشاط الزراعي، علما أن أسجن تستفيد من سقي يومين في الأسبوع لسقي الفلاحة المشروعة، بسبب استنزاف مياه سد واد المخازن المزود الرئيسي لمشروع الهيدرو الفلاحي بجماعة أسجن وجماعة مصمودة، بإقليم وزان.
وكانت هذه الظاهرة قد امتدت لمناطق شفشاون، حيث بات هؤلاء الأباطرة يشكلون خطرا على الثروات المائية، خاصة وأن السلطات المحلية بشفشاون كانت حازمة ضد هؤلاء، بعدما قامت بتحرير عدد من العيون المائية من قبضة أباطرة الكيف مما مكنها من استعادة الأمن المائي للسكان، حيث باشرت هذه السلطات حملة بعدة قرى محلية، بعدما تبين لها أن عددا من الآبار والعيون المائية، يتم استغلالها بشكل سري من طرف هؤلاء الأباطرة في سقي نبتة الكيف، وهو ما يتسبب في نضوب الفرشة المائية بعدة قرى، بالتزامن مع موجة الحرارة التي يعرفها الإقليم، وكذا أزمة مياه الشرب التي باتت تلوح في الأفق رغم انتعاشة السدود في ظل التقلبات المناخية.